الأستاذ الدكتور إبراهيم نصحي قاسم [1907-2006] ، واحد من أبكر من اهتموا من المصريين في العصر الحديث بدراسة تاريخ وحضارة الإغريق والرومان، فشارك منذ تخرجه في إعداد أجيال الباحثين في هذا الميدان وحتى وفاته عام 2006. وإن كان ميدان عمله قد اتسع ليشمل أبناء الأمة العربية جميعا من المهتمين بدراسات الإغريق والرومان. وإن كان قدري لم يسعدني بالجلوس إليه في قاعة الدرس، ولكني تعلمت من كتبه وأبحاثه وقرأت بعضاً من الرسائل التي تمت تحت إشرافه.
تعد حياة الدكتور إبراهيم نصحي كتاب فريد في بابه، امتلأت صفحاته بالإنجازات في قاعات الدرس وفى ميدان الإدارة الأكاديمية إضافة إلى مشاركته في الأنشطة المتصلة بتخصصه في المجتمع حتى أصبح علامة على التخصص فلا يذكر تاريخ الإغريق أو الرومان في مصر أو في العالم إلا ويذكر معه الدكتور إبراهيم نصحي. وصارت كتبه وأبحاثه مرجعا لا يستطيع باحث أن يتجاهلها، فهي ركن أصيل في كل ما يتصل بهذا الفرع من الدراسة.
وقد اخترت أن أعرف أجيالنا الجديدة من الباحثين في علم التاريخ عموما وفى التاريخ الإغريقي الروماني على وجه الخصوص بهذه الشخصية العملاقة باعتبارها نموذجا يحتذي في الجلد على التحصيل العلمي والإنتاج الأكاديمي المستمر منذ نهاية العشرينات من القرن الماضي، دون أن يدعوه ذلك إلى أن ينعزل عن المجتمع فشارك في مجتمعه العلمي بإدارته لقسم التاريخ وتولى عمادة الكلية، كما شارك المجتمع خارج أسوار الجامعة أنشطته في الجمعيات العلمية حتى امتد هذا النشاط خارج حدود بلاده لكي يشارك في جمعيات علمية دولية. ويقتضى الحال أن أقدم ما جمعت من معلومات عن حياة أستاذنا المديدة العريضة بإذن الله تعالى وإنجازاته العلمية المستمرة فى السطور التالية.
حياة الدكتور إبراهيم نصحى
ولد الدكتور إبراهيم نصحى قاسم في محافظة كفر الشيخ في يوم الثاني عشر من مايو سنة ألف وتسعمائة وسبعة ، وهو الثاني من أربعة أخوة هم الدكتور/ حسين حسنى باشا ، سكرتير خاص الملك فاروق ، ومحمد قاسم بك ، مراقب تعليم البنات الأسبق بوزارة المعارف، والأستاذ / عبد اللطيف قاسم الموظف بحسابات محافظة القاهرة.
أكمل دراسته الثانوية في مصر حتى تخرج في المدرسة الملكية الثانوية بشارع الدواوين عام 1925 ، ثم أوفدته الجامعة في بعثة دراسية إلى إنجلترا لمدة سبع سنوات حيث حصل على درجة الليسانس من قسم الدراسات الشرقية والكلاسيكية في جامعة ليفربول عام 1930 ، وفى هذه المدرسة تخصص فى الدراسات الكلاسيكية حيث وجد فيها نموذجا حقيقيا لحياة الإنسان العادى.
وقد توج الدكتور إبراهيم نصحى جهوده بالحصول على درجة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1934 بفضل دراسته عن الفنون فى مصر البطلمية ، ومن الطريف أن نذكر أحداث لقاء الدكتور نصحى بأستاذه البروفيسور “برنارد أشمول”، الذى ينسب إلى عائلته التبرع لبناء متحف الأشموليان الموجود بمدينة أوكسفورد بانجلترا ، أقدم المتاحف العامة فى العالم. وقد سعى الدكتور إبراهيم نصحى للقاء هذا الأستاذ فى كلية الجامعة فى لندن ، حيث عرض عليه أن يقوم تحت إشرافه بدراسة الإسكندرية فى العصر البطلمى كموضوع لرسالته فى الدكتوراه. ولكن الدكتور “أشمول” طلب إليه أن يعيد النظر فى موضوعه بعد مزيد من القراءة.
وعاد الدكتور نصحى إليه بموضوع غاية فى الأهمية هو مظاهر إلتقاء الحضارتين المصرية والإغريقية فى مصر إبان عصر البطالمة، فأعجب الدكتور “أشمول” بالموضوع وشجع صاحبه على البدء فورا فى دراسته. لم يأل الدكتور نصحى جهدا فى جمع المصادر الخاصة بدراسته من إنجلترا ، ثم بألمانيا التى تعلم لغتها حتى يستفيد من زيارته لمعظم متاحفها. وما إن انتهى من دراسته للدكتوراه إلا وقد أجاد خمس لغات هي : الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية ، اليونانية ، اللاتينية، فضلا عن اللغة العربية.
وتشكلت لجنة امتحان الأستاذ الدكتور إبراهيم نصحى لنيل درجة الدكتوراه من أساتذة من جامعات أوكسفورد وكمبردج ولندن ، وقد أوصت لجنة المناقشة بطبع الرسالة. ولما علم المكتب الثقافى المصرى فى لندن تبرع بجزء من تكاليف طبع الرسالة ، لكن جامعة أوكسفورد طلبت طبع الرسالة كاملة على نفقتها الخاصة. وقد أحسن الرأي العام الإنجليزي استقبال هذه الرسالة حيث أشارت صحيفة التايمز الإنجليزية العريقة إلى موضوع رسالته وأحاطته بالاهتمام فى حينه، حيث نشرت ملخصا مطولا عنها فى صدر الملحق الأدبى لمجلة التايمز.
عمل الدكتور إبراهيم نصحى
عاد الدكتور إبراهيم نصحى إلى أرض الوطن لينضم إلى هيئة التدريس بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول “القاهرة حاليا” حيث ألقى درسه الأول على طلاب قسم التاريخ يوم 17 نوفمبر 1934. وقد عين أستاذا لكرسى التاريخ الإغريقي الروماني في أكتوبر 1946 عندما كلفه عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين بتأسيس كلية الآداب فى جامعة عين شمس ، كما شغل منصب العميد حتى سبتمبر 1954. وظل رئيسا لقسم التاريخ بنفس الكلية فى الفترة من 1950 وحتى عام 1966.
وقد عين الدكتور إبراهيم نصحى للعمل فى ليبيا فى الفترة من 1966 وحتى 1973 ، تولى خلال هذه الفترة تأهيل العديد من أبناء الشعب الليبى النابهين للبحث فى ميدان تاريخ وآثار العصرين الإغريقى والرومانى ، وقد أسندت إليه الجامعة الليبية رئاسة قسم التاريخ خلال فترة وجوده بها ، كما تولى عمادة كلية الآداب ببنى غازى لعدة أشهر خلال عام 1967.
الأنشطة والجوائز
لم تقتصر أنشطة الأستاذ الدكتور إبراهيم نصحى على رعاية أبنائه من طلبة جامعة عين شمس علميا ، بل عم خيره على أنحاء كثيرة من العالم ، فعمل أستاذا زائرا فى جامعات الولايات المتحدة الأمريكية ، إذ حصل فى عام 1954-1955 على منحتى “الفولبرايت” ومنحة “جون هِاى هويتنى” للتدريس فى جامعتى “نورث داكوتا” فى الفصل الدراسى الأول وفى جامعة “سنسينا” فى ولاية “أوهايو” فى الفصل الدراسى الثانى، وقد كان تميزه العلمى وراء دعوته خلال فترة إقامته بالولايات المتحدة لإلقاء محاضرات عامة فى جامعات أمريكية أخرى مثل جامعة “يل” و “برنستون” و “آن أربور”. كما استضافته كلية “رويال هولواى” حيث ألقى محاضرتين عامتين ، وأخيرا فى عام 1982 لبى دعوة جامعة صنعاء بالتدريس بها حيث قام بتدريس فصلا دراسيا بها خلال ذلك العام.
