على مدار سنين سالفة تدراست فيها عمارة المتحف المصري الكبير ضمن بحثي في رسالة ماجستير عن الرمز في الفنون والعمارة المصرية القديمة وإنعكاسه على تصميم متاحف الأثار المصرية القديمة، وفيها تناقشت مع أساطين العمارة في كليات الهندسة بالجامعات المصرية عن ما غنمت به دروب بحثي من أدلة عن تهويد عمارة المتحف المصري الكبير، وهو ما عضضه سوادهم الأعظم بل وساندوني بالتشجيع لمواصلة الخطى وفتحوا لي أفاق جديدة أثرت أدلتي تلك.
ولا أكاد أخفي أني قد واريت بحثي عن الطرح العام على مداه الواسع إلى أن يتم إعتماده النهائي أكاديمياً ضمن رسالة الماجستير الخاص بي- وهو ما تم بتاريخ 5 أغسطس الماضي- حتى لا نخوض في متاهات الجدال التي نتفنن فيها دوما في مثل تلك القضايا الشائكة.
وهنا يجدر الإشارة أن من متطلبات منح درجة الماجستير طبقاً لقواعد الدراسات العليا بجامعة حلوان أن يتم نشر جزء من الرسالة العلمية كبحث مستقل في مجلة علمية قبيل المناقشة النهائية للرسالة، وهو ما أتممته بنشر بحثي هذا في أعلى مجلة علمية دولية تتبع جامعة حلوان بدرجة معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات مقدارها 8 درجات وبمعامل تأثير دولي 2،8 حيث يتم تحكيمها على مرحلتين:
أولاهم من قبل محكم أجنبي وثانيهم من لجنة علمية مصرية، كما عضضت ذلك بنشره على بُعد آخر في مجلة علمية تتبع أحد الجامعات المصرية، ومن ثم أقدم في مقالي هذا بشكل مختصر ومركز ما تم نشره وإعتماده علمياً وأكاديمياً عن تهويد عمارة المتحف المصري الكبير ومنها تهويد رسالته الثقافية، وبداية وجب عرض ما هية المتاحف بصفة عامة كما عرّفها المجلس الدولي للمتاحف ICOM – The International Council of Museum.
كيف يقاس نجاح المتاحف؟
بأنها كل مؤسسة دائمة تقوم بحفظ المجموعات الفنية والتاريخية والعلمية والتكنولوجية ودراستها وتشجعيها بمختلف الوسائل عن طريق عرضها للجمهور للترويح عنه وتثقيفه، ومن ثم يقاس نجاح المتحف في تحقيق أهدافه بالحاصل الكليّ للتغيير الذي أحدثه في عقول الزائرين.
ومن وجهة نظر آخرى فإن المتاحف تعكس الرؤية العالمية التي أصبحت الثقافة فيه تمثل من خلال وبواسطة “أشياء”، لذا يعّد المتحف بمثابة مؤسسة هامة تشمل الهوية الثقافية العامة المتمثلة من قِبل كلاً من الأدلة التقليدية المادية والمعنوية، حيث يعتبر المتحف كتاباً حياً تكون صفحاته هي وثائق تواريخ البشرية وحضارتها وتتطورها.
ويعتبر المتحف بذلك سجلاً للحضارة والتراث الإنساني والقومي كما يسهم المتحف في تأكيد الشخصية القومية والهوية الحضارية للأمة، وعلى هذا تعتبر المتاحف مرآة تعكس مدى تقدم الحضارات والشعوب على المستوى الفكري والعلمي والفني، إضافة إلى أنها ذاكرة الأمم لما تحتويه وتعرضه من تاريخ وأحداث مرت بها تلك الأمم خلال العصور المختلفة.
وتعتبر المتاحف من أهم وسائل الإتصال بين الماضي والحاضر بل بين الشعوب وبعضها، بمعنى أن وظيفة المتحف في المجتمع تتلخص في المحافظة على التراث القومي وإماطة اللثام عما ينطوي عليه هذا التراث من مُثل عليا ومجد راسخ الأركان، وهذا من شأنه أن يربط الأجيال المتعاقبة ببعضها، وأن يوثق العُرّى بين الماضي والحاضر، ومن ثم يعرف الإنسان كُنه نفسه وتنبعث فيه روح الثقة بنفسه وبوطنه، ويتضح من ذلك أن المتاحف تعني بتكوين المواطن الصالح وإعداد الجيل المقبل إعداداً حسناً وتكمل فيه شخصيته.
ويعتمد نجاح المتاحف بصفة عامة والمخصصة للآثار المصرية بصفة خاصة في أداء رسالتها كمراكز بحث علمي، وإشعاع ثقافي ومعاهد تربوية على الآتي:
- موقع ذو بيئة تتناسب مع طبيعة المتحف.
- مُنشأ أقيم ليؤدي جميع وظائف المتحف وخدماته.
- التنسيق الجيد لقاعات العرض بالإعتماد على الإستخدام الجيد لعناصر العمارة الداخلية.
منظومة العرض المتحفى
إذ يُعتّبر المتحف في حد ذاته منظومة متكاملة متعددة العناصر التي تتداخل في الوظائف والمهام خلال العرض المتحفي للوصول لمفهوم المتحف وتأدية وظائفه، وتشمل هذه المنظومة على كل من الآتي:
- الإنسان.
- المعروضات.
- المبنى.
ومن ثم يمكن أن نشبه العلاقات المتحفية المختلفة بأضلاع مثلث يؤدي كل منها للآخر ويتكامل الكل في صنع المتحف، فالضلع الأول يدل على الإنسان سواء كان زائر أو موظفاً، والضلع الثاني يمثل المعروضات بالمتحف، والضلع الثالث يمثل مبنى المتحف ذاته ومكوناته، وجميع تلك العلاقات تتجاذب وتتنافر في آن واحد وتصنع محيطها منظومة المتحف المثالي إذا أدى كل ضلع ما عليه من واجبات.
وبدراسة متأنية للعناصر الثلاثة في المنظومة المتحفية -الإنسان والمعروضات والمبنى- يمكن إستخلاص أن الرمز هو الركيزة والصفة المشتركة بين عناصر المنظومة المتحفيه بإعتباره آلية التواصل بينهم، حيث يعدّ الإنسان علامة “رمز” ومُفسّر أيضاً للعلامات “الرموز” من حوله.
ومن ثمّ يستقرأ زائري المتحف بناءً على ذلك المفهوم قصص العرض المتحفي ودلالات بيئته المعمارية، كما تعتبر “الرموز” هو صلب معروضات متاحف الأثار المصرية القديمة، ومن ثّم لزم إصباغها على سياق العرض المتحفي بل ويتعدى ذلك إلى حتميّة إنعكاسه على ملامح عمارة المتحف ككل، حتى يتم نسج منهج موحد لصياغة الرموز بين الأثار المصرية القديمة المعروضة داخل قاعات العرض المتحفية وملامح البيئة المعمارية من حولها.
أما الرمز في عمارة المتاحف بصفة عامة فيتعدى دورها كوسيلة للتعبير ولسان رواية قصص العرض المتحفي إلى كونها البوتقة البنائية التي تجمع داخل نطاقها المادي عملية الإتصال بين عناصر المنظومة المتحفية الثلاثة، آي أنها رقعة الإتصال الذهني بين ما تكتبه عمارة المتحف ومقتنياته الأثرية من جهة وما يستقرأه زائري المتحف من جهة آخرى.
