تعد القاهرة أول مدينة فى التاريخ عرفت مدفع الإفطار فى رمضان .. فرب صدفة خير من ألف ميعاد ولولا تلك الصدفة ما عرفت مصر شيئا إسمه مدفع الإفطار أما القصة فتعود إلى عام 859 هجرياً.
قصة مدفع الإفطار فى رمضان
اهدى أحدهم لسلطان مصر المملوكى الأشرف سيف الدين إينال العثمانى العلائى الظاهرى الأجرود الذى حكم من 859 هجريا إلى 865 هجريا الموافق بالتاريخ الميلادى من عام 1453 إلى 1460 أهدى له مدفعا فأمر بتجربته و تزامن إطلاق أولى دفعات المدفع مع أذان المغرب فى أول ايام شهر رمضان.
فظن سكان القاهرة أن ما حدث هو بدعة جديدة للإعلان عن موعد الإفطار فخرجت جموع الشعب فى اليوم التالى يتقدمهم شيوخ الحارات و قصدوا بيت القاضى ليقدموا الشكر للسلطان على هديته الرمضانية و من يومها سار مدفع الإفطار تقليدا تنفرد به مصر بين سائر الأمم الإسلامية.
نفس الرواية السابقة تم تداولها فى الحكايات الشعبية عن المدفع مع إختلاف الأشخاص و الأزمنة حيث تم إستبدال إسم السلطان بإسم محمد على باشا و قيل فى رواية ثالثة أن الخديو إسماعيل حاول أن يجرب أحد المدافع الحربية فإنطلقت قذيفة منه وقت غروب الشمس أحد أيام رمضان.
و قوبل الأمر بإستحسان شعبى فقررت الأميرة فاطمة إبنة الخديو إسماعيل تعميم الفكرة على مدار شهر رمضان والأعياد القومية لذلك سنجد أن أشهر مدافع رمضان يحمل إسم (الحاجة فاطمة) إعترافا من الشعب المصرى بجميل الأميرة فاطمة إسماعيل.
إنتشار فكرة المدفع
مع توسع القاهرة كان لزاما أن تتعدد مدافع رمضان لتشمل إثنين فى القلعة و مثلهما فى العباسية إلى جانب مدفع فى حلوان و أخر فى مصر الجديدة.
بعض هذه المدافع الألمانية الصنع كانت تخرج من أماكنها صباح اليوم الأول من رمضان تجرها الخيول فى موكب شعبى ثم سارت تحمل على عربات المطافئ لتجوب الشوارع و الميادين فى إستعراض عام يتزامن و حلول مناسبات دينية ووطنية مثل عيد الأضحى و مولد النبى عليه الصلاة و السلام و رأس السنة الهجرية و إن إرتبط إسم المدفع فى الذاكرة الشعبية بإفطار رمضان دون غيره من المناسبات.
ويعد مدفع القلعة أشهر هذه المدافع على الإطلاق إنه نفس المدفع الذى ننتظر إنطلاق دانته فى بث إذاعى مباشر يسبقه صوت المدفعجى بصيحته الشهيرة (مدفع الإفطار إضرب).