والمعروف أنه حصل فى عام 1949 على رتبة البكوية ، إضافة إلى وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عن مجمل مدة خدمته المشرفة فى خدمة الحقل الأكاديمى المصرى. وتعددت مظاهر التكريم لتشمل حصوله علي وسام العلوم والفنون ، وجائزة الدولة التقديرية عام 1993، هذا فضلا عن جائزة جامعة عين شمس التقديرية في نفس العام.
مؤلفاته
وقد أثرى الأستاذ الدكتور إبراهيم نصحي المكتبة التاريخية بالعديد من الكتب والمراجع العلمية إضافة إلى الأبحاث المؤلفة باللغتين العربية والإنجليزية فضلا عن عدد من المترجمات ، وقد بلغ إجمالي مؤلفاته سبعة مؤلفات باللغة الإنجليزية، وثمانية عشرة مؤلفا باللغة العربية، إضافة إلى ترجمتين عن اللغة الإنجليزية.
ورغم تنوع اهتماماته وأهمية ما كتب ، يبقى كتاب “تاريخ مصر فى عصر البطالمة” هو أكثرها شهرة وأكثرها تأثيرا ، وليس هناك من باحث مصرى أو عربى إلا كان هذا الكتاب مرجعه الأول وطريقه للولوج لدراسة تاريخ مصر فى هذا العصر. بل إن هذا الكتاب قد تسبب فى أن كثيرين من المؤلفين فى ميدان التاريخ قد تفادوا الكتابة فى تاريخ عصر البطالمة وانصرفوا لغيره من دراسات العصرين الإغريقى والرومانى ، وذلك حرصا منهم على ألا يقارن ما يكتبونه بما كتبه أستاذنا إبراهيم نصحى فى هذا المجال.
الكتب والمؤلفات العلمية
- (1) Arts in Ptolemaic Egypt, Oxford, 1937
صدر هذا الكتاب عن جامعة أوكسفورد وهو نفسه الرسالة التي حصل عنها علي درجة الدكتوراه ، ويقع فى 166 صفحة بالقطع الكبير ، ويضم 18 لوحة.
وفى هذا العمل غير المسبوق أقدم د.نصحي على معالجة قضية غاية في الصعوبة وهي مشكلة التأثيرات المتبادلة بين الحضارتين المصرية والإغريقية عند التقائهما بمصر فى عصر البطالمة. وترجع الصعوبة في معالجة هذه المشكلة إلى أن الباحثين يتخصصون عادة إما فى الفنون المصرية وإما فى الفنون الإغريقية. أما معالجة فن الشعبين معا فهو أمر شديد الصعوبة. وليس أدل علي براعته من إشادة الدوريات العلمية فى أوربا وفى أمريكا بهذا الكتاب ، واعتبرته دراسة علمية غير مسبوقة تلقى أضواء باهرة على مشكلة غامضة معقدة ، وتضئ الطريق أمام الباحثين.
- (2) البحر الأحمر فى عصرى البطالمة والرومان ، 1939.
وكان هذا البحث جزء من كتاب رحلة كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول ، ص ص 25-48. وتكشف هذه الدراسة عن أسباب ومظاهر اهتمام البطالمة والرومان البالغ بالبحر الأحمر ، وذلك لوصف كونه طريقا تجاريا رئيسيا مع الجنوب والشرق ، إذ لجأ إليه البطالمة كطريق بحري هام عندما فقدوا نفوذهم علي إقليم جوف سوريا ، كما حرص الرومان علي تامين سواحله لضمان استمرار تدفق التجارة إلي مختلف أرجاء إمبراطوريتهم.
- (3) تاريخ مصر منذ الفتح المقدونى حتى فتح العرب ، 1940.
نشر هذا الُمّؤلف فى كتاب مجمل تاريخ مصر ، ص ص 51-96. ونظرا لأن نظام الدراسة في الجامعة آنذاك كان يخصص السنة الأولي لدراسة العلوم الإنسانية بشكل عام فنشأت الحاجة إلى وجود كتاب يتضمن “تاريخ مصر منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث” ليكون أحد مقررات الدراسة فى السنة الأولى بكلية الآداب – جامعة فؤاد الأول ، وعلي ذلك استقر رأى أعضاء مجلس قسم التاريخ ، على أن يقوم أعضاؤه بإعداد هذا الكتاب علي أن يسهم فيه كل منهم بفصل فى مجال تخصصه.
- (4) النظم الدستورية الإغريقية ، 1941.
فى كتاب “النظم الدستورية الإغريقية والرومانية” اختص الدكتور نصحى بكتابة النظم الإغريقية ص ص 1-106 ، والأستاذ زكى على بكتابة النظم الرومانية. وتقدم هذه الدراسة عرضا لنشأة المدن الإغريقية وتطور نظمها الدستورية منذ قيام الملكية إلى استقرار أوضاع الجمهورية. وذلك من خلال توضيح ثلاثة أمور رئيسية : أولها أن بلاد الإغريق كانت تتألف من مدن حرة أو دويلات كثيرة العدد قليلة الحجم ، كانت كل منها تحرص على سيادتها واستقلالها. وكان هذا التعدد سببا في عدم تطور النظم الدستورية فى كل هذه الدويلات على وتيرة واحدة أو خلال الوقت نفسه. كما كان تاريخ أثينا يمثل أبرز وأكمل مراحل تطور النظم الدستورية الإغريقية ، ففى أثينا بوجه خاص مر تطور النظم الدستورية بكل مراحل تطور النظام السياسي المعروفة من : الملكية ، الأرستقراطية -حكم أفضل الناس لرعايتهم صوالح كل فئات المجتمع ، الأوليجاركية -حكم الأقلية من الأغنياء التى لا ترعى إلا صوالحها ، الطغاة ، الجمهورية.
- (5) تاريخ مصر فى عصر البطالمة ، 1946-1988.
الطبعة الأولى 1946 فى جزئين (ص ص 363 + 557) ، والطبعة السادسة 1987-1988 ، فى أربعة أجزاء (ص ص 437 + 408 + 418 + 418)] وهذا الكتاب فريد من نوعه فى المكتبة العربية عن تاريخ مصر فى عصر البطالمة ، ولا يضاهيه أى كتاب آخر عن تاريخ مصر فى أى عصر من عصورها التاريخية ، ذلك أنه يشتمل علي دراسة كاملة وموثقة بالمصادر القديمة والمراجع الحديثة بمختلف اللغات الأجنبية ، وهو يشتمل على مناقشة مستفيضة لكل جوانب الحياة فى مصر إبان عصر البطالمة وعلى ذلك فهو بحق “موسوعة تاريخ مصر فى عصر البطالمة”. إذ حاول دكتور نصحى تحرى الدقة فى مناقشة الحقائق وجمعها ، إضافة إلى وضوح لغته ورصانتها ، وتفسير المصادر ومناقشة آراء الباحثين المحدثين مناقشة منصفة واعية مستفيضة. وأخيرا وليس آخرا فإن كل طبعة جديدة من هذا الكتاب تضمنت كل جديد جاء فى المؤلفات والدوريات العلمية التى نشرت بين زمن كل طبعة وأخرى وأضافت إلى الكتاب ما يستحق الإضافة ، ولذلك فإن الطبعة السادسة تضم أحدث ما توصل إليه العلم عن عصر البطالمة حتى عام 1988.
- (6) مظاهر التقاء الحضارتين المصرية والإغريقية فى عصر البطالمة ، 1949.
مجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية ، المجلد الثانى ، الجزء الأول 1949، ص ص 1-18. وفى هذا البحث استطاع دكتور نصحى أن يستخدم المصادر الوثائقية فى إظهار الأسباب التى أدت إلى بقاء الحضارة المصرية بوجه عام خالصة نقية دون أن تتأثر بالحضارة الإغريقية فى عصر البطالمة إلا لماما ، فى حين درج الباحثون الآخرون على تأكيد عكس ذلك إذ كانت الحضارة الإغريقية فى أوجها ، وكانت حضارة حكام البلاد وسادتها ، وأن الحضارة المصرية كان نجمها قد أفل. ومرد هذا القصور إلى أن هؤلاء الباحثين لم يدخلوا فى اعتبارهم دلالات المخلفات الأثرية ، وأغفلوا من حسابهم حقيقتين هما : أن الديانة المصرية كانت أساس وقوام الحضارة المصرية من ناحية ، ومن جهة أخرى فقد تمسك المصريون بديانتهم طوال عصر البطالمة ، بدليل اضطرار البطالمة إلى اتخاذ صفات الفراعنة وإقامة المعابد المصرية والإغداق عليها ، وكان تمسك المصريين بديانتهم هو سبب احتفاظهم بحضارتهم.
