سياسة الملك قمبيز الذى هزم الجيش المصري القديم في مرقعة بلزيوم. وبعدها تقدم الفرس للاستيلاء على مدينة سايس، وقد ساعدهم في ذلك أيضا القائد البحري وقائد الأسطول “وجا حر رسنت” والذي يعد موظف كبير في الدوله المصريه ان ذاك عده الاغلبيه خائنا وعده القله حكيم في التعامل مع الامر الواقع وهو الاحتلال الفارسي لمصر.
استولى قمبيز على هليوبوليس. وهرب بسماتيك اخر ملوك الاسره 26 إلى منف واعتصم فيها ولكن قمبيز نجح في الاستيلاء عليها. وركب قمبيز النيل حتى مدينة طيبة واستولى عليها أيضاً وبذلك بدأت الأسرة السابعة والعشرين والحكم الفارسي لمصر.
سياسة الملك قمبيز وبداية الأسرة 27
وقد بدأ مانيتون المؤرخ الشهير هذه الأسرة بالملك قمبيز عندما توج ملكاً على مصر في عام 525 ق.م. وبلغ من تقدير قمبيز بهذه البلد التي فتحها أن أقام فيها ثلاث سنوات. وتأثر قمبيز بثراء وثقافة مصر وشعر بالفخر عندما رأى نفسه متوجاً كملك على الطريقة المصرية ويحمل الألقاب التي كان يحملها فراعنة مصر.
ولكن للأسف لم تسلم مصر في بداية الغزو من تخريب ونهب ولم تسلم المعابد أيضا فتخرب أغلبها وانقصت مخصصاتها إلي النصف وعسكر فيها جنود الاحتلال من كل ملة. ولكن نرى بعد ذلك أن قمبيز حاول الحد من أساليب النهب والسلب التي اتبعها الجيش الفارسي وقاست فيها البلاد.
حملات الملك قمبيز
وبعد فترة رغب قمبيز في إخضاع الغرب والجنوب وخطط لثلاثة مشاريع بائت جميعها بالفشل. فنجد أن أراد أن يغرق قرطاج (تونس) الفينيقية الأصل التي تحتل شهرة تجارية واسعة وأراد أن يستعين بالأسطول الفينيقي على فتحها ولكن لم يجد الاستجابة من أولاد عمهم الفينيقية.
ففشلت هذه الحملة أما الحملة الثانية فكانت على الواحات البحرية بهدم معبد آمون في سيرة الذي كانت شهرته عالمية في التنبؤ والذي تنبأ كهنته بسوء عاقبة قمبيز فاراد قتل الكهنة وهدم المعبد وقامت هذه الرحلة من طيبة ووصل جيش قمبيز إلى سيوة بعد مسيرة سبعة أيام وكان عدد الجيش مايقرب من خمسين ألف مقاتل ولكن العواصف الرملية قد أهلكت الجيش ولم نري له اثر الي يومنا هذا.
أما الرحلة الثالثة فكانت نحو الجنوب وذلك للسيطرة على مناجم الذهب في النوبة. فأرسل بعض الرجال للتجسس علي الشعوب التي تسكن في مملكة نباتا فذكروا أشياء عجيبة عن هذه الشعوب تقول فيها أنهم يعمرون طويلاً وكان ملكهم أطول رجل من رجال المملكة وأن الأسرى يوثقون بسلاسل من الذهب بدلا من البرونز الذي كان نادراً.
وقد وصل هؤلاء الرسل إلى ملك نباتا محملين بالهدايا ولكن ملك نباتا ردهم وقال لهم لقد أتيتم للاستيلاء على بلاد إن ملككم ملك ظالم لقد أخذ أرضه واستعبد شعباً إنكم ما جئتم أصدقاء لقد جئتم للتجسس علينا.وقيل أن ملك نباتا تناول قوسا كبيرة وقام بنزعها وناولهم إياها وهو يقول “إذا استطعتم أن تنزعوا مثلى قوساً كهذا فأقدموا على قتالنا”.
وضاق قمبيز ذرعا بهذه الأنباء فاتجه على رأس جيشه صوب نباتا حتى وصل إلى الشلال الأول وأذا بالتعب يحل بجيشه وأضربهم الجوع حتى يقال أنهم كانوا يقتلون بعضهم البعض ليقتاتوا ويسدوا رمقهم بالجثث . وأدرك قمبيز فشل رحلته هذه فعاد إلى مصر.