فالمتحف لم يعد مجرد مساحة تعرض فيها المقتنيات والأعمال الفنية بل هو مساحة تحكي قصة وتسمح للزائرين بالتفاعل معها، ومن ثم أصبح الدور الرئيسي لمصميمي المتاحف هو خلق المساحة أو البيئة ثلاثية الأبعاد التي تحكي تلك القصة، ولكي يستطيع المصمم إستلهام المصادر أو الرؤى التصميمية فإنه يستقي تلك الرؤى عبر مجموعة من الرموز كما يضمنها هو أيضاً في صورة تشكيلات تحمل تلك الرموز، فالعمارة بدورها ليست مجرد أشكال وتشكيلات بل وجدانيات أو أرواح مضمنة في داخل تلك الأشكال، ولا يمكن أن تُفهّم وتُدرّك إلا إذا نُظر إليها خلال خلفياتها الحضارية والسيكولوجية والرمزية.
المتحف المصري الكبير
تم التوصل إلى تصميم المتحف نتيجة مسابقة معمارية دولية بدأتها وزارة الثقافة في عام 2002م تحت رعاية “اليونسكو” وإشراف الآتحاد الدولي للمعماريين “UIA”، وبالفعل فاز بتلك المسابقة المعمارية الأيرلندية “روسين هينجن– Roisin Heneghan” وشريكها الصيني “شو فوبنج–Shih Fu Peng”، ويقع المتحف على بعد 2 كيلومتر فقط من هضبة أهرامات “الجيزة”، والمتحف لا يزال قيد الإنشاء إلى الآن.- شكل رقم (1)، شكل رقم (2)، شكل رقم (3).
شكل رقم (1) ماكيت للتصميم المعماري للمتحف المصري الكبير ويظهر فيه التواصل البصري للمتحف مع أهرامات الجيزة |
شكل رقم (2) رسم توضيحي يُبيّن المسقط الأفقي لقاعات العرض الرئيسية بالمتحف المصري الكبير |
شكل رقم (3) رسم توضيحي للموقع العام للمتحف المصري الكبير |
تصميم المتحف المصري الكبير
يقوم تصميم المتحف المصري الكبير على عشرة محاور فكرية كما جاء على لسان مصمميه أهمها ما سنعرضه في الآتي:
موقع المتحف المصري الكبير
يقع الموقع العام للمتحف بين المنشأت الحداثية لمدينة “القاهرة” والثقافة القديمة للأهرامات، حيث يتم تنظيم المتحف الجديد داخل الموقع العام عن طريق ثلاثة عناصر رمزية، أولهما هو حافة هضبة الموقع التي تقسمه إلى قطاعات مرتفعة وآخرى منخفضة، حيث أن الموقع العام للمتحف عبارة عن هضبة رملية يتدرج إرتفعها من 30 متر على مشارف طريق “مصر– إسكندرية” الصحراوي إلى 68 متر داخل ظهيرها العمراني، وثاني تلك العناصر هو إطلالة الموقع على مشهد الأهرامات، أما ثالثهما فهو إقتراب موقع المتحف من طريق “مصر- أسكندرية” الصحراوي.
التأهيل المعماري لواجهة الهضبة
إن الاقتراح المعماري للمتحف المصري الكبير يُستهل عن طريق تشكيل حافة جديدة لهضبة الموقع العام للمشروع، وذلك بواسطة إبتكار منحدر لطيف كستار رقيق من الأحجار الشفافة التي تتنظم في تكرار هندسي، حيث تفتح وتغلق مثل الفيضان داخل رمال الصحراء إذا ما شوهدت من مدينة “القاهرة”، فالواجهة الجديدة المزخرفة بالأحجار الشفافة تبنيّ هوية ديناميكية، حتى من داخل المتحف نفسه، كما أنها تتبع مسار رؤية جديد نحو الأهرامات.
العلاقة بين المتحف المصري الكبير والأهرامات
يشغل المتحف الفراغ داخل إطار ذو بعد ثلاثي والذي تم رسمه بواسطة مجموعة المحاور البصرية من موقع المشروع إلى الأهرامات الثلاثة. ومن حيث المسقط الأفقي، فإن الخطوط التي تشيّد المتحف ترُسمّ على طول هذة الخطوط البصرية، أما في القطاع الرأسي، فإن المتحف يُشيّد على طول الصعود بداية من المدخل ومتنزهاته وإلى مستوى هضبة الموقع.
العلاقة بين المتحف المصري الكبير ومدينة القاهرة
يقع المتحف الجديد عند أول هضبة صحراوية خارج مدينة “القاهرة”، تحديداً بين الأهرامات ومدينة “القاهرة”، حيث يمثل التقاطع بين الحداثة والأثار القديمة، آي حرفياً يعيد توجيه المسافر من حداثة مدينتي “القاهرة” و”الأسكندرية” إلى التراث المصري القديم، كما أن المتحف يرسم صورة جانبية جديدة للهضبة بدون منافسة مع الأهرامات، حيث يستفاد من تحديدها للموقع وإمتدادها بطوله في عملية التنظيم من خلال التتابعات الأفقية، وذلك للدلالة على الرؤية والحركة الحداثية.
الواجهة الخامسة “الافق الجديد”
يقع المتحف الجديد عند تقاطع مخروطيّ رؤية (زاويتي رؤية)، الأولى تطلّ على الأهرامات والثانية تطلّ على مدينة “القاهرة”، حيث أن مشهد الرؤية المتجهة نحو الأهرامات يُرسمّ من خلال الخطوط الإنشائية للمتحف، أما مشهد الرؤية المتجهة نحو مدينة “القاهرة” فيرسم بواسطة ممر متنزهات “النيل”، والتي تمتد من المتنزهات الخلفية أعلى مستوى هضبة الموقع حتى تعبر ثنايات سطح المتحف.
حيث تُرسّم داخل الخطين اللذان يحددا بدورهما حدود الساحة الرئيسية داخل المتحف وذلك بإعتبارها إمتداد نحو المدينة. أما الثنايات الإنشائية التي تشكل السقف فتُمّدد المناظر الطبيعية للمتنزهات الخلفية للموقع مع الحفاظ على خط الهضبة الصحراوية، بينما تشيد وتحديد الأفق الجديد فيكون نحو مدينة “القاهرة”.
المحاور الخاصة بالمتحف المصري الكبير
ومن ثم يمكن إيجاز المحاور السابقة بأن المتحف المصري الكبير يقيم علاقة بصرية قوية بإتجاه أهرامات “الجيزة”، ومن ثم يخلق موقع موحد بين المتحف وأهرامات الجيزة وذلك بإقامة نوع من الحوار الشكلّي، الذي يتم بواسطة خلق مخروط رؤية إفتراضي منحدر من قمم الأهرامات، وممتد إلى أرض المشروع بحيث يضمّ مبنى المتحف ويحدد موقعه على أرض المشروع، وهو ما يكسب المستوى العلوي للمتحف بانوراما رائعة لأهرامات “الجيزة” دون آي عقبات.