- (7) العلاقات بين مصر والدول الشرقية فى العصر الهللينستى ، 1950.
[مجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية – المجلد الثالث ، الجزء الثانى ، ص 27-51] شملت علاقة مصر بدول العالم الهللينستى مظاهر عدة ، بعضها كان علاقة تبعية لمصر مثل قوربنائية ، وفلسطين وجنوب سوريا ، وكان تأمين سلامة مصر ورواج تجارتها ونشر نفوذها فى شرق البحر المتوسط رهينة بالسيطرة على قبرص وجزر بحر إيجه وطرق الملاحة ، وبالاستيلاء على الأقاليم التى توفر لمصر احتياجاتها من المعادن والأخشاب اللازمة لبناء الأسطول. علي حين كانت علاقتها بالسلوقيين والمقدونيين والرومان علاقة صراع ، وقد أفضت هذه الصراعات إلى خضوع الدول الثلاث جميعا إلى سيطرة لروما فى النهاية.
- (8) The War-Navy of the Ptolemies
وقد نشر هذا العمل في حوليات كلية الآداب بجامعة عين شمس ، المجلد الأول ، 1950 ، ص ص 163-188. درج الباحثون المعاصرون علي الزعم أن البطالمة الأوائل استخدموا محاربين مصريين مقاتلين فى الأسطول البطلمى، علي حين كانت قوات الأساطيل المعادية تتألف من مقاتلين إغريق ومقدونيين، وهم الذين تؤكد المصادر القديمة جميعا وكذلك الباحثون المحدثون أنهم كانوا سادة فنون القتال فى ذلك العصر، وأن البطالمة الأوائل كانوا لا يعتبرون المصريين كفئا لمحاربة قوات خصومهم المتألفة من إغريق ومقدونيين.
وتبعا لذلك فإن البطالمة لم يشركوا المصريين فى قواتهم المقاتلة البرية، قبل أن تضطر البطالمة الأواخر ظروف قاهرة إلى العدول عن ذلك وإزاء نظرة البطالمة الأوائل إلى كفاية المصريين القتالية فيما يخص المعارك البرية، فلا شك فى أن هذه النظرة لم تختلف عما يخص المعارك البحرية، حيث أنها كانت بالمثل مع إغريق ومقدونيين، وأن هذه المعارك كانت بالغة الأهمية لأولئك الملوك، فقد كانوا يتطلعون إلى إقامة إمبراطورية بحرية تسيطر على طريق الملاحة فى شرق البحر المتوسط.
وصفوة القول أن هذه الدراسة تدحض التفسير الخاطئ لأحد المصادر القديمة وهو الدليل الذي بني عليه الكثير من الباحثين المحدثين رأيهم ، وبذلك أغفلوا ما تدل عليه القرائن والمصادر القديمة الأخرى.
- (9) Alexander the Great and the Oracle of Amon
وهذا المقال منشور في حوليات كلية الآداب بجامعة عين شمس ، المجلد الثانى ، 1953 ، ص 75-98. يثبت د.نصحي في هذا البحث ، أن الإسكندر الأكبر رسم فرعون فى معبد فتاح بمنف على نهج الفراعنة القوميين ليرفع نفسه إلى مصاف الآلهة وقد استعان أسناذنا في سبيل إثبات هذا الرأي بالمصادر القديمة والمراجع الحديثة ، كما استطاع أن يؤكد أن أهم أهداف الإسكندر من حجه إلى معبد الوحى فى سيوة -ذى الشهرة العالمية ، بوصف كونه من أعظم معابد الوحى فى العالم القديم – كان إقناع الرأى العام الدولى بألوهيته إضافة إلي حصوله على مباركة آمون سيوة لقيامه بفتح العالم.
- (10) The Establishment of Christianity in Egypt, New York, 1955
ولعل هذا الكتاب التالى ذكره يعد من الأعمال الهامة للدكتور إبراهيم نصحى ، لكنه بسبب اضطلاعه بدراسة فترة الحكم البيزنطى فهو أقل أبحاثه شهرة بين المتخصصين إذ لم يتمكن أكثرهم من الاستعانة به فى أعمالهم بسبب توقفهم عند نهاية فترة الحكم الرومانى فى مصر.
يقع هذا البحث فى مائة صفحة متوسطة الحجم ، وقد عرض دكتور نصحى العديد من المصادر القديمة والمراجع الحديثة التى تتناول عددا من القضايا كبيرة الخطورة بشأن وضع المسيحيين المصريين تحت الحكم الرومانى ، وقد استطاع من خلال عرضه هذا أن يثبت عددا من الحقائق الهامة ، أولها ، أن أعمال القمع والتنكيل التى مارسها الرومان ضد المسيحيين لم تحل دون انتشار المسيحية بين المصريين والأجانب القاطنين بها ، خاصة الإغريق.
كما أكد على أن مصطلح أقباط ليس إلا تصحيفا للكلمة الإغريقية “Aiguptioi ” ومعناها مصريون. كما استطاع توضيح دور كنيسة الإسكندرية باعتبار أنها حاملة لواء الدعوة إلى المسيحية فى مصر آنذاك ، إذ دافعت عن مذهب الطبيعة الواحدة للسيد المسيح ، وقد كان الصراع بين الكنيسة المصرية من جانب وكنيسة القسطنطينية سببا فى انفصال الكنيسة المصرية عن كنيسة القسطنطينية ، وبذلك أصبحت كنيسة الإسكندرية تعرف بالكنيسة القبطية نسبة إلى مصر ، معقل مذهب الطبيعة الواحدة ، وهو الذى كان يعتنقه مصريون وغيرهم من نزلاء مصر. وهكذا أصبح مصطلح أقباط ينم عن مسيحيى مصر من أتباع مذهب الطبيعة الواحدة دون أى اعتبار للجنسية.
بيد أنه على مر الزمن أصبح مصطلح أقباط علما على المسيحيين المصريين دون غيرهم وإن اختلفت مذاهبهم الدينية. أخيرا فقد كان إنشاء الأديرة ابتكارا مسيحيا مصريا كملجأ من اضطهاد القوة الرومانية الغاشمة. وهو النظام الذى نقله العالم كله عن مصر ، وإن اختلفت أسباب انتشاره.
- (11) تاريخ مصر فى عصرى البطالمة والرومان ، 1957.
تاريخ الحضارة المصرية ، المجلد الثانى ، ص ص 40-196 بالحجم الكبير – مطبوعات وزارة الثقافة والإرشاد القومى ، وهويمثل موسوعة بالغة الأهمية. ولم يتخلف دكتور نصحى عن المشاركة فى نشر الوعى بين طبقات أهل البلاد من غير المتخصصين ، فكانت مشاركته فى إعداد الجزء الخاص بالعصرين البطلمى والرومانى من هذه الموسوعة على درجة عظيمة من الأهمية لكونها تؤرخ لتاريخ مصر فى مختلف العصور. وقد جاءت لغة هذا الكتاب بسيطة وتحمل فى نفس الوقت قدرا كبيرا من المعلومات تفيد الشخص العادى الذى يطالع هذه الموسوعة بحيث يستطيع تكوين صورة شاملة عن معالم تاريخ مصر وحضارتها فى عصرى البطالمة والرومان.
- (12) دراسات فى تاريخ مصر فى عصر البطالمة ، 1959. [ص ص 160 بالحجم المتوسط – الناشر مكتبة الأنجلو]
وهذا الكتاب يعالج عددا من المشكلات الرئيسية فى تاريخ مصر فى عصر البطالمة ، منها مشكلة نظم الإسكندرية الدستورية ومدى مشاركة أهلها فى معالجة شئون الحكم ، ومحاولة تحديد تاريخ نقل العاصمة من منف إلى الإسكندرية ، وبواعث فرض ضريبة الأبومويرا ، وتحديد الوضع القانونى للإقطاعات العسكرية ومدى تمتع حائزيها بحق ملكيتها من عدمه.
