كنيسة أبى سرجة تقع هذه الكنيسة فى وسط الحصن الرومانى تقريباً، وقد إختلف العلماء حول تأريخ هذة الكنيسة، فقد ترجع إلى أواخر القرن الرابع أو الخامس الميلادى تقريباً. وقد نالت هذة الكنيسة على جانب كبير من الأهمية بين الكنائس القبطية لإرتباطهما برحلة العائلة المقدسة.
وإتخذت الكنيسة تسميتها على إسم قديسين لهم شهرة كبيرة فى تاريخ الإستشهاد الدينى المسيحى فى أوائل القرن الرابع الميلادى، وهما القديسان “سرجيوس وواخيس” اللذان أستشهدا بجهة الرصافة بسوريا، وهذا بسبب إعتناقهما للدين المسيحى فى فترة الإمبراطور الرومانى مسكيمانوس.
ويقول المقريزى أن كنيسة أبى سرجة بها مغارة يقال أن المسيح وأمه مريم عليهما السلام جلسا بها، وهذه الكنيسة قد تعرضت للتلف، وهذا بسبب النيران التى إشتعلت فى مدينة الفسطاط فى أواخر العصر الأموى، وأيضاً أصابت مبانى مدينة الفسطاط بأضرار كبيرة، وقد تم تجديدها فى خلافة هارون الرشيد.
وقد تنتمي كنيسة أبى سرجة إلى طراز الكنائس البازيلكية، التى تتكون من ثلاثة أجزاء وهما:- دهليز، مدخل، صحن، ويوجد ثلاثة هياكل أسفلها مغارة وقد تتميز بعناصر معمارية وفنية منفردة، قد تعكس روح عمارة الكنائس القبطية فى مصر كالأنبل والمغطس، والمعمودية، والأحجبة المطعمة، وزخارفها ذات الطابع الدينى التى تزين قبابها وجدرانها.
وصف كنيسة أبى سرجة من الداخل
يتم الهبوط لهذه الكنيسة بواسطة درجتين من السلالم الحجرية التى تؤدى إلى الرواق المستعرض الذى يمتد من الشمال إلى الجنوب، الذى يغطى بسقف خشبى، وينتهى فى الناحية الشمالية بحنية كبيرة مجوفة مضافة حديثاً إلى البناء.
يقسم الكنيسة إلى الشرق صفان من البائكات، وإلى ثلاثة أروقة رأسية، والأوسط يكون أكثرها إتساعاً حيث يبلغ سعته حوالى (60,8م)، بينما الرواق الشمالى (3,80م)، ويتقدم الرواق الأوسط بائكة من دعامتين كبيرتين على شكل صليبى، تحصران بينهما عمودان من الرخام، ويعلوها تيجان كورنثية الطراز، ويربط تيجان هذا الأعمدة مع الدعامات عارضة خشبية سميكة، عليها بقايا زخارف من رسوم زيتية ويقوم فوق هذة العارضة ثلاثة عقود صغيرة مدببة الشكل.
تتكون كل بائكة من بائكات بازيلكية الكنيسة من صف من الأعمدة ويبلغ عدده خمسة أعمدة ذات تيجان كورنثية الطراز، حيث تربطها عارضة خشبية، ويقوم فوقها عقود البائكة وتكون عددها ستة عقود صغيرة مدببة فى کل ناحية، حتى أصبح عدد هذه الكنيسة إثنى عشر عموداً منها عشرة أعمدة من الرخام، وعمود من الحجر والأخير من حجر الجرانيت، ويوجد على بعض أبدان هذة الأعمدة بقايا من زخارف الفريسكو.