قبل ان نتناول الحديث عن الدواوين وديوان الخراج فى الحضارة الاسلامية يجب ان ننوه بتعريفهم كالآتي:
تعريف الدواوين
اول من وضع الدواوين هو عمر بن الخطاب، وتعتبر سجلات الديوان اول احصاء اجتماعى دقيق لأن فيه تفصيلا لأحوال المجتمع رجاله ونسائه، وذكر قبائل العرب وعدد كل قبيلة بالتفصيل.
ديوان الخراج
الخراج مشتقة من الكلمة الارامية هلاك ومعناها الضريبة وكانت موارده متعددة وأهمها خراج الأرض والجزية والعشور والأرض الخراجية هى التى استولى عليها الفاتحون عنوة أو صلحا وبقيت فى يد أصحابها أنهم يتصرفون فى غلاتها وينتفعون بها ولكن عليهم إن يدافعوا عنها الخراج ولا يرفع عنها الخراج لو اسلموا بعد ذلك.
وكانت هذه الأرض تسجل فى سجل خاص وكل إقليم من أقاليم الدولة ديوان خاص يجمع هذا الخراج إلى جانب أراضى يدفع عنها ضريبة العشر وهى الأراضي التى أسلم أربابها بدون قتال والاراضى التى امتلكها المسلمون عنوة وجرى تقسيمها بينهم والأراضي التى أستأنف المسلمون أحياءها.
وكانت أراضى العشر تعتبر ملكية خاصة يتصرف فيها صاحبها بالبيع والشراء، ودفع الضريبة على الأرض كان نظاما معمولا به عند الفرس والروم قبل قيام الدولة الإسلامية ولهذا ظلت لغة الديوان على ماكانت عليه قبل الفتح حتى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان الذى أمر بتعريبها فعربت فى الشام وفارس وكانت الدواوين فى مصر تدون باللغة القبطية ولم تدون بالعربية إلا فى عام 87هـ فى عهد عبد الله بن عبد الملك الذى ولاه “الوليد بن عبد الملك” على مصر.
وظيفة صاحب الخراج
كانت وظيفة صاحب الخراج من كبرى وظائف الدولة وهى أشبه بوظيفة وزير الخزانة فى عهدنا الحاضر فهو يشرف على جباية الخراج ويصرف منها على الجند وعلى مرافق الدولة ثم يرسل الفائض إلى بيت مال المسلمين يتصرف فيه الخليفة كيفما يشاء.
ولأهمية هذه الوظيفة كان الخليفة أو الوزير المفوض عنه هو الذى يعين صاحب الخراج، وكان مستقلا تماما عن الوالى شأنه فى ذلك شأن القاضى بهدف عدم تمرد الوالى أو استقلاله بإقليمه الذى يحكمه، وكان هناك صفات يجب توافرها فى فيمن يوكل إليه أمر الخراج فيجب ان يكون فقيها عالما مشاورا لأهل الرأي عفيفا لايطمع فى أموال الدولة ولا يخاف فى الله لومة لائم.
وقد تدفقت الأموال الكثيرة على ديوان الخراج بسبب أن الدولة الإسلامية فى آخر أيام الأمويين امتدت امتدادا هائلا من حدود الصين شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا ومن السودان جنوبا حتى جنوب الاتحاد السوفيتي شمالا شاملة أخصب البقاع المستثمرة حيث كانت تمسح الأراضي المزروعة بذراع وهو مقياس للأرض.
الدواوين والخراج في العهد العباسي
أما فى العهد العباسى فقد زاد اهتمام العباسين بالخراج واشرف المنصور على الموارد المالية إشرافا دقيقا فجعل ديوان الخراج فى بغداد بعد ان كان فى دمشق له الأشراف على جميع دواوين الخراج فى كافة الأمصار فكانت تأتيه صوافى خراج الأقاليم وغيرها من موارد المال وقد تدفقت الأموال الكثيرة على هذا الديوان – ديوان الخراج – بسب ان الدولة الإسلامية فى آخر أيام الأمويين امتدت امتدادا هائلا من حدود الصين شرقا حتى المحيط الأطلسى غربا يضاف إليه توسط بلاد الإسلام لشرايين التجارة العالمية بين المشرق والمغرب جعل مال التجارة يتدفق على بغداد وظهر نجاح المنصور فى جمع الأموال مما تركه من ثروة لأبنه بلغت 960 مليون درهم.
ونظر لاهتمام خلفاء بنى العباس بالخراج فقد كلف الخليفة هارون الرشيد أبى يوسف بوضع كتاب عن الخراج فوضع أبى يوسف كتاب عن الخراج ويتحدث فيه عن أمور الدولة المالية من واقع وثائق الدولة ودفاترها كما تحدث فيه عن الفيء والخراج و القطائع وكل موارد الخراج محددا نصابها.