- (13) الألقاب الفخرية عند البطالمة ، 61/1962.
ألقى هذا البحث فى الندوة التى عقدت بمصر (4-9 فبراير 1961) وشارك فيها كبار مؤرخى مصر وسوريا. ونشر فى مجلد الحلقة الدراسية الأولى للتاريخ والآثار” -1962- ص ص 53-79، مطبوعات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية.
حاول دكتور نصحى فى هذا البحث من خلال استعراض الألقاب الفخرية التى منحها البطالمة لرعاياهم أن يعيد رسم صورة لكثير من الأحداث التى لم يستطع معظم المؤرخين تفسيرها وذلك من خلال معالجة كم هائل من الوثائق البردية التى تتناول هذه المشاكل.
- (14) المدينة عبر التاريخ The City in History – جزءان (440-669 صفحة) تأليف لويس ممفورد مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر بالقاهرة ، 63/1964.
هذا الكتاب يعد من أفضل الكتب في العالم التي تتعرض لمثل هذا الموضوع الهام ، فهو لا يوضح فحسب نماذج من تخطيطات المدن وتاريخها بل يتعدى ذلك إلي فلسفة إنشائها وأسباب ازدهارها أو تراجعها.
- (15) كل مواد التاريخ الإغريقى الرومانى العام فى “الموسوعة الميسرة” ، 1965.
وقد استعانت به مؤسسة فرانكلين ذات الطابع الثقافى العالمى عندما أرادت تقديم موسوعة تتناول مختلف الفترات التاريخية فى العالم فكان أن طلبت إليه أن يعالج المادة العلمية الخاصة بعصرى الإغريق والرومان كاملين. وكانت الترجمة المتميزة لكتاب المدينة عبر التاريخ هي الحافز لهم لتكرار الاستعانة به علي نحو آخر وهو أن يقوم بإعداد هذه المواد.
- (16) السويس فى العصور القديمة حتى الفتح العربى ، ص ص 39-62 فى كتاب “السويس” ، 1965 ، مطابع سجل العرب.
ومرة أخرى يشارك دكتور نصحى في الكتاب الذى أصدرته وزارة الإرشاد القومي عن مدينة السويس التي كانت موضع اهتمام العالم لسنوات طويلة قبل وبعد تاريخ نشر الكتاب المذكور ، فقد كانت هذه المدينة تمثل رمز الصمود المصري ضد أطماع القوي الكبرى. وقد قدم د. نصحي عرضا لتاريخ هذه المدينة في العصرين الإغريقي الروماني.
- (17) أنطاكية القديمة Ancient Antioch – جزء واحد ، 250 صفحة ، تأليف جلانفيل داونى [مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر بالقاهرة] ، 1967.
ويعرض هذا الكتاب لتاريخ أنطاكية منذ إنشائها موضحا الأساطير التي أحاطت بهذه النشأة ، ثم تطورها وازدهارها في عهد السلوقيين ثم ما حاق بها من دمار و اضمحلال في عصر الرومان ، ثم ازدهارها من جديد في العصر البيزنطي ودور كنيستها كأحد أكبر كنائس العالم المسيحي الخمس.
- (18) Archeslaus, King of Cyrene
وقد أعد د. نصحى هذا البحث في أثناء قيامه بالتدريس في الجامعة الليبية ، ونشر في مجلد بحوث المؤتمر الدولى “ليبيا عبر العصور” ، 1968 ، ص ص 78-53. وفي هذا البحث يصحح د. نصحي الأخطاء التى وقع فيها هيرودوت وتبعه فيها عدد من الباحثين المحدثين ، عندما أساءوا تفسير إحدى نبوءات وحى دلفى عن مرحلة جوهرية فى سيرة هذا الملك ، الذى دبر الأرستقراطيون المناهضون للنظام الملكى ثورة تمخضت عن خلعه وطرده من مدينة قورينى ، لكنه بفضل شجاعته وقوة مراسه تمكن من استعادة عرشه ، ودعم مركزه ، وبسط سيطرته على أغلب منطقة قورينايئة ، أقوى معاقل خصومه ، ونكل بهم وهدم قلاعهم الحصينة فى ريف هذه المدينة ، حتى لقى مصرعه على أيديهم بعد أن اقتحم مدينة برقة .
- (19) ثوكيديديس ، 1968. مجلة كلية الآداب فى بنغازى بالجامعة الليبية ، المجلد الثانى ، ص ص 9-64.
وفى نفس العام 1968 ، قدم دكتور نصحى دراسة تحليلية تقارن بين منهجى ثوكيديديس من جهة وبين هيرودوت من جهة أخرى ، وتنتهى هذه الدراسة إلى دعم الرأى السائد أن ثوكيديديس كان أول من كتب التاريخ بطريقة علمية ، وكان كتابه الوحيد “الحروب البلوبونيزية” هو المثل الأعلى والقدوة الفذة للمؤرخين على مر العصور من حيث الالتزام بالتحرى الدقيق عن صحة الوقائع ، وباستخلاص الحقيقة من المصادر الموثوق بها ، وبتحليل المعلومات وتفسيرها تفسيرا سليما بعيدا عن الهوى ، ويبسط الموضوعات بسطا واضحا بلغة رفيعة المستوى.
- (20) كاليماخوس القورينى ، 1970. مجلة كلية الآداب فى بنغازى بالجامعة الليبية ، المجلد الثالث ، ص ص 4-35.
وقد عالج د. نصحى فى مقاله هذا الازدهار الذى شهدته الفنون والعلوم فى مصر منذ بداية عصر البطالمة وكيف كانت الإسكندرية مركزا حضاريا عظيما أينعت فيه العديد من المواهب وكان منها كاليماخوس القورينى الذى جاء إلى الإسكندرية مرتحلا من بلدته عارضا موهبته على بطلميوس الثانى وكان ذلك سببا فى أن صار من ذوى الحظوة لديه ، وصار شاعرا لهذا الملك ومادحه ، وأمينا لمكتبة الإسكندرية الكبرى ، وتبرز هذه الدراسة النقدية أصالة هذا الشاعر وتفوقه من حيث الأسلوب والأوزان الشعرية والاتجاهات الفكرية وابتكار الإبيجرامات.
- (21) إنشاء قورينى وشقيقاتها ، 115 صفحة ، مطبوعات الجامعة الليبية ، 1971.
وهذا الكتاب يستعرض كيفية إنشاء المدن الإغريقية الخمس فى قورينائية (Cyrenaica – ولاية برقة) ، وتاريخ قورينى حتى خضوعها لدولة البطالمة التى سيطرت عليها منذ عام 322 ق.م إلى أن ضمتها إليها منذ عام 245 ق.م بصورة نهائية وذلك بسبب أهميتها الاستراتيجية لتأمين سلامة الحدود الغربية لدولة البطالمة. ويستمد هذا البحث مادته من المصادر الأصلية دون إغفال المراجع الحديثة
- (22) تاريخ التربية والتعليم فى مصر فى عصر البطالمة ، 215 صفحة ، الجزء الثانى من كتاب تاريخ التعليم فى مصر ، مطبوعات الهيئة العامة للكتاب ، 1975.
وهذا الكتاب دراسة مفصلة غير مسبوقة ، إذ يعتبر أول عمل يتعرض لدراسة التربية والتعليم فى مصر البطلمية بشكل متكامل مبرزا جوانبه المتعددة ومستخلصا منه العديد من المعلومات التى تكشف عن زوايا جديدة من تاريخ مصر فى عصر البطالمة ، وقد اعتمد فى هذا البحث على المصادر القديمة والمراجع الحديثة.
- (23) أغلب مواد تاريخ مصر فى عصرى البطالمة والرومان ، الجزء الثانى من الموسوعة العربية لتاريخ مصر وآثارها ، مطبوعات إدارة الاستعلامات ، 1976.
وهذه الموسوعة تعد أول محاولة لإصدار دائرة معارف مستقلة لكل عصر من عصور مصر التاريخية مدعما بكافة المعلومات المستمدة من المصادر التاريخية القديمة ، إضافة إلى العديد من الصور التوضيحية لأهم آثار العصرين البطلمى والرومانى فى مصر ، مع شرح واف لجوانب التاريخ والفن والمعمار ، حسب ترتيبها الأبجدى.
