مفهوم المجتمعات الباردة تحدث عالم الإجتماع التاريخي “كلود ليفي شتراوس” عن هذا المفهوم، و هي تلك المجتمعات التي تسعى من خلال إنشاء مؤسسات و آليات معينة إلى محو و إلغاء كل التأثيرات الخارجية و الداخلية التي قد تؤثر عليها. المجتمع البارد يخلق مقاومة مستميتة لكل تغيير يطرأ على بنيته.
ما هو مفهوم المجتمعات الباردة
المجتمع البارد لا يجعل التاريخ يصل إلى أوصاله ، فهو يسعى لإظهار كل شيء كما كان في الماضي و كأن شيئا لم يحدث أو لم يتغير بإختصار : المجتمع البارد يقاوم تسرب التاريخ إلى داخله بشكل مستميت لكي يحافظ على الماضي الذي لم يطرأ عليه – ظاهريا – أي تغيير.
كما تحدث نفس العالم عن مفهوم ” المجتمع الساخن ” أي المجتمع الذي يتميز بوجود رغبة جامحة في التغيير ، فهو مجتمع يتشرب تاريخه ليكون بمثابة المحرك لتطوره فهو مجتمع يميز بن الماضي و الحاضر و ما طرأ عليه من تغيرات. إلا أن ذلك لا يعني أن المجتمع إما يكون ساخنا أو باردا بشكل كلي ، فهناك مجتمعات ساخنة (تعترف بالتغيير و تقر به) تحتوي على نظما تبريدية (مثل المؤسسات الدينية) التي تسعى للحفاظ على الأوضاع القائمة.
كما أن هناك مجتمعات باردة و لكنها قد تحتوي على شريحة ساخنة تتجه نحو تغيير الأوضاع الراهنة و تعترف بوجود فارق بين الماضي و الحاضر.
و علينا هنا ان نتسائل: ما هو النظام الأكثر هيمنة على المجتمع المصري القديم طوال عصور الحضارة المصرية القديمة ، هل هو النظام البارد أم الساخن؟.