كما يقطن المتحف بين أهرامات “الجيزة” القديمة ومدينة “القاهرة” الحديثة، ومن ثّم تمّ تنظيم المتحف داخل المحور البصري المتجهة من موقع المتحف إلى الأهرامات، وتم أيضاً تنظيم موقع المتحف برسم علاقة نحو مدينة “القاهرة”، فمن أعلى هضبة الموقع يرسم مسار حديقة “النيل” زاوية رؤية إلى مدينة “القاهرة” لخلق فرص للعرض بين كلاً من المدينة والأهرامات، آي أن موقع المتحف يمثل تقاطع بين الحداثة والقدِم، كما يعيد توجيه الزائرين من حداثة مدنتيّ “القاهرة” و”الأسكندرية” إلى التراث المصري القديم.
إذ أن المتحف المصري الكبير هو البوابة إلى الماضي، ومن ثمّ إستند وتنتج المفهوم التشكلي للمتحف تماماً من ذلك المعنى المعماري والذي حدد المدلول الدقيق والتشكيل العام للمبنى، وبتفصيل آخر للرسومات الهندسية والصور التوضيحية وربطهم بالمحاور الفكرية السابقة.
يتبيّن تصميم الموقع العام والمساقط الأفقية للمتحف “المصري الكبير” على هًدى تقاطع زاويتين رؤيا أفقتين المستوى، أولاهما تنطلق بإتجاه أهرامات “الجيزة” من خارج حدود الأرض المقام عليها المتحف، حتى يلامس إمتداد ضلعيها قمتي هرم “خوفو” الأكبر وهرم “مانكاو رع” الأصغر.
ومن ثمّ يحتضن تلكما الضلعين هرم “خفرع” الأوسط بين إمتدادهما الأفقي، وذلك للتعبير الرمزي عن تواصل المتحف مع أهم معالم الحضارة المصرية القديمة وأعظمها قيمة ثقافية وتراثية وهم أهرامات الجيزة الثلاثة، أما الزاوية الأفقية الثانية فتنظر بإتجاه مدينة “القاهرة” إنطلاقاً من قلب أرض المتحف للتعبير عن تتواصله مع ملامح الحداثة والمعاصرة المصرية.
ومنها تم تشيد سائر العناصر المعمارية للمتحف “المصري الكبير” على منهج تلكما الزاويتين ذواتا الدلالات الرمزية وذلك للتأكيد على كناية عمارة المتحف ككل عن إمتزاج تراث الحضارة المصرية القديمة مع الحداثة المصرية المعاصرة.- شكل رقم (4)، شكل رقم (5).
شكل رقم (4) رسم توضيحي يُبيّن الموقع العام للمتحف المصري الكبير ويظهر فيها عرض للفكرة التصميمة لعمارة المتحف |
شكل رقم (5) رسم توضيحي يُبيّن للعلاقة الفكرة التصميمية للمتحف بالمخروط الأفقي للضوء |
ولكن بالنظر إلى الزاوية الثانية السابق ذكرها- الزاوية التي تنظر إلى مدينة “القاهرة”- نلاحظ تماثلها في الهيئة الهندسية العامة مع ما يُعرف في علوم “المصريات” بزاوية “المسيح” والتي تصل بين قمة هرم “خوفو” الأكبر وموقع “حائط المبكى” اليهودي – موقع هيكل اليهود المقدس في مدينة “القدس” القديمة- حيث يتوطن كلا من ضلعيهما الأول على محور الشرق الحقيقي ويرتحل ضلعيهما الثاني عكس عقارب الساعة نحو إتجاه الشمال الشرقي بزاوية مقدارها 26،75o لزاوية المتحف الثانية و26،3o لزاوية “المسيح” على التوالي.
زاوية المسيح
وهنا يجدر الإشارة إلى أول من أطلق أسم زاوية “المسيح” وهو المستكشف الإيطالي “Charles Piazzi Smyth” عام 1864م في كتابه secrets and its mysteries revealed the great pyramid، وذلك في نعته للزاوية الرأسية التي يميل بها الممر الصاعد من حجرة الدفن السفلية داخل هرم “خوفو” الأكبر عروجاً من أسفل قاعدته إلى مدخله الرئيسي.
وذلك في حالة إذا ما أؤخذت على مستوى أفقي قياساً من قمة هرم “خوفو” الأكبر وإرتكازاً على محور الشرق الحقيقي، حيث يتم توّطين ضلعها الأول على محور الشرق الحقيقي من مركز الهرم الأكبر ثم رسم ضلعها الثاني بإتجاه عكس عقارب الساعة نحو محور الشمال شرقي، فينتج بتلك الوضعية والقياس الربط بين قمة هرم “خوفو” الأكبر مع موقع “حائط المبكى” ومربط هيكل اليهود المقدس في مدينة “القدس” القديمة عن طريق إمتداد الضلع الثاني لتلك الزاوية الأفقية.
ومنها وضع الإيطالي “Charles Piazzi Smyth” إفتراض بحثي مضمونه أن طول الممر الصاعد من حجرة الدفن السفلية داخل هرم “خوفو” الأكبر السالف ذكره مقاساً بالبوصات الهرمية يمثّل تقويم زمني للتاريخ اليهودي وأحداثه الجثام بل وإعتباره سجل زمني قادر على التنبؤ بمستقبل الشعب اليهودي القريب والبعيد، وذلك عن طريق إعتبار كل بوصه من طول ذلك الممر تمثل سنه من عمر الأمة اليهودية بداية من مولد نشأتها إلى خاتمة نهايتها المستقبلية.
وقد إستند في فرضيته تلك على دلالات زاوية “المسيح” وحقيقة ربطها بين هرم “خوفو” الأكبر وموقع هيكل اليهود المقدس- كما أوضحنا سلفاً- وبإعتبار بناء الهرم الأكبر ذاته جزء من ملحمة أجداد اليهود الأقدمين في مصر القديمة كبناة له مستعبدين ومسخرين ثم إختيار أسلافهم كشعب مختار عقب خروجهم من مصر القديمة كجزاء لهم فيما صبروا عليه من ظلم وإضطهاد.
ومن ثّم تتبع كثير من الباحثين بعد ذلك خطى تلك الفرضية وإسترشدوا بنتائجها في إجتهاداتهم البحثية بخصوص المفهوم الأثري والديني لزاوية “المسيح”، ومنها أقرّت كافة نتائج إجتهاداتهم البحثية بصحة إدعاءات زاوية “المسيح” تلك بل وإعتبروها دليل أثري قاطع على أن أجداد اليهود الأقدمين هم بناة هرم “خوفو” الأكبر، وأن ضلعها الشمال شرقي الواصل بين الهرم الأكبر وهيكل اليهود المقدس هو ضلع يكنيّ بدوره عن المسار الذي سلكه اليهود القدامى إبان خروجهم مصر القديمة هروباً من فرعون وجنده، وقد تركه أجداد اليهود من بناة الأهرام كأثر داخل بناء الهرم الأكبر حتى يتتبعه أسلافهم لحظة خروجهم من مصر القديمة.