- (24) الإسكندر الأكبر وفلسفته السياسية ، 1979. مجلد الموسم الثقافى للجمعية المصرية للدراسات التاريخية 78/1983 ، ص ص 59-94.
يكشف هذا البحث عن جانب مهم من جوانب شخصية الإسكندر الأكبر وهو جانب القائد المفكر صاحب الفكر السياسى الرفيع الذى حرص على إيجاد علاقة فكرية جيدة بين عناصر سكان مملكته سواء من المقدونيين أم الإغريق وكانوا سواد جيشه ، وبين أهل البلاد المفتوحة وبخاصة الفرس. ويوضح أن آراء الإسكندر السياسية كانت أرحب أفقا وأسمى إنسانية من آراء أستاذه أرسطو ، وهو الذى كان يعتبر الفرس برابرة ويستحث الإسكندر على محاربتهم وسحقهم. ولا جدال أن الإسكندر حارب الفرس وقهرهم ، إلا أنه إذ أصبح سيد الشرق والغرب وأدرك عراقة الحضارة الفارسية فأنه لم يذل الفرس ، فقد هدته حكمته وأفكاره النبيلة إلى الأمل فى استئصال العداء بين الشرق والغرب بتحقيق المصالحة بينهما ومزجهما بعضا ببعض عن طريق المصاهرة وإنشاء المدن الإغريقية فى أرجاء بلاد الفرس ، بيد أن هذا الأمل لم يلبث أن مات بموت الإسكندر فى عام 323 ق.م.
- (25) تاريخ الرومان وحضارتهم منذ أقدم العصور وحتى عام 44 ق.م ، جزءان ، 1982.
ويتناول هذا الكتاب تاريخ وحضارة بلاد الرومان منذ عصور ما قبل التاريخ ، ونشأة روما، وكيف سادت على سهل لاتيوم ، ثم على إيطاليا كلها ، وكيف تحولت هذه القرية الصغيرة إلى سيدة العالم أجمع.
وقد شمل هذا العرض كل جوانب حياة الرومان مستعرضا جغرافية بلادهم وأنشطتهم الاقتصادية والتكوين الاجتماعى للمجتمع الرومانى ، والمؤسسات السياسية المختلفة ، وطبقات المجتمع والصراع المرير بينهم ، وانعكاس هذا الصراع على العالم الخارجى الذى كانت تحتله روما ، ثم يحدد فى النهاية أسباب انهيار النظام الرومانى الجمهورى وتحوله إلى نظام حكم الفرد الواحد ، كل ذلك فى لغة بليغة وتعبيرات يسيرة جذلة.
- (26) Land Ownership or Tenancy in Ptolemaic Egypt مجلة مركز الدراسات البردية ، العدد الثالث ، 1986 ، ص ص 30-51.
ويؤكد د. نصحي من خلال هذا البحث عدم صواب الرأى الشائع عن وجود ملكية خاصة للأراضى المنزرعة فى عصر البطالمة ويسوق في سبيل ذلك العديد من الأدلة الوثائقية التي يثبت من خلالها أن الأرض المنزرعة التى كانت الحكومة تصادرها وتبيعها ، لا يحصل مشتروها إلا علي حق الانتفاع بها وراثيا ، دون حق البيع أو الرهن ، مع الألتزام بسداد الإيجار والضرائب. وثانيا ، أن الإقطاعات العسكرية الممنوحة من الدولة لرجال الجيش كانت قانونا وفعلا ملكا للدولة ، وذلك ليس فقط عندما كانت هذه الإقطاعات تعتبر منحة مؤقتة تستردها الدولة متى تشاء لسبب أو لآخر ، بل أيضا عندما أصبحت منحة وراثية ، حيث أن الورثة كانوا لا يتمتعون إلا بحق الانتفاع دون حق البيع أو الرهن.
- (27) Preludes of the Egyptian Revolutions against the Ptolemies and the Greeks [أعمال المؤتمر الدولى للدراسات البردية ، الجزء الثانى ، 1992، ص ص 373-420]
يقدم هذا البحث تفسيرا جديدا لبرديتي الحيبة P.Hibeh 198 وتبتونيس P. Tebtunis 703 ، وترجع أولاهما إلي أوائل عصر بطلميوس الثانى ، وثانيتهما إلى أواخر عهد هذا الملك. ويري د. نصحي أن البردية الأولى تدل محتوياتها على أمرين ، أحدهما ، هو أن ردود فعل المصريين إزاء معاملتهم واستغلالهم بدأت منذ أوائل عهد بطلميوس الثانى. والأمر الآخر ، هو أن عدم تورع الموظفين الإغريق عن اغتيال أموال سيدهم الملك أدى إلى تكوين هيئة خاصة لمحاكمتهم ، ولعل هذا التصرف من قبل الملك يعد أبلغ دليل على إسرافهم فى نهب أموال الرعايا المغلوبين على أمرهم. والتفسير الجديد للبردية الثانية هو أن مجموع محتوياتها ينهض دليلا على أن استياء المصريين من عسف البطالمة والإغريق كان قد بلغ مداه فى أواخر عهد بطلميوس الثانى ، بدليل أنه ما أن خرج بطلميوس الثالث فى مستهل عهده على رأس جيشه لشن حملة ضد الدولة السليوقية حتى انتهز المصريون الفرصة ، وقاموا بأول ثورة قومية ضد ذلك الحكم الجائر.
الرسائل التى أشرف عليها الدكتور إبراهيم نصحى
عمل الدكتور إبراهيم نصحى طوال فترة حياته الأكاديمية على تخريج أجيال من الباحثين ، لكى يستكملوا ما بدأه هو من عمل جليل ، ولعل الأسماء التالية لأجيال من الباحثين تعلمت ونهلت من نبع علم أستاذنا العظيم توضح إلى أى مدى كان إبراهيم نصحى فى حد ذاته مدرسة علمية قائمة بذاتها ، وقد استطاع على مر هذه السنين أن يقدم لطلابه المثل والقدوة فى الصبر والجلد وتحمل المشاق من أجل الوصول إلى الحقيقة ، وقد بلغ عدد الرسائل التى أشرف عليها ستة وعشرين رسالة ما بين ماجستير ودكتوراه.
كان أول من تعلم على يديه من الباحثين هو الراحل العظيم الأستاذ الدكتور محمد عواد حسين الذى حاز فضل الحصول على قصب السبق فى أن يكون أول طلابه الدكتور نصحى إبان عمله بجامعة القاهرة. وقد تلاه العديد من كبار الأساتذة والمتخصصين فى التاريخ الإغريقى الرومانى أو من هم فى طريقهم لكى يصبحوا سائرين على درب أساتذتنا من طلاب الدكتور نصحى.
ولعل الامتياز الذى يتحلى به طلاب الأستاذ الدكتور إبراهيم نصحى يعبر أبلغ تعبير عن انتماء الفروع إلى الدوحة العظيمة. ولعل العرض التالى للموضوعات التى عمل فيها هؤلاء جميعا تعبر عن اتجاهات مختلفة متكاملة تغطى مساحات واسعة من التخصص الإغريقى الرومانى ، ولا يمكن أن يقود مثل هذه المعزوفة التى اشترك فيها العديد من أساتذة التاريخ إلا قائد محنك على دراية عظيمة بكل دقائق ومجاهل هذا التخصص المتميز.
وكانت أولى رسائله، كما سلف الذكر، هى رسالة ماجستير التى عمل فيها الراحل العظيم الأستاذ الدكتور محمد عواد حسين، طيب الله ثراه، تحت إشرافه عام 1944 ، إبان عمله فى كلية الآداب بجامعة القاهرة، وكان عنوانها: “سياسة البطالمة الدينية”. وتألفت هذه الرسالة من ثلاثة أبواب يتضمن كل منها عدة فصول:
- الباب الأول : سياسة البطالمة الدينية إزاء المصريين: واشتمل على الفصول التالية : اتخاذ البطالمة صفات الفراعنة ، تقديم الهبات وإنشاء المعابد ، البطالمة ورجال الدين المصريين.
- الباب الثانى : سياسة البطالمة إزاء الإغريق: وتضمن الفصول التالية : إنشاء عبادة البطالمة عبادة إغريقية رسمية ، مظاهر عطف البطالمة على الديانة الإغريقية.
