علم نفس الشعور الايجابي: كن اكثر سعادة !!! ملحوظة: الكلام هيكون بصيغة المتكلم والكلام طبعا علي لسان مؤلف الكتاب الدكتور Tal Ben-Shahar.
كيف يكون الشعور الايجابي
في صغري كنت مولع بلعب السكواش كمحترف مش بس هاوي، كنت بتدرب بقوة سواء تدريبات في مهارات اللعبة او تدريبات بدنية في الچيمانيزيوم، وكنت بنافس في بطولات عالمية في مراحلي العمرية المختلفة.
في سن ال 18 كنت مشترك في اكبر بطولة سكواش عالمية وقررت اني بجانب التدريبات، هرفع لياقتي باني التزم بنظام غذائي معين وصارم، قبل البطولة باسابيع كنت باكل انقي الوجبات واكترها صحية، بروتينات صحيحة وخضروات وفواكه ومصادر كربوهيدرات صحية تماما، وعلي فكرة ده مش شئ غير معتاد عليا انا دايما اكلي صحي الا اني من فترة للتانية باسمح لنفسي بوجبة من الاكل السريع الغير صحي لذيذ الطعم.
ووعدت نفسي اني بعد البطولة ما تخلص هقعد اسبوعين كاملين باكل الوجبات دي بشكل حصري، وفعلا اول ما البطولة خلصت طلعت علي اقرب مطعم برجر وطلبت اربع ساندوتشات بنكهات مختلفة، ومع رؤيتي للاكل وسيلان لعابي بدأت اعرف احساس كلاب باڤلوڤ في التجربة الشهيرة، الا ان شئ غريب جدا حصل، مع استلامي لطلبي ومع شروعي في اكل اول ساندوتش لقيت نفسي خلاص مش عايزه رغم اني كنت بمني نفسي بالوجبة دي من اكتر من شهر !!!
التجربة دي شغلت تفكيري لمدة طويلة جدا وده اللي نتج عنه صياغة “نموذج السعادة” او ممكن نطلق عليه “نموذج البرجر”.
نموذج البرجر
ادركت اني في الفترة اللي كنت باكل اكل صحي جسمي كان مفعم بالطاقة وبالسعادة للتخلص من ضرر الاكل السريع، وادركت برضه اني هستمتع جدا بشكل لحظي بوجبة البرجر الا اني بعد كدة هشعر شعور سئ بسببها، خليط من الاحساس بالذنب والارهاق بسبب الضرر اللي هتلحقه الوجبة دي بيا، وهنا ادركت ان في 4 انواع مختلفة من الاحساسات او نماذج السلوك والجزاء والنتايج، او خلينا نقول 4 انواع من ساندوتشات البرجر:
النوع الاول السعادة اللحظية
هوا النوع اللي انا لسة رافض ساندوتش منه، نوع بيجلب لذة وسعادة لحظية ولكن مستقبلا بيجلب ضرر وتعاسة، وده نموذج اعتقد بيه فلاسفة كتار عبر التاريخ وصاغوه فيما يعرف ب “مبدأ اللذة HEDONISM”.
المبدأ ده بيقول عيش اللحظة الحاضرة ومتحملش هم المستقبل المجهول.
النوع الثاني السعادة المستقبلية
وهوا البرجر المعمول من خامات نباتية، صحي تماما وهيسبب فايدة وسعادة مستقبلية، الا انه مبيسببش سعادة ولذة لحظية لان طعمه مش حلو علي الاطلاق، وده النموذج التاني اللي ممكن نسميه “سباق الفئران”.
الفار في السباق بيضحي بالسعادة اللحظية في الوقت الحاضر من اجل السعادة في المستقبل.
النوع الثالث عدم السعادة
البرجر الاسوأ، طعمه وحش ومكوناته ضارة صحيا، لو اكلته مش هشعر بسعادة لحظية ولا مستقبلية. النموذج ده بيمثل ”العدمية NIHILISM“.
ضرر وتعاسة لحظيين وضرر وتعاسة مستقبليين، فقد تام لحب الحياة !!!
النوع الرابع السعادة اللحظية المستقبلية
لحسن الحظ ال 3 انواع السابقين دول مش كل الاحتماليات القائمة، ايه رأيكوا في برجر طعمه لذيذ جدا “زي النوع الاول” وفي نفس الوقت صحي تماما “زي النوع التاني”، سعادة وفايدة لحظية وسعادة وفايدة مستقبلية، ده النموذج الكامل لل ” السعادة”.
الخاتمة
النماذج دي ما هيا الا تمثيلات نظرية للحالات والسلوكيات فيما يخص السعادة والفايدة، لكنها ليست تمثيل للواقع البشري المعقد للغاية، كلنا بيجي علينا وقت ما بنمر بواحد من الاربع نماذج دول، كلنا بنختبرهم جميعا، صعب جدا وغير واقعي نقول عبارات رنانة زي خليك في النموذج المثالي طول الوقت، ده مش هيحصل.
كلنا بيجي علينا وقت بيبقي كل همنا لذة لحظية زي الفرجة علي التلفزيون بغض النظر عن النتائج المستقبلية، وكلنا بنبقي في بعض الوقت فيران سباق همنا المستقبل وبس زي لما بنهلك نفسنا في الشغل مثلا، وللاسف كلنا هنتعرض للنموذج العدمي ونبقي كارهين الحياة حاضرها ومستقبلها، وايضا بنختبر في حياتنا اوقات السعادة الكاملة زي لما بنمضي وقت ممتع في قراية كتاب مفيد مثلا. طب هل مفيش طريقة للكمال الدائم ده، للاسف لا، لاننا بشر مش آلات.
ولكن زي ما العنوان بيقول عايزين مستوي السعادة يزيد مش عايزينه يبقي دائم وكامل، ده طموح مشروع وواقعي جدا ونقدر نقوم بيه عن طريق الوعي بالفكرة دي وعن طريق زيادة قضاء الوقت في الانشطة اللي بتجلب النموذج الرابع الرائع ده، زي اننا نخطط ونقوم بتخصيص وقت لقراية الممتعة والمفيدة وزي القيام بعمل تطوعي مفيد لينا وللمجتمع ككل، وزي اننا نقضي وقت مرح مع اصدقائنا، وزي اننا نشتغل شغل بنحبه و بيبني لينا حياة مرفهة ماديا.
حتي لو زودت عمل النشاطات دي لوقت قصير، مستويات السعادة عندك هتزيد، بامكانك ان تكون “اكتر سعادة”!!