سيبقى القرآن أيه الله فى صنعه وكما جعل الله الكون كتابا مفتوحا للتدبر والتأمل جعل القرآن الكريم كتابا معجزا للقراءة وكما خلق الله الكون وأدار أفلاكه ونظم دورانه تعهد الله بحفظ كتابه العظيم فقال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
وجعل الله من حفظ كتابه أيه ومعجزة فتحدى من يجرؤ أو يقدم على أن يغير منه حرفا واحدا وطوال أكثر من 1400 عام والقران يتلى ويقرأ فى كل أنحاء الدنيا ولم تقع حادثة تغيير أو تبديل واحدة فى حرف أو كلمة من كلام الله إلا وقد جند لها من يكشفها ليبقى كتاب الله محفوظا بل صدق الله فى تحديه لحفظ كتابه فجعل مهمة حفظه بين من لا يؤمنون به بل وبيد أعدائه.
كتابة القرآن الكريم
وكانت كتابة القرآن كله فى لوحة واحدة أبدعها اليابانيون البوذيون وسخر الله اعداء الإسلام ليكونوا أداة من ادوات هذا الحفظ الخالد للقرآن عن طريق التكنولوجيا الغربية فكانت المطبعة وكل أدوات ووسائل الكتابة حتى جاء الكومبيوتر ليقوم برسم كل الخطوط القرآنية والتشكيل القرآنى بقراءاته السبع.
وتتجلى أخر وسائل حفظ القرآن الكريم بكتابته ليس فى لوحة من الورق وإنما بحفظه وطبعه وحفره على الواح المعدن ليبقى محفوظا لا تنال منه السنون ولا يبلى بل تبقى صفحاته تتحدى عوامل الفناء.
حفر القرآن الكريم على ألواح الألومنيوم
ومن كتابة القرآن الكريم بالريشة اللينة إلى حفره على الواح الألومنيوم بتشكيله وخطه العثمانى صورة طبق الأصل من نسخة مصحف مجمع الملك فهد وكان وراء هذا الجهد العجيب والفذ شخص إيرانى (فارسى) إسمه سيف الله أسد الله محمد شريف محمد نور دفعته الظروف لأن يحول كثيرا من وقته وجهده إلى كتابة حروف كتاب الله وتم اللقاء به فى مدينة الدوحة القطرية وتم معه هذا الحوار/
ما هى ظروف كتابتك للقرآن الكريم على المعدن، ومن الذى دفعك للقيام بمثل هذا العمل الشاق؟
قال/ كنت أعمل فى التجارة وكانت تجارتى ناجحة وشاء الله أن أصاب بخسائر مفاجئة أجبرتنى على ان اترك هذا العمل للإتجاه الى فتح إستيديو للتصوير وعمل بطاقات الدعاية والإعلان وفى يوم جائنى رجل وطلب منى أن أكتب له سورة الفاتحة على لوح صغير من المعدن (كارت صغير) وانجزت له المهمة وكنا فى شهر رمضان ولأنى اعشق القرآن الكريم فقد جائتنى الفكرة وطرق عقلى السؤال لماذا لا أحفر القرآن الكريم على المعدن مثلما حفرت سورة الفاتحة؟
وبدأت أبحث فى إمكانية إنجاز هذا العمل وفى البداية فكرت فى أن أكتبه بحروف الذهب أو الفضة وبعد مفاوضات مع المختصين بصياغة الذهب رأيت أن تكلفة الذهب لن أقدر عليها ولما بحثت معهم إمكانية كتابته بحروف من الفضة إكتشفت أن الفضة تتأكسد وتتحول إلى اللون الأسود وبعد بحث وجدت أن ألواح الألومنيوم هى الحل المناسب والإختيار الأفضل لكتابة القرآن الكريم.