- الباب الثالث : سياسة البطالمة الإغريقية إزاء العناصر الأجنبية الأخرى: وتضمن فصلين هما : اليهود ، باقى العناصر الأجنبية الأخرى.
ثم عمل معه د. محمد عواد حسين أيضا فى مرحلة الدكتوراه من خلال رسالة كان عنوانها: “شئون مصر الداخلية وسياستها الخارجية على عهد يورجيتيس الثانى” وقد أتم عمله فى عام 1947 ، وتتألف هذه الرسالة من بابين يتضمن كل منهما عدة فصول:
- الباب الأول : شئون مصر الداخلية: واشتمل على الفصول التالية : كيفية ارتقاء هذا الملك العرش ، مآسى العهد الجديد ، الصراع بين الملك وأخته التى كانت زوجته ، الملك فى شيخوخته يحاول إصلاح ما أفسده بسياسته الدموية الرعناء.
- الباب الثانى : سياسة مصر الخارجية: وتضمن الفصول التالية : التقرب إلى روما ومظاهر تغلغل نفوذها فى مصر ، الصراع مع الدولة السليوقية ، وصية الملك الأخيرة تفضى إلى استيلاء الرومان على أول جزء من دولة البطالمة.
كان ثانى طلابه أستاذ كريم نهلنا جميعا من علمه هو أ.د مصطفى كمال عبد العليم ، الذي قدم عملا عظيما نال به درجة الدكتوراه من كلية الآداب جامعة عين شمس عام 1960 ، تحت عنوان: “أوضاع اليهود فى مصر فى عصر الرومان”.
وتتناول فصول هذه الرسالة أوضاع اليهود فى مصر قبل الفتح المقدونى. ثم جوانب حياة اليهود فى مصر فى عصر البطالمة. واليهود فى مصر فى عصر الرومان. وتلخص الخاتمة نتائج البحث ويعقبها خمسة ملاحق تضمن تفاصيل الفصلين الثانى والثالث ، وكانت موضوعات هذه الملاحق كالتالى : أماكن إقامة اليهود فى العصرين البطلمى والرومانى ، مهن اليهود وحرفهم فى العصرين البطلمى والرومانى ، بعض الضرائب التى كان اليهود يدفعونها فى العصرين البطلمى والرومانى.
كما نال شرف العمل معه الأستاذ الدكتور فاروق القاضى ، في مرحلة الماجستير ، حيث نال تحت إشراف د. نصحي درجة الماجستير عام 1962 ، من كلية الآداب جامعة عين شمس ، وكان عنوان رسالته: “بسط سيطرة روما على الممالك الهللينستية”
وتكونت رسالته من بابين يتضمن كل منهما عدة فصول:
كان عنوان الباب الأول : عوامل ضعف الممالك الهللينستية الرئيسية : وتناولت فصوله ، دولة البطالمة، ودولة السلوقيين ، ودولة مقدونيا. أما الباب الثانى وعنوانه : عوامل قوة أوروبا : فقد كانت فصوله كالتالي ، وفرة الموارد المادية والبشرية ، كثرة القوات وكفايتها القتالية ، براعة الرومان السياسية فى الإفادة من الفرص المواتية لهم.
ومن غير المصريين نال شرف العمل تحت إشرافه د. مفيد رائف العابد ، وهو من دولة فلسطين، وحصل علي درجة الدكتوراه عام 1975، من كلية الآداب جامعة عين شمس وكان عنوان رسالته: “عصر سلوقس الأول من 312-280 ق.م”
وتتألف هذه الرسالة من خمسة فصول تناولت الموضوعات التالية ، الإمبراطورية المقدونية منذ قيامها حتى مؤتمر تريباراديسوس 321 ق.م. وسياسة سليوقس الخارجية ثم نظم حكم السليوقيين و الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وأخيرا الجوانب الحضارية لعصر السلوقيين. وتشمل ملاحق الرسالة بيانات توضيحية لبعض موضوعات الرسالة.
كما عمل تحت إشرافه أ.د. عاصم أحمد حسين عثمان حيث نال درجة الماجستير ، عام 1977 ، من كلية الآداب ، جامعة عين شمس ، عن رسالة عنوانها: “الضرائب فى مصر فى العصر البطلمى”.
وعالجت رسالته الموضوعات التالية: الحياة الاقتصادية ونظمها فى مصر البطلمية ، ثم الضرائب على الزراعة ، كما تناولت الضرائب على الصناعات والحرف والمهن، إضافة إلى الضرائب والمكوس على التجارة الداخلية والخارجية ووسائل النقل، فضلا عن الضرائب المختلفة، وأخيرا نظام جباية الضرائب فى مصر البطلمية.
ثم واصل د. عاصم أحمد حسين عثمان عمله تحت إشراف الدكتور إبراهيم نصحى حيث نال فى عام 1981 درجة الدكتوراه، من آداب المنيا، حيث كان عنوان رسالته: “أثر الضرائب على كيان دولة البطالمة”.
وتتألف هذه الرسالة من بابين تناول أولهما الموضوعات التالية: الأثر الإيجابى للضرائب فى الشطر الأول من عصر البطالمة، ودور وفرة حصيلة الضرائب فى بناء صرح الدولة. وتناول ثانيهما الأثر السلبى للضرائب فى الشطر الثانى من عصر البطالمة، فقد كان من شأن ثقل عبء الضرائب والتشدد فى جمعها ثورة المصريين مما أدى إلى تدهور الحياة الاقتصادية، وعجز البطالمة عن الاحتفاظ بالممتلكات الخارجية، بل اعتداء السليوقيين على مصر ذاتها، وكان من نتيجة ذلك فى النهاية أن استنجدت بروما التى استغلت الفرصة لبسط نفوذها باطراد على مصر إلى أن خرت آخر الأمر فى قبضتها.
كما عمل أ.د/ شحاتة محمد إسماعيل مع الدكتور نصحى فى مرحلة الدكتوراه ، حيث حصل عليها فى عام 1978 من كلية الآداب جامعة عين شمس عن رسالة عنوانها: “انحرافات الموظفين فى مصر البطلمية”.
وعالجت هذه الرسالة عددا من الموضوعات كالتالى: أولا : إقامة صرح دولة البطالمة ، ثانيا : مظاهر انحرافات الموظفين ، ثالثا : أسباب انحرافات الموظفين ، رابعا : النتائج المترتبة على هذه الانحرافات ، وأخيرا : وسائل مكافحة الانحرافات وفشلها.
وفى عام 1980 نال الدكتور إبراهيم عبد العزيز الجندى درجة الماجستير من كلية الآداب ، جامعة عين شمس تحت إشراف أستاذنا الجليل الدكتور نصحى عن رسالة عنوانها: “تطور أوضاع الأرض الزراعية فى مصر إبان عصر الرومان من عام 30ق.م-281م”
وتتألف هذه الرسالة من مقدمة وخاتمة وأربعة أبواب ، وتبرز المقدمة وضع مصر الفريد فى الإمبراطورية الرومانية، وتدرس فصول الباب الأول أقسام الأراضى، وتعالج فصول الباب الثانى طرق استغلال الأراضى، وختاما تعرض الرسالة فى فصول بابها الثالث طرق جباية استحقاقات الدولة، وتلخص الخاتمة نتائج البحث.
ثم حصلت الدكتورة زينب محمد توفيق إبراهيم على درجة الماجستير، من كلية الآداب، جامعة عين شمس، عام 1982 ، وذلك عن رسالة عنوانها: “الزواج عند إغريق مصر فى عصر الرومان”
وتقع هذه الرسالة فى تسعة فصول، حيث تتناول فصولها الأربعة الأولى : أهلية المرأة والزواج عند المصريين ، والزواج عند الإغريق فى بلادهم وفى مصر البطلمية ، والتأثيرات المصرية ، على حين تدرس الفصول الخامس والسادس والسابع : التنظيمات الرومانية للزواج ، عقود زواج الإغريق فى العصر الرومانى ، ويناقش الفصل الثامن أشكال البائنة والمجلوبات ، ويدرس الفصل التاسع الآثار المترتبة على الزواج من حقوق وواجبات
أما ثانى طلاب الدكتور نصحى من غير المصريين فهى السيدة شافية شارف ح، من الجمهورية الجزائرية ، وقد حصلت تحت إشرافه على درجة الماجستير ، عام 1983 ، من كلية الآداب جامعة عين شمس ، عن رسالة عنوانها: “أوضاع النوميديين فى ظل الحكم الرومانى وموقفهم منه”
وتتناول فصول هذه الرسالة الأربعة الموضوعات التالية : أوضاع النوميديين قبل الاحتلال الرومانى ، أوضاع النوميديين فى ظل الحكم الرومانى وموقفهم منه ، أوضاع النوميديين فى كنف سياسة الرومان الاقتصادية ، أوضاعا النوميديين نتيجة لسياسة الرومنة.
