برز الجيش الاشوري خلال الالفين الثاني والاول قبل الميلاد بـ آلات وأدوات وأسلحة الحرب فقد كان بحق من اقوى الجيوش خلال التاريخ القديم حسب ما اثبتت المصادر من اخبار لانتصاراته على جيوش ممالك الشرق الادنى القديم.
فصارت المملكة الاشورية تمتد بنفوذها من البحر المتوسط غرباً حتى الخليج العربي جنوباً. فكسب الجندي الاشوري سمعة قتالية عالية بفضل آلات وأدوات وأسلحة الحرب المتطورة والتقنية العسكرية. فضلاً عن الخبرات التي امتاز بيها قاداته من الملوك وكبار شخصيات الجيش انذاك.
وكانت قيادات الجيش تكون تحت امرة الملك الاشوري نفسه حسب ما ورد في نصوص الحوليات الملكية لبلاد اشور. والتي يتباهى فيها كاتب الملك بان سيده قد خرج من احدى العواصم الاشورية. وذلك بعد ان نظم قواته العسكرية وكسب تأيد معبوداته فشبه نفسه كـ اسد او ثور هائج. ولم ينتظر جيشه كما انه قد وصف لنا الطرق الصعبة التي سلكها لبوغ هدفه المنشود. وقد يتولى قيادة المعسكر الاشوري احد الضباط بامر ملكي وغالباً ما تكون تحت امرة التورتانو (Tartanu).
التقنيات العسكرية الآشورية
اما مصادر معلوماتنا عن الجيش والتسليح الاشوري فقد كانت من مصدريين هما:
أولاً: النصوص المسمارية التي تناولت التاريخ العسكري، وما يتضمنه من اخبار وانتصارات تحققت في ساحات القتال على اغلب مدن وممالك العالم القديم.
ثانياً: المشاهد الفنية التي تصور مشاهد الحرب في بيئات مختلفة كالاهوار والمناطق الجبلية والسهلية مما يعكس امكانية الجندي الاشوري في القتال واحراز النصر رغم كل الظروف البيئية القاسية.
المشاهد الفنية التي تصور مشاهد الحرب |
أصناف الجيش الآشوري
اما بخصوص أصناف الجيش الاشوري فكانت كالاتي:
- الصنوف المقاتلة:
وهي المشاة، الخيالة الفرسان.
- الصنوف البحرية:
فاستخدام الاشوريين الاسطول البحري بعد ان جلب سنحاريب البحارة الفينقيون. وبنوا له السفن واستفاد من خبراتهم الملاحية في حروبة مع العيلاميين.
- الصنوف الساندة:
ومهمتها هي العمل على توفير كافة المستلزمات والخدمات الضرورية للصنوف المقاتلة وتضم الأستخبارات العسكرية ومهمتها تقديم المعلومات عن تحركات جيوش الأعداء والمهندسون المختصون بالهندسة العسكرية ومهمتهم هي تسهيل مرور الجيوش الآشورية عن طريق فتح الطرق ونصب القناطر للجيوش وكثيراً ما ورد ذكرهم في كتابات الملوك الاشوريين.
- الفرق الموسيقية:
وهى لرفع معنويات الجنود الاشوريين في ساحات المعارك، والفنانون الذين كانوا يرافقون الحملات العسكرية وتصوير احداثها بالمنحوتات البارزة بدليل تنفيذها في اغلب مدن العالم القديم وعند مصبات مياه الانهار كما فعل الملك شلمنصر الثالث، والوحدات الطبية ومهمتها تقديم الإرشادات الصحية وإسعاف الجرحى، وكذلك وجود نظام بريدي متطور مهمته إيصال الاوامر الملكية مابين الملك وقادته العسكريين.
البحرية في العصر الآشوري |
آلات وأدوات وأسلحة الحرب الآشورية
تنوعت الاسلحة الاشورية لتشتمل على:
الأسلحة الخفيفة منها (الرمح، الحربة، الفاس، القوس).
الأسلحة الثقيلة منها العربات، الكبش (الدبابة) وهي آلة تضم برجين أحدهما مفتوح وعليه جنديان من رماة السهام والآخر مغطى بواقية للرأس يحتوي من الأعلى على عدد من المزاغل. ويعتقد انه استخدم للمراقبة وكان يدفع الاكباش عدد من الجند من الخلف.
فضلاً عن الأسلحة التي أسهمت بحماية الجندي الاشوري كالخوذ التي يرتديها الجندي لحماية الراس والدروع لحماية الاجسام والبروج والاحبال لتسلق اسوار المدن عند حصارها وغيرها من الاسلحة.
ومما لاشك فيه أن الملوك الآشوريين قد اهتموا كثيراً بالجيش عن طريق تقوية دفاعاته وتسليحه ولاسيما بعد استخدام الحديد في صناعة الأسلحة، كما إنهم استفادوا من توفر الحجر في بلاد آشور في تطوير الآت الحصار كما طوروا الدبابة الآشورية، وأدخلوا السلالم ضمن التجهيزات العسكرية بهدف التسلق إلى أعالي الأسوار.
المصادر عن آلات وأدوات وأسلحة الحرب
- باقر، طة، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، جـ1، الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين، ط2، (بغداد، 1986).
- حبيب، طالب منعم، سنحاريب سيرته ومنجزاته (704-681 ق.م)، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة الى كلية الاداب جامعة بغداد، 1986.
- الحديدي، احمد زيدان خلف صالح، الملك الاشوري تجلاتيليزر الثالث (745-727 ق.م)، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة الى كلية الاداب جامعة الموصل 2001.
- الراوي، فاروق ناصر ، التعبئة وأساليب القتال في الجيش الاشوري، الجيش والسلاح ، ج2 ، بغداد ، 1988.
- الراوي، فاروق ناصر، “من مشاهير القادة الاشوريين”، الجيش والسلاح،جـ1، (بغداد، 1988).
- الراوي، فاروق ناصر دراسات في التصنيع والفكر العسكري الاشوري، مجلة المورخ العربي، العددان 41-42، السنة 16، 1990.
- عبدالله يوسف خلف، الجيش والسلاح في العهد الاشوري 911-612 ق.م ،ط1، (بغداد، 1977).
- عبد الله يوسف خلف، صناعة الاسلحة الاشورية ومصادر المواد الاولية، موسوعة الجيش والسلاح، ج2، (بغداد، 1988).
- علي، قاسم محمد، سرجون الاشوري (721-705 ق.م)، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة الى كلية الاداب جامعة بغداد، 1983.
- ساكز، هاري، قوة اشور، (لندن، 1984) ترجمة عامر سليمان، (بغداد، 1999).
- الدوري، رياض عبد الرحمن امين ، اشور بانيبال سيرته ومنجزاته، (بغداد، 2001).
- Grayson, A.K., The Royal Inscriptions of Mesopotamia Assyrian Periods , Vol 2,3: Assyrian Rulers of the Early First Millennium B.C. I (1114-859 B.C), II, (858-745), (Toronto, 1991-1992).
- Johns, C.H.W., Ancient Assyria, (London,1912).
- Luckeubill, D.D., The Annals of Sennachrib, (Chicago,1923).
- Luckeubill, D.D., Ancient Records of Assyria and Babylonian, Vol I,II, (New York, 1926-1927).
- Olmsted, A.T., History of Assyria, (London, 1952).
- Strommenger, E., The Art of Mesopotamia, (London, 1964).
- Tadmor, H., The Inscriptions of Tiglath-Pileser III King of Assyria, (Jerusalem, 1994).