وهنا يجدر الإشارة إلى أشهر من كتب في ذلك الصدد وهما “E.Raymond” و”F.S.Scot” الباحثان في “المعهد الأثري الأمريكي- Archeological institute of America” وذلك في كتابهما “The Great Pyramid Decoded with an introduction to Pyramidology” الصادر من مؤسسة “Artisan sales” في عام 1971م.- شكل رقم (6).
شكل رقم (6) شرح لزاوية المسيح وتعبيرها عن مسار الخروج اليهودي من كتاب The Great Pyramid Decoded |
ومما سبق نضع فرضية بحثية عن مسببات تماثل الهيئة الهندسية لزاوية “المسيح” مع الهيئة الهندسية للزاوية الثانية التي شُيّدت عليها عمارة المتحف “المصري الكبير”- الزاوية الأفقية التي تنظر إلى مدينة “القاهرة”- حيث ترجح تلك الفرضية أن مرجعية ذلك التماثل المقصود يكمن في تمثيل تلك الزاوية الثانية لمسار خروج اليهود على غرار ما تُمثله زاوية “المسيح” كما ذكرنا سلفاً.
وذلك شريطة أن يصل إمتداد ضلعها الشمال شرقي إلى موقع “حائط المبكى” اليهودي وهيكلهم المقدس مثلما فعل إمتداد الضلع الشمال شرقي لزاوية “المسيح”. لذا لزم إختبار صحة تلك الفرضية بالتعرض إلى دراسة التصميم المعماري للمتحف “المصري الكبير” بصفة عامة وزاويته الثانية بصفة خاصة وذلك من الجوانب المساحية.
ومن ثمّ يتم التحقق من حدوث ذلك الشرط على أرض الواقع وبيان إذا ما كان ضلع تلك الزاوية الثانية الشمال شرقي سيصل إلى موقع الهيكل اليهودي أم لا، فإذا لم يتحقق ذلك الشرط نُفيّت الفرضية برمتها أما إذا ما تحقق ذلك الشرط بصورة قاطعة ثبتت صحة الفرضية البحثية دون جدال لإستحالة حدوث ذلك التواصل من منطلق المصادفة.
هذا إلى جانب إستحالة حدوث التماثل المتطابق في الهيئة الهندسية للزاوية الثانية السابق ذكرها مع زاوية “المسيح” من محض الصدفة أيضاً نظراً لأسبقية ظهور ما يسمى بزاوية “المسيح” قبل تصميم المتحف “المصري الكبير” بعشرات السنين. ومن سياق ثبوت أو نفيّ تلك الفرضية البحثية سنتمكن من القراءة الصحيحة للدلالات الرمزية لعمارة المتحف “المصري الكبير”.
وهنا يجدر الإشارة ان ما يعضض منطقية فرضيتنا البحثية تلك هو تجنب معاملة الزاوية الثانية بعمارة المتحف “المصري الكبير”- التي تنظر إلى مدينة “القاهرة” على حد تعبير مصممي المتحف أنفسهم- كنظيرتها الأولى بحيث يلامس إمتداد ضلعيها آي من المعالم المعمارية الحداثية الموجودة بكثرة في قلب مدينة “القاهرة”، مثل المتحفين القبطي والإسلامي أو غيرها، وهو ما كان سيضفي قوة تعبيرية على رمزية تلك الزاوية وسيدعم بدوره الرؤية التصميمية العامة للمتحف خاصة في المراحل الأولى من المسابقة المعمارية التي سبق وأن أشرنا إليها.
كما نلاحظ أيضاً أن الزاوية الثانية السابق ذكرها قد تم تشيدها على هذا النحو دون آي مسببات وظيفية أو تشكيلية أو عمرانية أو فكرية جاءت في المحاور العشرة السابق بيانها، مما يرجح صحة الفرضية التي وضعناها كمسبب وحيد لتصميم تلك الزاوية على هذا النحو، ويطرح تسؤلات عن موضع تواصل إمتداد ضلعيّها مع معالم العاصمة القاهرية أيضاً، وذلك على غرار تواصل ضلعيّ الزاوية الأولى مع قمتي الهرم الأكبر والأصغر، وهو ذات المنهج التصميمي الذي وضعه معماريا المتحف “المصري الكبير” أنفسهم.
لذا نستهل إختبار الفرضية البحثية والتحقق من شرطها الواردا سلفاً بدراسة الصور الواقعية لموقع بناء المتحف “المصري الكبير” التي تم إلتقاطها بواسطة القمر الصناعي الملحق لبرنامج الحاسب الآلي “جوجل إرث – Google Earth” وهو برنامج معتمد أكاديمياً في بحوث الهندسة المساحية المختلفة.
ويظهر في تلك الصور أحدث مراحل بناء الهيكل الإنشائي لمشروع المتحف على أرض الواقع بتاريخ 10/5/2013م، حيث تظهر في الصورة بكل وضوح الإنشاءات الخرسانية للزاوية الثانية محل الدراسة والتي سبق أن أشرنا إليها، كما يظهر المبنى الخلفي للمتحف والذي يحتوى على “مركز الترميم” وخدمات المتحف، وهنا يجدر الإشارة أن مبنى “مركز الترميم” قد تم الإنتهاء من بناءه في منتصف سنة 2010م.
إذ يعتبر مبنى “مركز الترميم” جزء منفصل عن المبنى الرئيسي للمتحف “المصري الكبير”ولكنه جزء أساسي من مشروع المتحف ككل ويخضع بدوره تصميمه المعماري إلى النسق التصميمي العام لمشروع المتحف “المصري الكبير”، ومن ثّم يظهر بصورة واضحة ضلعيّ الزاوية الأفقية التي تكون المدخل الخلفي لمبنى “مركز الترميم” السابق ذكره واللذان يوازيان ضلعيّ الزاوية الثانية السالف ذكرها.
كما جاء في الرسومات الهندسية الخاصة بالمتحف وكما أقره واقع الصور التي تم إلتقاطها بواسطة القمر الصناعي لبرنامج الحاسب الآلي “جوجل إرث – Google Earth”، وهو ما يؤكد بالتبعية تواصل إمتداد ضلعي الزاوية الثانية محل الدراسة مع المواقع التي ستتواصل معها إمتدادات ضلعي زاوية المدخل الخلفي لمبنى “مركز الترميم” دون إختلاف يذكر.
فمن خلال تلك الصور الواقعية وبواسطة الوسائل التطبيقية لبرنامج الحاسب الآلي “جوجل إرث – Google Earth” يمكن رسم إمتدادات أضلاع تلكما الزاويتين الأفقيتين على الخرائط الواقعية لبرنامج الحاسب الآلي السابق ذكره، ومن ثّم يتم بشكل واقعي بصرياً تتبع تواصل تلك الإمتدادات مع آي موقع ذو قيمة تراثية أو أثرية أو ثقافية أو معمارية سواء داخل حيز مدينة “القاهرة” أو خارج حدود جمهورية مصر العربية، ومنها تتحقق نتائج تواصل مواقع بعينها مع زاويتي المتحف “المصري الكبير” الرئيسيتين السالف ذكرهما وزاوية مدخل مبنى “مركز الترميم”- شكل رقم (7) ، وهو ما نستعرضه كالآتي:
شكل رقم (7) لقطات حقيقية مصورة من القمر الصناعي لبرنامج جوجل إرث توضح مراحل بناء المتحف على أرض الواقع |
الزاوية الأولي بعمارة المتحف المصري الكبير
يرتحل ضلعيها من نقطة خارج أرض المشروع شمالاً دون مبرر معماري أو بصري واضح ويتصل إمتداد ضلعها الشرقي عند مركز قمة الهرم الأكبر، كما يتصل إمتداد ضلعها الغربي عند مركز قمة الهرم الأصغر.