ويتواصل عطاء الدكتور نصحى لطلابه حيث حصلت السيدة سعدية سرقين وهي من الجزائر أيضا على درجة الماجستير ، عام 1983 ، من كلية الآداب – جامعة عين شمس ، عن رسالة عنوانها: “أهمية نوميديا الاقتصادية بالنسبة لروما من سنة 46 ق.م إلى نهاية القرن الثانى الميلادى”
وتتألف هذه الرسالة من بابين يضمان خمسة فصول تعقبها خاتمة ، وتشمل فصول الباب الأول: التعريف بنوميديا والنوميديين ، ثم دراسة دوافع الاحتلال الرومانى ، ومظاهر الاقتصاد الرومانى. ويعالج فصلا الباب الثانى : أولا ، اقتصاد نوميديا قبل الاحتلال ، وثانيا ، بعد الاستقلال.
وقد حصلت الأستاذة ناهد أحمد طه ، على درجة الماجستير ، عام 1984 ، من كلية الآداب بجامعة عين شمس ، عن رسالة عنوانها: “مساكن الجنود الأجانب فى مصر إبان عصر البطالمة”
وتتألف من أربعة فصول : أولها عن سياسة البطالمة إزاء الجنود الأجانب. أما الثانى : مساكن الجنود الأجانب ، والثالث : الآثار المترتبة على منح مساكن للجنود الأجانب. ثم الأخير : الوضع القانونى لمساكن الجنود الأجانب والتطورات التى طرأت عليه.
أما الدكتورة ناهد عبد العليم الحمصانى فقد نالت درجة الماجستير عام 1984 ، من كلية الآداب جامعة عين شمس عن الرسالة التي عملت بها تحت إشراف د.نصحي وعنوانها: “سياسة بطلميوس الرابع فيلوباتور الدينية”
وتتألف هذه الرسالة من بابين يتضمن كل منها ثلاثة فصول: وتتناول فصول الباب الأول : حياة هذا الملك الخاصة وثقافته ، والتعليق على آراء المؤرخين القدامى والمحدثين عن حياة الملك الخاصة ، والوزير سوسيبيوس بن ديوسقوريديس. وتدرس فصول الباب الثانى : بطلميوس الرابع وتطوير عبادة بطلميوس الأول فى بطولميس إلى عبادة أسرة البطالمة عبادة إغريقية محلية لمنطقة طيبة. وتطوير عبادة البطالمة إلي عبادة إغريقية رسمية عامة مقرها الإسكندرية. وسياسة بطلميوس الرابع الدينية إزاء المصريين.
كما نال الأستاذ الدكتور أبو اليسر فرح درجة الدكتوراه فى عام 1984 ، من كلية الآداب جامعة عين شمس عن رسالة عنوانها: “أناخورسيس : دراسة وثائقية لهذه الظاهرة فى عصر الرومان”
وتتألف هذه الرسالة من أربعة فصول : يتناول أولها ، معني كلمة أناخوريسيس ، ومفهوم المواطن أيديا ، والأناخورسيس فى عصر البطالمة. وتدرس الفصول الثانى والثالث والرابع : مظاهر الأناخورسيس فى عصر الرومان ، وأسباب هذه الظاهرة ، ومحاولات علاجها.
كما عمل الأستاذ الدكتور محمد فهمى عبد الباقى محمود ، في مرحلة الدكتوراه تحت إشراف أستاذنا الدكتور نصحى ، وحصل على الدكتوراه عام 1985 ، آداب عين شمس وكان موضوعها: “عقود العمل فى مصر فى عصر الرومان”
وتتألف هذه الرسالة من أربعة فصول : أولها عقود العمل فى مصر فى عصر الرومان، والثانى : عقود التدريب ، ويختص الثالث بدراسة عقود الحاضنات ، وأخيرا يتناول الرابع : وثائق عمل الفنانين.
وتتلمذ أيضا الدكتور عوده عبد الواحد جودة ، علي يد الدكتور نصحي فحصل علي درجة الماجستير في عام 1987 ، من كلية الآداب جامعة عين شمس عن رسالة عنوانها: “كاتب القرية فى مصر إبان عصر البطالمة”: وتتألف هذه الرسالة من سبعة فصول وخاتمة ، يتناول أولها مختلف جوانب نظام الإدارة خارج المدن الإغريقية بما فى ذلك رجال الإدارة والشرطة وعمال المالية. وتدرس الفصول الثانى والثالث والرابع والخامس تعيين كاتب القرية فى منصبه ، ودوره فى مختلف المرافق الاقتصادية ، وفى مجال الضرائب ، وفى إرساء العدالة فى قريته. ويدرس الفصلان السادس والسابع : علاقات كاتب القرية بالموظفين الآخرين ، وتطور وضعه ، وانحرافاته.
ثم حصل د. عوده عبد الواحد جودة ، على درجة الدكتوراه عام 1991 ، من كلية الآداب ، جامعة عين شمس عن رسالة تحمل عنوان: “المصارف المالية فى عصر البطالمة”: وتتألف من سبعة فصول وخاتمة. يدرس الفصل الأول وسائل المعاملات والمصارف المالية فى مصر الفرعونية ، وبلاد الإغريق. والثانى دراسة للنقود المتداولة فى عصر البطالمة ومعاييرها وأنشطتها ، وتطور القاعدة الأساسية لنظام النقد البطلمى من الفضة إلى البرونز. والفصول من الثالث إلي السادس تدرس أصل نظام المصارف المالية البطلمية ، وأنه كان هناك نوعين من المؤسسات المالية البطلمية هما “الخزائن المالية الملكية” و “المصارف المالية : المحتكرة” وهو الأمر الذى يتضح من الدراسة الواعية لأنشطة كل من هاتين المؤسستين. وتكشف الدراسة فى الفصل السابع عن أن المصرف الخاص الذى كان موجودا على الأقل فى بواكير عصر البطالمة وحل محله المصرف المالى المحتكر منذ القرن الثالث قبل الميلاد ، عاد إلى الظهور وممارسة أنشطته منذ القرن الثانى.
أما الدكتور حسن أحمد حسن ، فقد عمل تحت إشراف أستاذنا الدكتور نصحي وحصل علي درجة الماجستير عام 1990من كلية الآداب جامعة عين شمس. عن رسالة عنوانها: “مواطنو عاصمة مديرية أرسينوى (الفيوم)”: وتتألف من ستة فصول تتخللها كثرة كبيرة من جداول الوثائق. وترتبت موضوعاتها علي النحو التالي: التنظيمات الإدارية لمصر فى عصر الرومان ، الوضع القانونى لمواطنى عواصم المديريات ، أساليب الرومان لتحديد الأوضاع ، أنشطة المتروبوليتاى “مواطنى عواصم المديريات” ، متروبوليتاى أرسينوى والمناصب غير الحكومية ، مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية.
وقد حاز شرف العمل تحت إشراف الأستاذ الدكتور إبراهيم نصحى ، د. حسين محمد أحمد يوسف ، حيث أنهى رسالة الماجستير الخاصة به عام 1993 ، وكان عنوانها: “النقابات فى مصر إبان عصر الرومان – دراسة وثائقية” وتشتمل فصولها علي دراسة نشأة وتطور الهيئات النقابية منذ أقدم العصور حتى نهاية العصر البطلمي ، ثم دراسة كيفية إنشاء النقابات في مصر الرومانية ولائحتها الداخلية ، وأدوار النقابات في مختلف المجالات الإقتصادية والاجتماعية ، وأخيرا دور النقابات فى مساعدة الإدارة الرومانية على إدارة شئون الحرفيين.
