سأسرد لكم قصة دقات قلب وهى إحدى القصص الواقعية من واقع البيئة المصرية، فتابعوا معى الحكاية:
قصة دقات قلب
كنت لا احب حضور حفلات الزفاف أو أعياد الميلاد .. ولكن هذه المرة تختلف.. انه حفل خطوبة صديقتي وزميلة طفولتي ، ويجب أن أشاركها هذه المناسبة السعيدة.
ذهبت إلي هذا الحفل وأنا متأنقة علي غير العادة ، فأنا قليلة الخروج من المنزل ، ولكن هذا الحفل كان فرصة للخروج وإرتداء بعض من الفساتين التي تملأ دولاب ملابسي.
كنت لا أؤمن بعبارة (الحب من أول نظرة) حتى رأيته .. نعم .. لا أعرف ماذا ألمَّ بي ؟! إحساس غريب شعرت به لأول مرة في حياتي.
قلبي يخفق بشدة داخل ضلوعي حتى اكاد أحس به يريد الخروج من قفصه الصدري.
عيناي لا أريد ان أغمضهما حتى لا يغيب عنهما.. حبات العرق تتفصد فوق جبيني .. كثير من التساؤلات تتصاعد حتى تملأ سماء عقلي.
مشاعري تتدفعني للحديث معه ولكن التقاليد والحياء يمنعاني ، كتمت مشاعري حتى اقترب هو مني.
وسألني السؤال الذي تمنيته داخل نفسي .. هذا السؤال الذي يعني انه أيضاً قد أعجب بي .. فقد قال لي: هل أنت مرتبطة؟!
ابتسمت في حياء وشفتاي ترتعش وعيناي تنظر إلي الأرض ، وقد أحمر وجهي ، وقلت: لا .. لست مرتبطة.. وانصرفت مسرعة من أمامه.
انتهي حفل الخطوبة .. وبحثت عنه بعيناي في الوجوه المنصرفه ولكن للأسف لم أعثر عليه.
غادرت إلي المنزل وصورته لا تزال عالقة برأسي .. ونبرة صوته وهو يسألني تدغدغ احاسيسي وتتردد في اذني.
بداية الحكاية
لم استطع النوم في تلك الليلة .. كثير من الأسئلة تؤرقني : من هو ؟! وما اسمه ؟! هل سأراه مرة أخري ؟! أين ؟! ومتي؟! وكيف؟!
ظلت هذه التساؤلات تطاردني وتمنعني من النوم حتى سمعت قرآ ن الفجر فقمت وتوضأت وصليت الفجر..
أحسست بعدها بالراحة والسكينة ، وغرقت في نوم عميق .. لم يوقظني سوي صوت أختى الصغيرة ويديها التي تجذبني من ملابسي ، تقول: اصحي يلا .. احنا بقينا الظهر.
قمت من النوم وابتسامه خفيفة تعلو شفتاي وانا اتذكر ليلة أمس ، كان هذا يوم عطلة بالنسبة لي فلم اذهب إلي العمل كالعادة بل قمت ببعض الأعمال المنزلية.
حتى وجدت هاتفي يرن .. فأسرعت للرد ، فوجدت صوت يأتي من الطرف الآخر ليخترق اذناي ويصل إلي قلبي.
فترتفع دقاته يقول: آسف علي الازعاج .. أنا (محمد) اللي كلمتك امبارح في الحفله .. انا معجب بيكي وعاوز اعرفك اكثر.
سكت ولم انطق ثم استجمعت قواي ، وقلت له كيف عرفت رقم هاتفي ؟!
قال من صديقتك العروسة .. اسف لو كنت ضايقتك
سكت ولم اجبه فأكمل حديثه وقال: سأترك لك الوقت للتفكير وأكلمك لاحقاً .. وانهي المكالمة وهو يقول: لا اله الا الله
قلت بهدوء: محمد رسول الله وانهيت المكالمة ، واحتضنت الهاتف بشدة وضممته الي صدري .. وحدثت نفسي:
هل انا في حلم ؟! كل ما تمنيته يتحقق في يوم وليلة .. تسارعت دقات قلبي بقوة وعلا صوتها فأكاد اسمعها .. واسمع صوت من بعيد يقول:
دكتور …. دكتور .. معجزة .. المريضة اللي علي الجهاز .. قلبها رجع يشتغل تاني وبدات تفوق من الغيبوبة اللي بقالها اكثر من ستة أشهر … الحمد لله.