الزاوية الثانية بعمارة المتحف وزاوية مدخل مبنى “مركز الترميم”
يستوطن ضلعيهما الأول إتجاة الشرق الحقيقى بحيث يتصل إمتدادهما الشرقي مع موقع ثاني أقدم مقبرة يهودية في العالم والتي تقع بضاحية “البساتين” في قلب مدينة “القاهرة” دون أن يتصل ذلك الإمتداد بأي معلم آخر ذو قيمة تراثية أو ثقافية داخل حدود جمهورية مصر العربية.
وهنا يجدر الإشارة إلى الأهمية البالغة التي تحتلها مقابر “البساتين” اليهودية لدى الكيان الصهيوني وثقافته الدينية منذ بداية إنشائها أوائل القرن التاسع الميلادي، أما إمتداد ضلعيهما الثاني الشمال شرقي فيتواصل إمتداده مع موقع “حائط المبكي” وموقع الهيكل اليهودي في مدينة “القدس” القديمة بكل دقة، ثم يتخطاه ليتواصل إمتداده على بعد أمتار- أقل من أربعمائة متر- شمال أقدم مقبرة يهودية في العالم التي تقع على جبل “الزيتون” خلف “حائط المبكى” اليهودي.
وهنا يجدر الإشارة إلى إستحالة فرض علاقة المصادفة المثالية للتواصل بين إمتدادات أضلاع تلكما الزاويتين والمواقع اليهودية السابق ذكرهم، كما أن إمتداد أضلاعهما لم يتواصلا مع أي معلم ذو قيمة تراثية أو معمارية سواء داخل جمهورية مصر العربية أو خارجها في آي بقعة من بقاع العالم إلا تلك المواقع اليهودية السابق ذكرها.- شكل رقم (8).
شكل رقم (8) |
رسم توضيحي للزاوية الأولى “1” وضلعها الأول”1a” الممتد إلى الهرم الأكبر وضلعها الثاني”1b” الممتد إلى الهرم الأصغر، وللزاوية الثانية “2” وضلعها الأول”2a” الممتد إلى مقابر اليهود وضلعها الثاني”2b” الممتد إلى “حائط المبكى”
وللتأكد من النتائج السابقة بصورة قطعية لا جدال فيها يتم التعرض إلى ثلاث مراجعات علمية ترتكز على دراسة تواصل إحداثيات أضلاع تلكما الزاويتين الأفقيتين سابقي الذكر مع إحداثيات مواقع تواصلهما المذكورة سلفاً، وذلك بإستخدام برامج حاسب آلي أكثر دقة مثل برنامج “AutoCAD” المتخصص في الرسومات الهندسية الدقيقة وبرنامج “GIS” المتخصص في عمليات الهندسة المساحية الدقيقة.
ونستهل هذه الدراسة المساحية بإستخدام برنامج الحاسب الآلي “جوجل إرث – Google Earth” في تحديد تلك الإحداثيات، حيث يتم إدخال الرسومات الهندسية للموقع العام والمساقط الأفقية لعمارة المتحف “المصري الكبير” على تطبيقات خرائط برنامج الحاسب الآلي “جوجل إرث – Google Earth” وتسكينها على أرض المشروع بكل دقة ومطابقتها على الإنشاءات المقامة حالياً هناك على أرض الواقع والتي سبق وأن أشرنا إليها مع مراعاة أدنى نسبة خطأ ممكنة، ثم تتم عمليات المراجعة على النحو التالي:
- المراجعة العلمية الأولي
يتم التأكد من تواصل إمتداد ضلعيّ الزاوية الثانية محل الدراسة مع موقع “حائط المبكى” في مدينة “القدس” القديمة وموقع “مقابر اليهود” في ضاحية “البساتين” بمدينة “القاهرة” عن طريق تحديد إحداثيات مواقع نقطتيي إرتكاز بنظام “UTM” بحيث تتوطن على بداية ومنتصف كل ضلع على حدة من ضلعي تلك الزاوية وذلك داخل حدود أرض المتحف “المصري الكبير”.
ثم تحديد إحداثيات نقطة إرتكاز ثالثة بنظام “UTM” بحيث تقع على خاتمة إمتدادت كل ضلع على حدة في موقعيهما الختامي المفترض- موقع “حائط المبكي” اليهودي بمدينة “القدس” القديمة وموقع “مقابر اليهود” بضاحية “البساتين” القاهرية على التوالي- ومن ثم يتم إختبار وقوع إحداثيات الثلاث نقط إرتكاز لكل ضلع على خط مستقيم واحد بإستخدام برنامج الحاسوب “AutoCAD” المتخصص في الرسومات الهندسية الدقيقة، ومنها يتم التأكد من تواصل إمتدادي ضلعيّ الزاوية الثانية محل الدراسة مع المواقع اليهودية السابقة مع الأخذ في الإعتبار نسبة الخطأ المسموحة بها علمياً.
- المراجعة العلمية الثانية
يتم تحويل إحداثيات نقاط الإرتكاز السابقة من نظام “UTM” إلى النظام المساحي الشائع “الدرجات، الدقائق، الثواني” عن طريق تطبيقات برنامج الحاسب الآلي “جوجل إرث – Google Earth”، ثم توقعيها على خريطه معتمدة وموثقة من هيئة “المساحة المصرية” وذلك بإستخدام برنامج الحاسب الآلي “AutoCAD” المتخصص في الرسومات الهندسية الدقيقة.
حيث يتم إدخال صورة تلك الخريطة على تطبيقات ذلك البرنامج وإختبار وقوع إحداثيات كل ضلع على حدة مع إحداثيات الموقع اليهودي الذي يفترض أن يتواصل إمتداد ذلك الضلع معه، ومن ثم يتم التأكد من وقوع تلك الإحداثيات على خط مستقيم واحد بإستخدام تطبيقات برنامج الحاسب الآلي “AutoCAD”، ومنها يتم التأكد من تواصل إمتدادي ضلعيّ الزاوية الثانية محل الدراسة مع المواقع اليهودية السابقة مع الأخذ في الإعتبار نسبة الخطأ المسموحة بها علمياً.- شكل رقم (9)، شكل رقم (10).
شكل رقم (9) إستخدام برنامج جوجل إرث في عمليات المراجعة المساحية للتأكد من تواصل ضلعي الزاوية الثانية مع المواقع اليهودية |
شكل رقم (10) المراجعة الثانية على خريطة معتمدة بإستخدام برنامج الحاسب الآلي المتخصص أتوكاد |
- المراجعة العلمية الثالثة
وهي أكثر العمليات دقة في تطبيقات علوم الهندسة المساحية، حيث يتم إستخدام وسائل تقنية أحدث وأكثر تتطور من برنامج الحاسب الآلي “جوجل إرث – Google Earth” وهو برنامج “GIS”- Geospatial information systems- وتتم تلك المراجعة على ضلعيّ الزاوية الثانية محل الدراسة وزاوية المدخل الخلفي لمبنى الترميم السالف ذكره.