وقد عمل الدكتور حسن أحمد حسن أيضا تحت إشراف أستاذنا الجليل فى مرحلة الدكتوراه ، وقد أنهي رسالته عام 1993، وكان موضوعها: “المواطنون الرومان المقيمون فى مصر منذ الفتح الرومانى حتى مرسوم كاراكالا عام 212م” وتناقش موضوعات تشتمل على : أحوال المواطنون الرومان المقيمون فى مصر ، وحياتهم الاجتماعية ، وأنشطتهم الاقتصادية ، وأوضاعهم القانونية ، والامتيازات التى حصلوا عليها ، وأخيرا أثر صدور مرسوم كاراكالا على أحوال هؤلاء جميعا.
وقد شرف بالعمل تحت إشرافه الأستاذ محمد شاكر حيث حصل على درجة الماجستير عام 1993 ، عن رسالة عنوانها: “علاقة العناصر الجرمانية بالإمبراطورية الرومانية” وقد ناقشت عددا من الموضوعات هى : أصل العناصر الجرمانية وموطنها الأصلى ، ثم المعارك والحروب التى دخلتها مع الإمبراطورية الرومانية ، ثم استقرار هذه العناصر داخل وحول الإمبراطورية الرومانية ، وأخيرا دورها فى إسقاط الإمبراطورية الرومانية.
كما شرف العميد كمال عباس كاسب بالخدمة تحت لواء أستاذنا ، حيث نال على يديه درجة الماجستير ، عام 1994 ، عن رسالة عنوانها: “قرية تبتونيس فى العصر الرومانى” وتحتوى الرسالة على دراسة طبوغرافية لقرية تبتونيس ، ثم استعراض لهيكلها الإدارى ، وحياة سكانها الاجتماعية ، وأنشطتهم الاقتصادية.
كما نالت شرف العمل تحت إشرافه الدكتورة سعاد مجاهد ، حيث حصلت على درجة الماجستير عام 1995 عن رسالة عنوانها: “الكهنة والمعابد فى عصر إبان عصر الرومان” وقد اشتملت على موضوعات عدة هى : عرض لأهم المعابد الموجودة فى مصر وطوائف الكهنة ، ثم أهم الطقوس والشعائر التى كانت تجرى فى المعابد ، إضافة إلى أنشطة المعابد الاقتصادية ، ودورهم فى الأنشطة الاجتماعية ، وأخيرا علاقة البطالمة بالديانة المصرية وكهنتها.
وأخيرا تأتى رسالة دكتوراه تشرف السيد د. حسين محمد أحمد يوسف بالعمل فيها تحت إشراف الأستاذ العظيم الدكتور إبراهيم نصحى قاسم ، بالاشتراك مع الأستاذ الدكتور سيد الناصرى ، وانتهى من إعدادها فى مارس عام 2000 ، وكانت بعنوان: “أسعار المنتجات الصناعية وأجور أرباب الحرف و المهن في مصر إبان عصر البطالمة – دراسة وثائقية” وهي أحدث الرسائل التي أشرف عليها ، وتتكون من خمسة فصول هي: أنماط التعاملات الاقتصادية فى مصر القديمة منذ أقدم العصور وحتى نهاية عصر البطالمة ، تطور أسعار منتجات الصناعات الغذائية ، تطور أسعار منتجات الصناعات التحويلية ، أجور أرباب المهن والحرف ، أثر الأزمات الاقتصادية فى معدلات الأسعار والأجور ، فضلا عن عددا كبيرا من الجداول والملاحق.
الأنشطة الأخرى
كما شارك الدكتور إبراهيم نصحي في جمعيات علمية ولجان ومجالس متخصصة عديدة هدفت إلي الإهتمام بهذا التخصص وإثراء البحث فيه وجمعيات أخري هدفت إلي الرقي بالمجتمع. وقد بلغ عدد هذه الجمعيات اثنتى عشرة جمعية ومجلس و لجنة ، هي حسب ترتيب مشاركة أستاذنا بها ، جمعية الآثار الإغريقية في أثينا عام 1938، ومقرر لجنة العصرين الإغريقى الروماني لمتحف الحضارة المصرية في الفترة من 1943- 1949، وقد منح عن عمله في هذه اللجنة رتبة البكوية. والجمعية المصرية للدراسات التاريخية منذ إنشائها عام 1946 وحتى الآن ، وقد رأس مجلس إدارتها فى الفترة من 1978 حتى 1999 ، وجمعية الوثائق الهندية التى انضم إليها عام 1951 ، ولجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية منذ إنشائه عام 1956 وحتى 1980 ، وتولى منصب مقرر لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة منذ عام 1980 وحتى عام 1990 ، وتولى رئاسة مركز الدراسات البردية والنقوش بجامعة عين شمس منذ إنشائه فى عام 1981 ، وشعبة التراث الحضارى والثقافى بالمجلس القومية المتخصصة منذ عام 1983 ، وحاز على عضوية المجمع العلمى المصرى منذ عام 1990 كما اختارته اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولى للدراسات البردية الذى عقد فى القاهرة عام 1989 رئيسا لها.
ولم تقتصر أنشطة الدكتور نصحى على البحث العلمى ، بل أنه كان رياضيا على مستوى راق ، حتى أنه كان عضوا فى الفريق الأساسي لنادى ليفربول الإنجليزي المعروف ، لكن نظرا لتعارض مواعيد المباريات مع دراسته فقد طلب نقله لإلي الفريق الإحتياطي فكان له ما أراد ، كما فاز مع فريقه أثناء دراسته بجامعة لندن ببطولة الجامعة ثم بالمركز الثاني علي مستوي الجامعات الإنجليزية، ولم يتوقف عن ممارسة كرة القدم إلا بعد إصابته فى ركبته اليمنى فتحول بعدها إلى ممارسة رياضة التجديف عند عودته إلى مصر ، حيث صار عضوا بنادى تجديف الجامعة المصرية ، وما لبث أن أختير رئيسا له لمدة عام. ولم يترك الدكتور إبراهيم نصحى ممارسة الرياضة حتى الآن.
ولم يقتصر إسهام أستاذنا الدكتور إبراهيم نصحى على الميدان الأكاديمى فحسب ، ولكنه امتد ليشمل بأثره الثقافة العامة التى تهم الإنسان العادى من خلال أحاديثه للإذاعة والتليفزيون ومشاركته فى إعداد البرامج التالية:
سلسلة أحاديث إذاعية موضوعها “صور من الحياة المصرية القديمة”، ونظرا لنجاح هذا البرنامج، فقد قام بعمل برنامج آخر بعنوان “شخصيات من التاريخ القديم”، وكان هذا النجاح المتواصل مدعاة لأن يسند إليه وضع المادة التاريخية لسلسلة برامج إذاعية عن جميع المحافظات المصرية فى العصرين الإغريقى والرومانى.
ومع ظهور التليفزيون شارك مع المرحوم الأستاذ الدكتور عبد المنعم أبو بكر والأستاذة الدكتورة سعاد ماهر فى سلسلة حلقات تليفزيونية عن أبرز معالم المحافظات المصرية جميعا ، ابتداء من العصر الفرعونى إلى العصر الإسلامى مرورا بالعصرين الإغريقى والرومانى.
هذه سيرة مختصرة لأعمال أستاذنا الدكتور إبراهيم نصحى قاسم ، عملاق البحث العلمى ، الذى أثرى حياتنا علما وخبرة وخلقا ، والذى أرجو أن أكون قد نجحت فى تقديم بعض ملامح حياته الثرية لأجيال الباحثين فى الدراسات التاريخية فى العصرين الإغريقى والرومانى ، مبتهلا إلى الله عز وجل أن يمنحه القوة والقدرة على استمرار عطائه المستمر ، وأن يجزيه عن أبنائه وعارفى فضله خير الجزاء.
المصدر
بقلم الأستاذ الدكتور/ فوزي عبد الرازق مكاوي – رحمه الله أستاذ التاريخ اليوناني الروماني وعميد آداب طنطا الأسبق.
صورة الأستاذ الدكتور فوزي مكاوي عميد كلية الآداب جامعة طنطا - ألتقطت بواسطة د. محمد الشافعي عندما كان طالباً بالفرقة الأولى قسم الآثار عام 1986م. |