مع تفتح وعينا بينمو جوانا امآل كبيرة عن شكل حياتنا في المستقبل، بنحلم بعلاقة عاطفية مثالية و اسرة سعيدة و مكانة مالية و اجتماعية مرموقة، الا ان الحياة عندها هواية دائمة في كسر الامال دي علي صخور الواقع.
الفلسفة الشرقية
احد اعظم المبادئ اللي بتعلمنا احترام معاناتنا ومعاناة الاخرين في الحياة هو مبدأ مستمد من بوذية الزن ، و هو عبارة عن احترام الاواني المكسورة و عدم اهمالها، بالعكس الاعتناء بيها ولحمها بالذهب كتعبير عن احترام الالم و الاضرار و ان عملية اللحام دي كناية عن لملمة انفسنا من ضربات الدنيا وقسماتها.
المصطلح اللي بتسمي بيه العملية دي هوا “كين تسوجي” واللي بتعني باليابانية اللحام بالذهب.
ببساطة لان ده اللي بيتم، الانية المكسورة بيتم جمعها بعناية فائقة ولحمها بالذهب، و اختيار الذهب لاظهار اللحام و عدم اخفائه بل اظهار الاصلاح اللي بيتم له دلالة فلسفية كبيرة عن قيمة الالم و الانكسار كمعلمين عظيمين للبشر.
كين تسوجي
فن الكين تسوجي بيعود لاحد اباطرة اليابان لما كسر كوبه المفضل و ارسله للصين لإصلاحه ولكنه اتفاجئ بقبح عملية اللحام، عشان كدة اوعز لرجاله اصلاحه بشكل افضل، و من هنا قاموا باصلاحه ولحامه بحيث ميخفوش الكسور و لكن اخراج المنتج النهائي بشكل فائق الجمال زي ما باين في الصور.
الكين تسوجي دخلت الفلسفة البوذية عن طريق الفيلسوف روكيو بحسب القصة اللي قالت انه كان معزوم في ضيافة حرفي حس انه هيبهر باحد الانية اللي صممها بدقة وجمالية فائقة، لكنه صعق انه روكيو ما اعارهاش اي انتباه، و تحت ضغط الاحباط كسرها لكن احد الحكماء لملم الاجزاء و لحمها بالذهب، و في زيارة اخري لما شافها روكيو قال “الان اصبحت رائعة”.
في عالم بيعلي من شأن كل ما هو جديد و كامل، الفلسفة الشرقية الكين تسوجي بتفكرنا اننا نبقي عطوفين و محبين لانفسنا ، و للاخرين في حالة انكسارنا تحت ضغوط الحياة ، و اننا لازم دايما نلملم شتات انفسنا ، و ننهض من جديد.