كسوة الكعبة الشريفه قبل تناولها يجب العلم ان الكعبة الشريفة هى من أهم الاماكن المقدسه الاسلاميه لدينا ولا تكتمل رحلة الحجاج الا بزيارة الكعبه الشريفه والطواف حولها.
ما هى كسوة الكعبة
تغطى الكعبه بكسوة من الحرير مخطوطه بأيات قرأنيه وخيوط معدنيه بها دقه فى الاتقان وتعبر عن الروحانيه ويتم تغيير هذه الكسوه سنويا فى احتفال مهيب وتنتج هذه الكسوه من الحرير الخالص المصبوغ، ونقشت عليه (لا اله الا الله محمدا رسول الله جل جلاله سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ياحنان يامنان).
ومن بداية الدوله الفاطميه حتى عام 1963 كانوا يصنعون الكسوه ويرسلوها الى مكه فى احتفال عظيم وكانت تصنع فى مصر فى دار الكسوه فى حى الخرنفش متفرع من شارع المعز الذى به متحف النسيج الذى كان اصله سبيل محمد على الكبير لكن القائمين على السبيل نجحوا ان يحولوه الى متحف نسيج رائع والذى نجد به كسوه للكعبه رائعه الجمال.
يصل إرتفاع الثوب حوالى 14م، بثلثه العلوى يوجد حزام الكسوه يبلغ عرضه حوالى 95 سم كتبت عليه آيات قرآنيه مختلفه بالخط الثلث المركب يحاط بإطار مزخرف بزخارف اسلاميه، والحزام مطرز بالبارز بسلك فضى مطلى بالذهب واول من كسا الكعبه فى العصر الاسلامى هو نبي الإسلام رسولنا الكريم محمد عليه افضل الصلاة والسلام كساها بثيابا يمنيه وصرف عليها من بيت المسلمين.
تصنيع الكسوة
صنعت الكسوة بقريه تونه من اعمال تنيس، وكانت كسوه لهارون الرشيدى من قباطى مصر مكتوب عليها (بسم الله بركه من الله للخليفه الرشيد عبد الله هارون امير لمؤمنين اكرمه الله) وحرص الخلفاء الراشدين على اتباع نهج محمد صلى الله عليه وسلم فى ارسال الكسوه الى الكعبه ابتداءً من سيدنا ابو بكر الصديق والخليفه عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
وكانت الكسوه فى ذلك الوقت تصنع من نسيج القباطى المصرى وهو نوع من النسيج كان يصنع فى مصر وكان لونه ابيض حرير خفيف ويصبغوه باللون الاسود وكانت تستبدل كل سنه، والقديمه كانوا يفرقوها على الحجاج وكانوا يصرفون عليها من بيت المال واستمر هذا الوضع حتى جاء عثمان بن عفان رضى الله عنه وقام بتغيير شئ بسيط وهوه انه لم يفرق الكسوه القديمه على الحجاج بل قام ببيعها وتوزيع اموالها على الناس لوجه الله تعالى، وعلى الارتفاع نفسه وتحت الحزام يوجد 6 ايات من القرأن الكريم يفصل بينهم شكل قنديل كتب عليه (ياحى ياقيوم او يارحمن يارحيم او الحمد لله رب العالمين).
اما فى عهد الخليفه معاويه بن ابى سفيان كان يكسو الكعبه مرتان كل عام المرة الأولى بحلول نهاية شهر رمضان وكان يكسوها من نسيج القباطى وأما فى المرة الثانية من الدباج فى 10 من محرم وبطنت الكسوه بقماش خام مقوى مكون من خمسة قطع اربعة قطع لأوجه الكعبه والخامسه هى ستارة الباب.
وقام العباسيون بدور كبير فى تطريز كسوه الكعبه وكانوا يصنعونها فى دار السلام المعروفه ببغداد حاليا وكانوا يصنعونها من الدباج الاحمر والقماش الابيض القباطى والدباج الابيض والحرير الفاخر وخاصتا فى ايام قوة الدولة العباسيه وقوه خلفائها.
اما فى عهد المماليك اهتموا بالكسوه وخصصوا لها دار (دار الكسوه) وفى عهد السلطان الظاهر بيبرس قامت مشاده جامده بين السلطان الظاهر بيبرس وبين ملك اليمن لان ملك اليمن كان يريد ان يقدم كسوة الكعبه لكن الظاهر بيبرس اصر ان يقدمها هوه وهذه المشاده كادت ان تصل الى الحرب وبالنهايه الذى قدم الكسوه هو الظاهر بيبرس.
وبحلول عام 1962 بدأت أرض الحجاز بتصنيع كسوة الكعبه حيث رفضت السعودية إستلام آخر كسوة للكعبة من مصر، فقد قام الملك عبد العزيز أل سعود بتكليف ابنه الأمير فيصل بإنشاء مصنع كسوة للكعبة فأنشأ مصنع أجيال كأول مصنع سعودى لكسوة الكعبه.
وفى النهايه رأينا اجمل نسيج فى مصر مصنوع من الحرير بكتابات قرانيه وخطوط معدنيه رائعة ومازال بداخلنا الحنين الذى يجعلنا فى إشتياق لروعه الكعبه ولجبل عرفات ولرمى الجمرات ونقول يارب اوعدنا بزيارة البيت الحرام.