فشل سياسة الملك قمبيز
وبعد هذا الفشل الذريع بدأ قمبيز يفقد صوابه وبدأ يعامل المصريون معاملة قاسية ويقال أنه أصيب بلوثة عقلية ويقال أنه عندما عاد من حملته في نباتا إلى منف وجد المصريون يحتفلون بمولد عجل أبيس جديد فظنها قمبيز أنها فرحة الشماتة به فقام بقتل الكهنه وطعن العجل أبيس بخنجره وأمر بإخراج جعبة الملك أمازيس (أحمس الثانى) حبيب شعبه وقام بإحراقها.
ويقص علينا (وجا حر سنت) كيف كان معاملة قمبيز للمصريين قبل فشله في حملاته فقد شكا لجلالته عن أن إقامة الأجانب في معبد الإله نبت في سايس فأصدر جلالته امرا بإخلاء المعبد منهم كما أمر بإخلاء منازل جنود الفرس حول المعبد وهدمها وقام بتطهير المعبد وأعاد موظفيه وكهنته وزار قمبيز هذا المعبد بنفسه. هذا كان حال قمبيز قبل فشل مشروعاته ولكن بعد ذلك مثل بالمصريين تمثيلاً قاسياً.
ويقول هيرودوت أن الرجل جن لأنه أيضا سمع بأن هناك مؤامرة في فارس للاستيلاء على عرشه فسارع بالعودة إلى بلده. وهنا أيضاً كان للانتقام الإلهي الذي تنبأ به كهنة آمون في سيوة “بأنه سوف يصادف مصيراً سيئاً” لقيه. فحدث في خلال سفره في سوريا أن وخز نفسه بسلاحه في فخذه وفى موضع مماثل الذي طعن فيه العجل أبيس المقدس فتسمم الجرح وأودى بحياته. وقاد ثورة في فارس للاستيلاء على العرش وذلك بعد أن قتل قمبيز أخاه وزوجته ولكن هب أحد رجال البيت الأكمينى يسمى دارا لتخليص فارس من شر الفتنة فتصدى لها وأخمدها وتولى العرش من بعده.
ما قاله هيرودوت عن قمبيز
جاء في أخبار هيردوت عن قمبيز أنه كان جباراً قاسيا ملحداً، وانه قام بقتل العجل أبيس. ويقال ان قبل هذه الحوادث التي المت به كان عطوفا جدا تجاه الديانه المصريه محاولا استماله الكهنه والشعب المصري ففى السنة السادسة (عام 524) حينما كان قمبيز ملكا علي مصر مات العجل المقدس. وولد العجل أبيس التالي وعاش حتى السنة الرابعة من حكم داريوس. وعلى أحد التوابيت التي كشفت في السرابيوم الخاص بعجول أبيس بممفيس وجد نقش على غطاء هذا التابوت المصنوع من الجرايت الأشهب النص التالى
“حورس، سماتوى، ملك مصر العليا والسفلى، مس توي رع ،ابن رع، قمبيز، ليته يعيش؟ إلى الأبد، صنع لوالده أبيس أوزوريس، تابوتا كبيرا من الجرانيت، الذى كرسه من أجله ملك مصر العليا والسفلي، مس توي رع، ابن رع، قمبيز مانح الحياة كلها، والثبات كله، والنجاح كله، والعافية كلها، والسعادة كلها، وقد توج ملكا على مصر العليا والسفلى إلى الأبد”.
وهذا النص صورة طبق الأصل مما كان يتبع في مصر نحو هذا العجل المقدس من جانب فراعنة مصر السابقين. وقد مثل قمبيز على اللوحة على طريقة الفراعنة، فقد حليت جبهته بالصل وقد خر راكعا أمام عجل أبيس. وقد حدثنا النص والنقوش التي على اللوحة كيف جيء بمومياء العجل في مقرها الأخير الذي أعده له ملك مصر العليا والسفلى سليل رع، وذلك بعد القيام بجميع المراسيم الخاصة بتحنيط العجل وكلف بعض الناس بتجهيز الأقمشة الخاصة بكفنه، وآخرون أحضروا تمائم، وكل الأشياء القيمة من أجل مومياء العجل أبيس.
كل ذلك قد تم بأوامر صادرة من قمبيز. وفى السنة السادسة من حكم قمبيز، قام حاكم قفط الفارسي بالإشراف على بعثة إلى الصحراء الشرقية في محاجر وادى الحمامات وذلك لقطع حجارة من أجل ترميم بعض دور العبادة منها مقر العجل ابيس.