سأحكى لكم قصة تؤكد لكم بأن الفشل والفرص الضائعة هما وجهان لعملة واحدة، والفشل عنوانه الفرص الضائعة، فعدم إغتنام الفرصة وضياعها هو الفشل فى حد ذاته.
بداية القصة
قابلته فى المسجد الصغير او المصلى فى مستشفى جامعة هارفارد، كنت ابحث عن نماذج النجاح فى المجتمع الأمريكى لأتبعها.
وكنت أحب سماع القصص بشغف بالغ قصص النجاح اكثر من قصص الفشل والفرص الضائعة.
كنت اعلم تمام اليقين ان كل ما على فى هذه البلاد ان اتبع خطوات هذا النماذج المبهره.
كنت اعلم قدراتى جيدا وكنت احترم ضعفى و قلة حيلتى، كنت ابحث عن القوة فى كل شئ.. العلم، الخلق، الدين، الثروة، الثقافة العامة، كل شئ.
بلاد الفرص
كنت اعلم ان هذه بلاد الفرص، مفتوحة لكل شئ، ليس هناك حد أقصى لأى شئ، السماء هى منتهاى والأفق يتسع لكل الامال ولا يُحد طموح الفتى فى هذه البلاد إلا نفسه التى بين جنبيه.
عزمت ان انجح باْذن الله و علمت أننى غير موهوب و لكن عزمى وجهدى هو مصدر قوتى و عنوان نجاحى حتى قابلت ذلك الفتى ليبى المنشأ طويل القامة قليل الكلام حاد الملامح يبدو جديا حتى اذا حادثته يأخذك بحديثه الحلو ويأسرك بحكاياته الشيقة لا تمل حديثه، كان يعمل فى قسم العظام وكان حديث الجمعة دائما شيقا اترقبه لأتعلم منه.
قلت له يأخى الحبيب كيف استطعت ان تعمل بهذا القسم وهو من أشد الأقسام صعوبة فى هارفارد.
الفشل والفرص
قال لى الرجل كنت شديد التردد فى مقتبل حياتى أشك في من حولى وفى نفسى وأدرس الامر مرة بعد المرة و اقلب الامور مرات بعد مرات وادرس الفرصة حتى تضيع منى.
لم أحصى عدد الفرص التى ضاعت منى وصرت من فشل الى فشل ومن تردد الى اسوء و أصبحت لا أستطيع ان اتخذ قرارا بمفردى حتى نصحنى ابى و كان قلما يفعل، يا بنى الفشل عنوانه الفرص الضائعة.
ان الحياة والقدر باْذن الله تلقى إلينا العديد من الفرص ولكن البشر بطمعهم يطمحون الى ما ليس فى أيديهم و يَرَوْن اللون الأخضر، على الجانب الاخر من النهر و يظنون ان ما بأيديهم أسوأ من حصله بشر.
النجاح بإغتنام الفرص
ان النجاح يبدأ بأخذ الفرص كلما سنحت فى عزم وقوة بلا تردد وضعف وان الأقدام هو عنوان النجاح، وان المخاوف هى معوقات النجاح و ما لاحت لى فرصة من قريب او بعيد الا اخذتها و عملت بها كنت أخذ بالفرصة ما لم يكن فيها هلاكى.
كل شئ يمكن اصلاحه بعد ذلك، كل شئ يكن تداركه الا الموت، لن يحدث لى شئ بالمرة، انا أوقن بذلك، انه يحمينى سآخذ بكل الفرص بكل جرأة و عزم لن أفوت واحدة منها، كلها لا تؤدى الى الموت فما الخوف اذا.
ورأيت فى نصيحة الرجل كنزا، ومن ذلك الحين ما رأيت فى الأفق فرصة إلا و اقتنصها و أعاننى الله على مخاوفى وترددى وضعفى.
الحياة والفرص
النجاح سلسلة من الفرص، ما سنحت لى اول فرصة للنيابة اخذتها والزمالة والعمل وكذلك الزواج والسفر وكاليفورنيا ومنزلى وعملى وحتى سيارتى ومسجدى وعملى الإسلامى والدعوى، ما دعانى احد الى شئ الا أجبته الا ان يكون حراما او منافيا لما اعتقد به.
أحب كل فكرة جديدة وكل نجاح واعشق روايات الناجحين وافكارهم ونصائحهم واكره الضعف والتردد والخمول. اذا كنت تحلم بالنجاح فهو قريب منك، توشك الفرصة ان تقول، انا ها هنا، فإنفض عنك خمولك، و دع عنك ترددك وضعفك.
علمك و عملك هو قوتك وعزمك وجهدك هو طريقك، ان من يصنع الفرص و يقتنصها هو انت.
ان من يضيع الفرص هو نفسك التى بين جنبيك. ان من يظن ان سبب فشله الظروف و الصعاب قد اخطأ التقدير. انها نفسه التى بين جنبيه و هى اصعب من يمكن إقناعه بأمر.
ان الحياة تلقى بالفرص فمن اخذها بعزم بلغ مراده و من ضيع الفرص صار الفشل عنوان حياته، فاختر لنفسك. واعرف جيداً بأن الفشل عنوانه الفرص الضائعة، فإغتنم الفرص.