ليتأكد من خلال تلك المراجعة الأخيرة وبصورة قاطعة تواصل إمتداد ضلعيّ تلكما الزاويتين الشمال شرقي مع موقع “حائط المبكى” في مدينة “القدس” القديمة، وذلك بتحديد إحداثيات نقطتي إرتكاز بنظام “UTM” تتوطن على بداية ومنتصف كل ضلع من تلكما الأضلاع كل واحد على حدة من خلال الصور الواقعية التي تم إلتقاطها بواسطة برنامج الحاسب الآلي “جوجل إرث – Google Earth” وبإستخدام تطبيقاته، ثم تكرار تحديد إحداثيات نقطتين ختاميتين على موقع “حائط المبكي” والتي يفترض أن تكون على إمتداد تلكما الضلعين بذات النظام المساحي والوسائل السابقة.
ومنها يتم توقيعهم على مستوى أفقي والتأكد من وقوع إحداثيات المواقع اليهودية السابق ذكرها على إمتداد إحداثيات أضلاع الزاويتين السابق ذكرهما، وذلك بإستخدام تطبيقات برنامج الحاسب الألي “GIS المتخصص في علوم الهندسة المساحية مع الأخذ في الإعتبار نسبة الخطأ المسموح بها علمياً، وفيما يلي بيان تلك المراجعة بالتفصيل:
- الزاوية الرئيسية لمدخل المتحف المصري الكبير “الزاوية محل الدراسة” (cone2):
أولاً) الإحداثيات داخل موقع المتحف المصري الكبير:
ثانياً) الإحداثيات داخل موقع حائط المبكى اليهودي:
ثالثاً) الإحداثيات داخل موقع مقابر الساتين اليهودية:
ويجد الأشارة أن نسبة الإنحراف بين النقاط الثلاثة الأولى للزاوية محل الدراسة (cone 2) هي (1 دقيقة و24،68 ثانية) وهي نسبة إنحراف ضئيلة جدا وغير مؤثرة.
- الزاوية الأفقية التي تشّكل المدخل الخلفي الذي يصل مبنى الترميم المشيد حالياً كملحق بالمتحف مع المبنى الرئيسي للمتحف المصري الكبير” (cone4):
أولاً) الإحداثيات داخل موقع المتحف المصري الكبير:
ثانياً) الإحداثيات داخل موقع “حائط المبكى” اليهودي:
ويجد الأشارة أن نسبة الإنحراف بين النقاط الثلاثة للزاوية (cone 5) هي (2 دقيقة و55،10 ثانية) وهي نسبة إنحراف ضئيلة جدا وغير مؤثرة.
علاقة عمارة المتحف المصري الكبير باليهود
ومما سبق يتحقق شرط فرضيتنا البحثية بإقرار حقيقة تواصل إمتداد الضلع الشمال شرقي للزاوية الثانية قيد الدراسة مع موقع “حائط المبكى” اليهودي وهيكلهم المقدس في قلب مدينة “القدس” القديمة، ومن ثّم يتأكد صحة تلك الفرضية البحثية والتي تؤكد بدورها على أن مرجعية تصميم تلك الزاوية الثانية تؤول إلى قصد تماثلها مع زاوية “المسيح” في الهيئة والدلالة.
لتكن نتيجة ذلك التماثل عن مسار خروج اليهود الأقدمين من مصر القديمة على غرار ما تكنيّ عنه مثيلتها- زاوية “المسيح”- وذلك بمرجعية ما ورد في صفحتيّ 80 و81 من كتاب “The Great Pyramid Decoded with an introduction to Pyramidology” الصادر من مؤسسة “Artisan sales” في عام 1971م كما أشرنا سلفاً، ومنها يتم تجسيد حدث الخروج اليهودي في عمارة المتحف “المصري الكبير” تجسيداً رمزياً إستناداً على تلك الكناية الرمزية وهو ما يتم ترسيخه في سائر الملامح المعمارية للمتحف “المصري الكبير” على النحو التالي:
1- تم تصميم فراغ بهو المدخل الرئيسي للمتحف عن طريق توطينه داخل حيز الزاوية الثانية السالف ذكرها بحيث يتم تشكيل فراغ هائل داخلها حتى يكوّن بدوره فراغ البهو الرئيسي عن طريق صياغته بواسطة ضلعيّ الزاوية الثانية للفكرة التصميمية السالف عرضها في وسط الكتلة المعمارية للمتحف.
ومن ثّم يجسد ذلك الفراغ المعماري الهائل على هذا النحو صورة رمزية لفالق البحر لحظة إنقسام طوديه إبان عبور “بني إسرائيل” له هروباً من إستعبادهم في مصر القديمة، وما يؤكد ذلك التجسيد الرمزي هو ضيافة تمثال الملك “رعمسيس الثاني” بوصفه فرعون الخروج، وذلك بناءاً على إدعاءات اليهود أنفسهم وتنصيبه داخل الفراغ المعماري السابق ذكره حتى يكمل صورة إتباع فرعون الخروج للمستضعفين من “بني إسرائيل” الهاربين من جبروته وطغيانه.
وجدير بالذكر أن كثير من الإجتهادات البحثية ترجح خروج “بني إسرائيل” من مصر القديمة إبان حكم الملك “رعمسيس الثاني”، وبالتالي أصبح “رعمسيس الثاني” فرعون الخروج الذي إستعبد اليهود الأقدمين مذيقهم سائر أنواع العذاب، وأصحاب هذا الرأي كثيرون منهم “أولبرايت”، “إيسفلت”، “روكسي”، “أونجر” والأب “ديفوو”.
كما تبنى هذا الرأي العديد من الباحثين منهم “فيرمان” ومدام “ديروش نوبلكور” و”لالويت”، وكان أكثرهم تحمساً هي مدام “نوبلكور” فقد ذكرت في مؤلف صدر لها بالفرنسية عام 1976م أن خروج اليهود حدث بين العام العاشر والثامن عشر من حكم الملك “رعمسيس الثاني” وظهر تحت عنوان “Ramses Le Grand” في مؤلف “Desroches-Noblecourt، Paris 1976″، وبعد ما كتبته مدام “نوبلكور” خصصت الباحثة الفرنسية “آن ماري لويرت” في نفس المؤلف السابق، حيث ذكرت أن الخروج حدث في بداية القرن الثالث عشر قبل الميلاد- إبان حكم الملك “رعمسيس الثاني”.
ويتفق هذا الرأي إلى حقيقة مكان معيشة “بني إسرائيل” في أرض “جاسان” وعاصمة “رعمسيس الثاني” الجديدة في الشمال التي تتيح إلتقاط النبي “موسى”- عليه السلام- من النهر، كما تُحقق تسخير “بني إسرائيل” في بناء مدنتي “بر- رعمسيس” و”فيثوم” المذكورتين في “التوراة”، وعلى ما جاء في “التوراة” في إصحاح 12، سفر الخروج 37، والذي يؤكد ذلك كما بالنص الآتي (فإرتحل “بنو إسرائيل” من “بر- رعمسيس” إلى “سكوث” نحو ست مائة ألف ماشٍ من الرجال عدا الأولاد).
