قصة اليوم عنوانها الصراصير تأكل لحمها فتابعوا معى احداث الحكاية.
بداية قصة الصراصير تأكل لحمها
جفت المياه من الحمامات بفعل انقطاع الماء عن المدينة.. خرجت الصراصير صغاراً وكباراً وراحت تسرح وتمرح في البيوت المبنية بناء القلاع،،
والبعض منها مارس هوايته في الطيران كيفما اتفق له.. حرارة الجو ورطوبته حررت الرجال من ملابسهم الداخلية.. والسواد الأعظم منهم جلس بها وحدها في بيته،،
النساء السمان وحدهن المتضررات من هذا الجو.. منهن من لطخت أعلى فخذيها بالمراهم والكريمات والبقية الباقية منهن منعهن الحياء من هذا الاستطباب،،
أطفئت الكهرباء بسبب الضغط الكبير على المولدات المركزية.. زاد الطلب على قوالب الثلج والمياه المعبأة في قوارير بلاستيكية،،
خشيت ربات البيوت من تعفن اللحوم في الثلاجات التي صارت كالأطفال في تبولهم على السجاد المشمع،،
تتوالى الأحداث
العجوز عايد يحشو مذياعه التراثي المربوط من وسطه بخيط سميك بست بطاريات جديدة ليتسنى له سماع أغاني الغوص من الإذاعة الخليجية،،
يشق كرتوناً كبيراً ويبسطه على السجاد ويتمدد فوقه واضعاً رجلاً على رجل وقد ألصق العرق شعر ساقيه بهما فبدا كالسابح لتوه،،
راح عايد يواصل استماعه للإذاعة و مروحة خوصية تحركها يده من اليمين إلى الشمال على صدره،،
الخادمة السيلانية انبطحت كصياد يختل لفريسته على سجاد المطبخ بعد أن نشفت بول الثلاجة عنه لتكتب رسالة لأهلها،،
العجوز غزالة تلف جلالها بعد ما فرغت من صلاة الظهر و تلبس نظارة طبية وتجلس مقابلة لعايد، فيفرد لها ساقيه لتقوم بتدليكهما كعادة يومية عاشت معها منذ أول صباح جمع بينهما،،
انتهت من عملها المحبب وصوتت على الخادم لتحضر لهما طعام الشيخوخة والمرض.. أخذا يأكلان وعايد يمصمص عظماً وعرقه يقطر من جبينه فيما يليه من طعام،،
قطع مصمصة العظم وراح يمز جوفه ويتمنطق وغزالة ترد على التمنطق والتجشؤ بابتسامة تكشف عن سن ذهبي يجاور سن مسوس،،
مسح عايد حبات الأرز الملتصقة بأصابعه بحافة الإناء ووزع ما علق بها من دهن ضئيل على ساقيه المشعرتين،،
قالت غزالة: صحة وعافية يا بوحمد، تأكل أشهى وأطيب منه في الجنة إن شاء الله.
تفلسف العجوز فقال: اللحم اللاصق بالعظم ألذ من اللحم الهبر، وكل يخاف على لحمه إلا الخسيس حمد،،
فمنذ اليوم الذي عمل فيه مع الكفار وأكل معهم في صينية واحدة لحم الهمبرجر وسافر بلادهم وصلى مع الجماعة بالبنطلون وأنا متبرئ منه،،
الظفر ما يطلع من اللحم يا بو حمد..
من يأخذ بناته الأربع كل سنة و يعرضهن على طبيب ليتأكد من عذريتهن ما رباه عايد ولا غزالة، إنما ربوه الكفار،،
وإذا ابتغيتي الجنة وابتغيتي أن أموت عنك وأنا راضٍ لا تناديني بأبي حمد، فولدك حمد صار مثل الصرصور في الحمام، ومثل اللحم الفاسد في الثلاجة.