إغتيال الرئيس الأمريكى جون كيندى فى الثانى والعشرون من نوفمبر عام 1967، أعرض وأقدم كتابا صغيرا فى الحجم نادرا من مجموعتى الخاصة، تضافرت عدة عوامل لكى تجعل من هذا الكتاب حدثا كبيرا.
مأساة جون كيندى
أن مأساة جون كيندى الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية ما زالت تهز مشاعر الملايين فى العالم حتى ممن يختلفون مع السياسة الأمريكية لقد كانت مأساة كيندى حاوية لكل العناصر: القوة و الشباب والجمال والطفولة والصراع السياسى والغموض والمفاجأت.
إن قصة الماساة ودخائلها الدقيقة لم تنشر حتى الأن لان جميع أطرافها لزموا الصمت بعدها وفى مقدمتهم زوجته جاكلين كيندى كما أن هناك كثيرين لزموا الصمت بدواعى السياسة بصرف النظر عن دواعى الحزن.
إن إختيار المؤلف وليم مانشستر وهو كاتب أمريكى شهير كان إختيار خاص من جانب جاكلين كيندى فهى التى عرضت عليه الفكرة وقدمت له كل ما إحتاج إليه مما لديها من الوثائق و المعلومات وجلست أمامه لمدة ثمانى ساعات على مرتين أمام جهاز تسجيل وسكبت على حد تعبيرها كل قلبها و أعصابها ودموعها وكان ذلك بعد ثلاث شهور فقط من المأساة الفاجعة التى هزت حياتها.
كتاب موت رئيس
إن وليم مانشستر بذل بعد ذلك جهدا فى الكتاب أودى بصحته فقد أجرى مئات المقابلات وكتب ألاف الصفحات وجمع كميات لا حدود لها من الوثائق وزار سيرا على قدميه كل مسرح جرت عليه حادثة مهما كانت صغيرة وكان تركيزه كله على الايام الخمسة التى وقعت فى وسطها المأساة.
ومن خلال هذه الأيام نسج صورة كاملة لكل الجو السياسى و الإنسانى الذى احاط بها وهكذا فإن الذين قرأوا الكتاب حتى من قبل أن تثور ضجة حوله رشحوه لكى يكون كتاب السنة الجديدة 1967 وبغير منازع.
إن جاكلين كيندى التى كانت أول من أختارت وليم مانشستير لكتابة المأساة كانت أول من أختلفت معه بسبب عدة عوامل منها:
- أن الكتاب عرض أمام الناس خلجات قلبها وصميم حياتها الشخصية مما تظن أن الوقت ليس ملائم بعد لإذاعته.
- أن الكتاب عرض لصورة الرئيس الأمريكى التالى ليندون جونسون تظهره فى شكل قد يثير غضبه وهو الحريص على شكل صورته أمام الناس وتظن جاكلين أن غضب جونسون قد يؤثر فى المستقبل السياسى لروبرت كيندى شقيق زوجها الذى يعد نقسه لإنتخابات الرئاسة المقبلة أو التى تليها.
وقد حملت جاكلين خلافها مع وليم مانشستر لساحة القضاء بينما كان مانشستر يحمل للمستشفى الذى نقل له بعد إنهيار إعياء ونتيجة لثلاث سنوات متواصلة من العمل وقد كانت هذه بعض الظروف التى جعلت صحافة العالم كله تنشر عن الكتاب نفسه عددا من الكلمات يزيد عشرات الألاف المرات عن عدد كلماته نفسها.
والمؤلف وليم مانشستر كتب 7 كتب بينها روايات قبل أن يؤلف كتابه الثامن هذا موت رئيس ليعكف بعد ذلك على تأليف كتاب عن أسرة أصحاب مصانع الاسلحة الألمانية الشهيرة أسرة كروب، و الكتاب يقع فى 319 صفحة وصادر عن دار الكتاب الجديد بالقاهرة.