كما أشارت “التوارة” في إصحاح 1، سفر الخروج 1، إلى سخرة اليهود الأقدمين في تلكما المدينتين إذ سُرد النص التالي (فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم بأثقالهم فبنوا لفرعون مدينتي مخازن “فيثوم” و”بر- رعمسيس”)، وقد جاء أيضاً في تفسير الكتاب المقدس- صفحة 406- عن مدينة “بر- رعمسيس” أنها مدينة في أخصب منطقة في البلاد.
وهذه المنطقة أسمها أرض “جاسان” التي سكنها “بنو إسرائيل”، حيث بنى “رعمسيس الثاني” هذه المدينة في حدود مصر الشرقية وسماها بأسمه، ومن ثمّ ثقلت موازين تلك الإجتهادات ولقت مستمع لها بل وحازت على ذيوع صيت وإنتشار بالغ في أواسط العموم والجموع خاصة في الثقافة الغربية، إذ عملت آلة الدعاية اليهودية على تأكيد زعم تلك الإدعاءات وإقرار أن الملك “رعمسيس الثاني” هو فرعون الخروج الذي طارد هو وجيشه “بني إسرائيل” إبان حدث خروجهم من مصر القديمة، إلى أن لاقى حتفه غريقاً في اليّم مع جنده ومواكب خيله.- شكل رقم (11).
شكل رقم (11) شكل توضيحي يُبيّن موقع تمثال الملك رمسيس الثاني في قلب الفراغ المعماري الهائل بالبهو الرئيسي للمتحف |
2- تم تنسيق العام للحدائق والمتنزهات الملحقة بالمتحف بحيث تتكون من متنزهات خلف المبنى الرئيسي للمتحف وآخرى أمام واجهته الرئيسية، وقد لُقب أسم “أرض مصر” على الحدائق الخلفية التي تقع داخل حدود الزاوية الثانية السابق ذكرها، حيث تكنيّ تلك المتنزهات الخلفية عن أراضي المملكة المصرية القديمة.
أما المتنزهات الأمامية فقد تم ترصيعها بعصبة كثيفة من النخيل فارع القامة للتعبير عن السبعين نخلة التي سدت جوع وظمأ “بني إسرائيل” فور عبورهم للبحر بعد مسيرة مضنية هروباً من فرعون وجنده، وهنا يجدر الإشارة إلى أن كثافة عصبة النخيل تلك أمام الواجهة الرئيسية للمتحف يؤدي إلى حجب الرؤية عن واجهة المتحف “المصري الكبير” دون أي مسبب وظيفي أو جمالي، بل وإعاقتهم البصرية للمشهد ككل نتيجة ضألة المسافة أمام الكتلة المعمارية للمتحف داخل أرض المشروع وخارجه وذلك نتيجة قلة عرض الطريق الرئيسي الواقع في صدارتها.
لذا باتت الدلالة الرمزية لتلك العصبة من النخيل هي المسبب الوحيد الذي أثر بدوره في صياغتها على هذا النحو كسابقها من العناصر المعمارية للمتحف نفسه، كما يجدر هنا الإشارة أن واجهات المعبد اليهودي في شارع عدلي بوسط القاهرة زخرفت واجهاته بنقش بارز من أربع نخيلات مورفة وذلك تأكيداً للمعنى السابق وبيان أهمية النخيل عند العقيدة اليهودية وإنعكاسها على مفردات التصميم المعماري للأبنية الدينية اليهودية.
3- تم تشكيل واجهتي المتحف الرئيسيتين بواسطة تكرار متتابع لوحدة هندسية مثلثة الشكل تعرف بأسم “مثلث سيربنسكي” مع ملاحظة عدم تقيد بتماثل حجم تلك الوحدات ولكن مع المحافظة على تتطابق هيئتها التشكيلية العامة، حيث تتعاقب تلك الوحدات الهندسية الواحدة تلو الآخرى مع تبادل وضعها الرأسي، فتارة يصبح وضع قاعدتها إلى أسفل وقمتها إلى أعلى ثم يليها وحدة آخرى قاعدتها إلى أعلى وقمتها إلى أسفل ثم يليها وحدة آخرى قاعدتها إلى أسفل وقمتها إلى أعلى وهكذا.
ومن ثم يُكوّن ذلك التشكيل على هذا النحو خط زجزاجي متصل على واجهتي المتحف الرئيسيتين عن طريق القطاعات الإنشائية التي تشيد إطارات تلك الوحدات الهندسية، وهو ذات الخط المستخدم كمخخص رمزي للماء بصورة عامة ولأمواج البحار أو الأنهار بصورة خاصة في الكتابة “الهيروغليفية”، ومنها يجسد تشكيل واجهات المتحف على هذا النحو أمواج البحر الذي أقتحمه اليهود الأقدمين إبان حدث خروجهم من مصر القديمة.
وهو ما يتوافق بدوره مع صياغة فراغ بهو المدخل الرئيسي للمتحف على النحو المذكور سلفاً وتجسيده لفالق ذلك البحر، كما تتأكد تجسيد الكتلة المعمارية للمتحف ككل لذلك البحر وأمواجه العاتية آنذاك عن طريق تصميمها بسقف مقسم على ستة صفوف طولية تحمل بين حدودها الإنشائية طيات منكسرة بإجمالي عدد ثمانية وأربعين طية مثلثة الشكل، وهو عدد ذو دلالة رمزية يؤول إلى سنة إعلان دولة “إسرائيل” في منتصف القرن العشرين، وهنا تجدر الإشارة إلى ان المعتقد الديني اليهود يعد إعلان دولة “إسرائيل” بمثابة إعادة بناء هيكلهم المقدس مماثلاً بذلك حدث خروجهم من مصر القديمة وبناء هيكلهم الأول.
4- تم تصميم مناسيب العناصر المعمارية للمتحف “المصري الكبير” على عدة مستويات أفقية حتى تتماشي مع دلالات كل عنصر من تلك العناصر والتي تجسد بدورها جزء من حدث حروج اليهود الأقدمين من مصر القديمة كما اوضحنا سلفاً، وهو ما أدى إلى تهيئة أرض المشروع ككل وتجهيزها في مرحلة بنائية مستقلة إستغرقت عدة أشهر.
وهى المرحلة الثانية من مراحل التنفيذ فقد تم تسكين المتنزهات الخلفية على أعلى مستوى أفقي للمشروع ككل يعقبها مستوى الكتلة المعمارية للمتحف وطوابقه الداخلية- بعدد أربع طوابق رأسية- ثم أخيراً تأتي متنزهات المتحف الأمامية في أقل مستوى أفقي متماسة مع مستوى الطريق الرئيسي المطل على أرض المشروع.
ومن ثّم ينتقل زائري المتحف من المتنزهات الخلفية إلى داخل البهو الرئيسي للمتحف عن طريق إستخدام درج سلم هائل يهبط بهم من المستوى العلوي إلى المستوى السفلي، وهنا يجدر الإشارة أيضاً تمكن زائري تلك المتنزهات الخلفية من رؤية سقف الكتلة المعمارية للمتحف دون آي عوائق نتيجة ذلك التدرج في المناسيب المعمارية.
