یجب أن نتذكر جمیعا أننا في حاجة ماسة إلى العودة إلى الأخلاق الحميدة و الجمیلة ، و القبض علیها بید من حدید ، و ذلك في ظل الفتن التي تطل برأسها كل وقت.
أسباب ضياع الأخلاق الحميدة
أما عن أسباب حدوث ذلك هو تزاید اعتمادنا على وسائل التواصل الحدیثة ، أو ما یعرف بوسائل التواصل الاجتماعي. و هى الوسائل التي حولناها للأسف لوسائل التفرق الاجتماعي ، إذ تحول معظم مستخدمیها إلى ما یعرف بعلم النفس ، بالتوحد ، و غیبة الألفة و المودة.
و أصبحنا جمیعا في ظل الجلوس منفردین أمامها نشعر بالذاتیة الشدیدة ، و التشبث بالرأي سواء كان على حق أو باطل. مما یشجع على الانقسام ، و اكتساب عادات سیئة قبل السخریة من الأخرین ، و نشر الأخبار المغلوطة عنهم.
وأصبح الفرد عضوا في مجموعة لا یعلم عن صفات و سمات أعضاءها أي شئ سوى من خلال النت. وتحول العجوز إلى شاب یتابع الفتیات ، و العجوزة إلى شابة تنشد من یتغنى في جمالها المصطنع. وأصبح المنافق زعیم المخلصین ، و الكاذب إمام الصادقین،، و انشغلنا عن عاداتنا الأسریة الجمیلة ، و الاجتماعیة المفیدة ، وإبتعدنا عن الأخلاق الحميدة.
و ذلك بالجلوس بالساعات نكتب ، و نعلق ، و نبدي الاعجاب بالتراهات ، و الإفك ، و البهتان. و اختفى التبادل المباشر للمعرفة الذي كان یرسخ في النفس حب التعلیم ، و الاستزادة منه. و اختفت المناقشات المثمرة إلى تعلیقات ساخرة مستهزئة. و أختم القول بالآیة الكریمة (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ).
قال حكیم هندي لإمرأة سألته فأجاب: “الجمال مثلما يمنحه الله للمرأة يذهب مع الأيام ، و القوة يمنحها الله للرجل تذهب مع الزمن ، أما العقل خلقه الله لجميع الناس ، و من أحسن إستخدامه دام ، و اتصل ، و من اهمله إنقطع ، و إنعزل”.
و نحن ها هنا عرفنا أسباب ضياع الأخلاق الحميدة ، فهل نستطيع فى زمننا هذا العودة إليها.