قبل ما اتكلم عن فائدة الحضن فى علم النفس احب انوه ان كلمة احضنوا بعض !!!! دي كلنا بنسمعها وبنتريق عليها، لكن علم النفس والفلسفة ليهم رأي تاني، بيقولولنا باختصار اه احضنوا بعض، ده شئ كويس مش وحش.
فائدة الحضن
الحضن دلوقتي شئ بيتم بين الاشخاص وهما بيتعارفوا علي عشاء عمل وكنوع من المجاملة الزايدة، نوع من التضخيم لفكرة السلام بالايدي، بقي شئ استهلاكي، وده للاسف ابعد ما يكون عن المعني الاصلي لفكرة الحضن.
الحضن اساسا هو نوع من التلاحم بين شخصين، بيحصل غالبا واكتر من اي وقت تاني في فترات الطفولة، لغاية اربع سنين كلنا بنتقبل ان الطفل غير قادر علي مواجهة العالم وحده، عشان كدة في الفترة دي بيتم حملنا وحضننا كتير، لان الكلام مش المؤثر الاهم فينا في الفترة دي، وحده اللمس هوا اداة طمأنتنا.
مع تقدم العمر الاعتماد علي النفس بيصبح شئ اساسي جدا لينا، والاعتماد علي الاخرين والاحتياج للابوة كما كنا اطفال بيصبح من العار، حضن المكتب الاستهلاكي البارد هو اللي بيبقي، لكن احنا بطبيعتنا دايما محتاجين لاخر يطمننا، اه مش بنفس الاعتمادية زى لما كنا اطفال، لكن بنحتاج شخص نبين قدامه ضعفنا ونبكي امامه بلا حرج، وهو ده جوهر فكرة الحضن، حد نقدر نرتمي في ذراعيه ونبقي نفسنا بطبيعتنا الطفولية المستعادة.
وده مش شئ سئ، لان الاحتياج لحد يفهم ضعفنا هو ركيزة اساسية للعلاقات الانسانية زيه زي الاعجاب بنقاط قوتنا.
ثقافة عالمنا اليوم بتعلي من شأن العلاقات الجنسية وبتشوف الحرمان منه شئ ممرض، لكن بحق غياب الحضن السوي العاطفي اللي بيدل علي المساعدة والتعاطف والفهم من قبل اشخاص بنحبهم مشكلة لا تقل عن مشكلة غياب الجنس في هذا العالم المسعور المهووس بجني المزيد بغض النظر عن صحة الافراد النفسية.