سأعرض عليكم اليوم رسم تخيلى يعبر عن مكانة الفراعنة، فلكل منا لحظات يشعر فيها المرء بمكانته، هذه اللحظات عندما يقوم الشخص منا بعرض مهاراته المميزة للآخرين.
والتى يستطيع قليل من الناس القيام بها أو حتي معرفة كيف تم القيام بها، علي سبيل المثال الفنانين والرياضيين وكبار السحرة نحن نتابع أعمالهم ونتسآئل كيف حظوا بتلك الموهبة وكيف قاموا بعمل تلك الأعمال، ودائما التاريخ يذكر أسمائهم بعد رحيلهم.
مكانة الفراعنة
الفراعنة أصحاب أول حضارة في التاريخ تلك التى قامت علي استراتيجية المكانة، فهم خططوا مسبقا لحفر أسمائهم في التاريخ كما حفروا تماثيلهم في الصخور.
هم في الحقيقة قد عرفوا ماذا وكيف ولماذا يجعلوا التاريخ يخلد أسمائهم، لقد بنوا الأهرامات وقد جعلوا منها ليس فقط مقابر ولكن صروح مشيدة ومليئة بالأسرار.
والتى جعلت الناس حول العالم يعجبون ويتساءلون كيف بني المصريين القدماء الأهرامات في عصر لا يتوفر فيه سوي الأدوات البدائية وقاموا برفع ملايين الأحجار التى يزن الحجر الواحد منها من طن إلي سبعون طن؟ وكيف خططوا لجعل تلك الأهرام تحتوي كل تلك الأسرار المرتبطة بعلم الفلك والكواكب والطاقة؟
لقد خططوا لجعل الأجيال التى سوف تليهم تتسائل وتنبهر بتلك الصروح مما جعل تلك الأجيال بالفعل تذكر أسمائهم وتتحدث عن مكانتهم.
تلك المكانة التى استخدم الفراعنة كل المعرفة والعلوم المتاحة في عصرهم لبنائها، ولذلك فالأهرام والهرم الأكبر تحديدا هو دليل مادي علي مدي إبداع وتطور أول حضارة عرفها التاريخ.
وأيضاً عرفت المعني الحقيقي لكلمة مكانة التى إعتمدت علي الانسجام المجتمعي علي إختلاف مهاراته وإمكانياته وعلومه وقد عرف الفراعنة كيف يضعون الرجل المناسب في المكان المناسب لكي يحصلوا على أعلي أداء ممكن من فريق العمل لكي يصبحوا أعظم حضارة عرفها التاريخ.
رسم تخيلى يعبر عن مكانة الفراعنة
وفي لوحتي على ورق البردي إخترت أن أرسم أبو الهول من ذلك المنظور الذي يصف وجهة نظري عن مكانة وهيبة الفراعنة.
ولذلك نري أن أبو الهول يبلغ طوله حوالي ٧٢ مترا وإرتفاعه حوالي 20 مترا وطول ذراعه حوالي 15 مترا ووجهه وجه إنسان علي الأرجح هو وجه خفرع الذي بني الهرم الأوسط وجسده جسد أسد.
وعندما تنظر إلي أبو الهول سوف تشعر أنه ينتظر منذ زمن طويل أن يأتي أحد لكي يحل لغز بناء الأهرام ولكن لم يستطع أحد حتي الآن. بالإضافة أنه يمثل بوجه الإنسان وبأذرعه المفتوحة مدي تقبله لأي حضارة أخري ويمثل بجسم الأسد ومخالبه الحارس الذي يحمي هضبة الأهرام من أي تهديد.