ومن حوالى 3 سنوات بدأت الكتابة وجعلت زمان كتابته هو نفس زمان نزوله على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فى شهر رمضان وكنت اقضى كل وقتى فى الكتابة بعد الإنتهاء من عملى الأصلى أضع أمامى صنندوق الحروف وأقوم بحفر الحروف على لوح الأليمينيوم حرفا حرفا ولك أن تتخيل أن كلمة بسم الله الرحمن الرحيم فيها 19 حرفا أقوم بوضعها فى ماكينة الحفر حرفا بعد أخر وأكتبها كلها بهذه الوضعية ثم اقوم بالتشكيل بعد ذلك بيدى محاكيا المصحف الورقى أمامى حتى لا أقع فى الخطأ لأن كتابة حرف واحد خطأ فى صفحة تجعلنى أقوم بإعادة كتابة الصفحة على لوح أخر بعد أن تكون قد إستغرقت كتابتها منى ساعات طويلة.
هل الماكينة التى تكتب عليها ماكينة حديثة تعمل من خلال جهاز كمبيوتر حديث؟
الألة أو الماكينة التى كتبت عليها القرآن الكريم حرفا بعد حرف هى ماكينة يدوية تقليدية جدا والعمل عليها فى غاية الصعوبة ولكن متعتى انه عمل يدوى خالص فكل حرف أمسك به من الصندوق وأقوم بوضعه فى الماكينة وأربط عليه سن القلم جيدا ثم أقوم بحفره على الألومنيوم ثم أعيد تشكيله بعد ذلك.
ما القلم الذى تكتب به على تلك الألة؟
عندما نقوم بعمل إعلان ما نستعمل فى عملية حفر الحروف على أوراق البلاستيك قلما ذا سن مدبب من الحديد أو غيره من المعدن الصلب ولكن فى حالة النقش على الأوراق المعدنية مثل الألمينيوم او النحاس أو حتى الذهب فنحن بحاجة إلى قلم للنحت ذى رأس مصنوع من الألماس لما يشتمل عليه من صلابة تجعله يتحمل الحفر ويستمر لفترة طويلة.
وبأى رسم كتبت هذا المصحف؟
كتبته بالرسم العثمانى لمصحف بطبعة سعودية ولم يكن هناك مصحح للمصحف ولهذا حرصت على دقة كتابته ومراجعته 4 مرات مع التدقيق فى التشكيل بشكل رسم الخطوط لأن كتابة المصحف لا تتحمل خطا واحدا وهذا الخطأ الواحد مهما كان صغيرا وهينا فهو عيب لا يغتفر ولا يمكن قبوله.
وهل كتابة القرآن الكريم بهذا الإسلوب إستغرقت منك ال 3 سنوات كاملة؟
لم أكتب نسخة واحدة بل 3 نسخ حرصت على أن تكون مختلفة فى القطع فالنسخة الأولى والتى تزن 8 كيلو جرامات وعدد صفحاتها 264 صفحة زائد 4 صفحات للفهارس وهذه النسخة من القطع العادى 17 فى 24 سم.
والنسخة الأكبر تزن 12 كيلو جرام وعدد صفحاتها 305 صفحة وهى من القطع 21 فى 21، والنسخة الصغيرة تزن 3 كيلو جرامات فقط وعدد صفحاتها 350 صفحة زائد 3 صفحات فهارس وهى من القطع الصغير 15 فى 10.
وكان المصحف الصغير هو أول ما قمت بكتابته وإستغرقت كتابته منى عامين كاملين، ومكتوب فى نهاية النسخة الأولى من القرآن الكريم بسم الله الرحمن الرحيم هذه النسخة الفنية من القرآن الكريم أنجزت على يد هذا العبد الفقير لله سيف الله أسد الله محمد بتاريخ 27 شعبان سنة 1426 هجريا بعد سنتين من الجهود المتواصلة فى دولة قطر.
الآلة المستخدمة فى حفر القرآن الكريم على ورق الألومنيوم |
وهل حفر هذا المصحف من اجل البيع أم لا؟
فى البداية لم تكن فكرة البيع تراودنى ولكن مع توفير أكثر من نسخة معدنية للقرأن لدى لا أمانع من بيعه إذا ما وجدت من يقدره فى قيمته وفى الجهد والعرق الذى بذل فيه.