وهو ما يؤكد بدوره تجسيد صورة بلاغية لحدث الخروج اليهودي عن طريق سائر عناصر التصميم المعماري للمتحف، حيث يجسد مستوى البهو الرئيسي للمتحف قاع البحر الذي وطأته أقدام اليهود القدامي لحظة هروبهم من فرعون وجنده، أما مستوى المتنزهات الخلفية فتمثل مستوى سطح شواطئ ذلك البحر في أرض مصر القديمة.
5- تشكيل واجهات المتحف بوحدة هندسية مثلثة تعرف بأسم مثلث “سربنسكي- Serpinski” وتشيدها بحجارة تنفذ الضوء يتطابق مع تلك الوحدة الهندسية التي تكنيّ عن النشأة الآلهية الأولى في المعتقدات الدينية اليهودية وتجسده في هيئة شعاع ضوئي.
وهو ما يكنيّ بدوره عن تحول الشعب اليهودي إلى شعب مختار إقتراناً بآلههم، وأرض موعدهم فور خروجهم من مصر القديمة- وهو ماجاء ذكره بالتفصيل في موقع http://www.magdalenecircle.org/studies.html- كما أن وحدة مثلث “سربنسكي- Serpinski” تماثل كوحدة أولية ما يعرف في الفنون الشعبية اليهودية ما يسمى “مفتاح سليمان السادس”، وهو تشكيل زخرفي هندسي يرمز للحماية الآلهية لليهود.- شكل رقم (12)، شكل رقم (13).
شكل رقم (12) شكل توضيحي يُبيّن الواجهة الرئيسية للمتحف المصري الكبير ويظهر التشكيل الزجزاجي المتبع في تشيدها من خلال القوائم الإنشائية المحددة لوحدة المثلث |
شكل رقم (13) شكل توضيحي مفتاح سليمان السادس اليهودية |
6- تتكون واجهتي المتحف من أربعة وأربعين وحدة مثلثة رئيسية ذات هالات ضوئية هائلة نتيجة شفافية حجرراتها وقدرتها على نفاذ الضوء من داخل المتحف إلى الخارج، وهو ما يؤول بالتالي إلى تمثيل الشموع الأربعة والأربعين التي يتم إضاءة شعلتها في شعائر عيد “حانوخه” آي عيد “التدشين”، وذلك تيمناً بحدث ديني قديم مفاده دخول “يهودا الحشموني” إلى مدينة “القدس” وإعادة إقامة شعائرهم الدينية في هيكلهم آنذاك، وهو ما يكني بدوره عن التبارك بهذا العيد كحدث ديني يعبر عن عودة تدشين هيكلهم من جديد وإقامة شعائرهم فيه.
7- يتجسد عن طريق تشييد واجهة المتحف بالقوائم المعدنية تشكيل هندسي واضح للعين المجردة يرسم بدوره حدود النجمة السداسية والتي تؤول رمزيتها إلى شعار الدولة اليهودية، وذلك نتيجة تعاقب مثلثات “سربنسكي- Serpinski” على واجهة المتحف بالنحو السالف ذكره، حيث تظهر جلية للأبصار بجوار طيّة المدخل الرئيسي للمتحف بإرتفاع واجهة المتحف الكلية والتي تقارب الخمسين متراً، كما يعمل على تأكيد ظهور تلك النجمة بصرياً تشكيلها بثلاث وحدات مثلثة رئيسية من وحدات “سربنسكي- Serpinski” وإنحصار تلك الوحدات الثلاثة بين فتحة المدخل الرئيسي والفتحة المجاورة له على اليسار.- شكل رقم (14).
شكل رقم (14) رسم توضيحي يُبيّن كيفية تشكيل النجمة السداسية |
8- يجسد الشريط الزجزاجي المضاء ذو الزوايا الخمسة الذي يشكل الموقع العام للمتحف صورة الحزمة الضوئية التي تكسرت إلى خمس تجليات تسمى “شيفرات هكليم”، وهنا تجدر الإشارة إلى ما ورد في المعتقدات الدينية اليهودية بصدد تلك الشرارة الضوئية، حيث تذهب تلك المعتقدات اليهودية إلى طرح ديني مفاده أن الآله الخالق قد خلق نفسه في صورة حزمة ضوئية ومنها تم تكسير تلك الحزمة الضوئية إلى خمسة تجليات ضوئية تمثل حالة الشتات اليهودي لذا وجب على كل يهودي إعادة تلك التجليات إلى موقع هيكلهم المقدس.
ومن ثم تمثل تلك الحالة النورانية المقدسة ذات الحالة التي خلق منها الشعب اليهودي كشعب مختار فور خروجه من مصر القديمة وبناء هيكلهم الأول، وهنا تجدر الإشارة إلى ان الدراسات المقدمة من المصممين انفسهم بشلأن ذلك الشريط الزجزاجي قد أقرت انه نتج من إنكسار حزمة ضوئية عبر من خلال منشور زجاجي وهو ما جاء بذلك متوافقاً مع الدلالات السابقة بخصوص ذلك الشريط، حيث أن حيود الضوء من خلال منشور يكشف عن تنظيم المعارض الفردية التي تحتل الخطوط البصرية إلى الأهرامات.- شكل رقم (15)، شكل رقم (16).
شكل رقم (15) شكل توضيحي يُبيّن التقسيم السداسي المتبع في تشيد الكتلة المعمارية للمتحف المصري الكبير |
شكل رقم (16) شكل توضيحي يُبيّن الخط الزجزاجي الخاص بمجرى متنزه النيل ويظهر تحديده للموقع العام للمتحف المصري الكبير |
9- جاء التقسيم السداسي لفراغات العرض مع درج السلم الهائل لتمثل جدرانه الفاصلة وعددهم سبعة جدار أصابع شمعدان “المينوراه” السبعة والذي يكنيّ بدوره في المعتقدات الدينية اليهودية عن الحماية الآلهية لليهود القدامي لحظة هروبهم من بطش فرعون وخروجهم من مصر القديمة آنذاك، وهو ماجاء متوافقاً مع ما سلف، كما جاءت نسبة قياس عرض الكتلة الرئيسية للمتحف إلى طولها تساوي 1 : 3 وهي ذات النسبة التي كان الهيكل الأول لليهود قد أقيم عليها.
الخاتمة
ومما سبق يتأكد لنا أن عمارة المتحف المصري الكبير قد جاءت متناقضة مع الأهداف القومية الثقافية للأمة المصرية، حيث تجسد كما أسلفنا حدث خروج اليهود الأقدمين من مصر القديمة عقب سخرتهم في بناء أساطين الحضارة المصرية القديمة- بناء على المزاعم اليهودية- وعلى رأسهم هرم “خوفو” الأكبر، وذلك إستناداً على المرجعيات السالف ذكرها.
وهو ما جاء مخالفاً جملة وتفصيلاً مع ما يعرضه المتحف بل وجاء عدائياً ومخاصماً للحقائق التاريخية والأثرية، وعليها تتشوه الرسالة الثقافية للمتحف إستناداً على ما سبق من تحريف في رمزية عمارته بوصفها أحد أهم عناصر المنظومة المتحفية التي سبق وأن أشرنا إليها سلفاً.