يقع معبد الإله بعل فى تدمر في الحي الشمالي من المدينة وبُني المعبد في عام 32م على أنقاض آخر مبني بالطين. واكتمل بناؤه في القرن الثاني الميلادي. وكُرّس للإله بعل، ويرحبول رب الشمس، وعجلبول رب القمر.
وكان معبد الإله بعل فى تدمر مقرّاً لمجمع الأرباب التدمريين. وهو إله بابلي اوأكادي الأصل، وهو رب الأرباب سيد القدر الذي يقود العالم وإله الخصب والنماء والنبع، الرحمن الرحيم، الذي بورك اسمه إلى الأبد، مثل جوبيتر الروماني، مردوخ، كبير آلهة بابل وزيوس اليوناني، وبعلشمين لدى الكنعانيين وحدد الآرامي الا انه دائما ما كان تصويره علي هيئه فتي امرد وليس رجل ملتحي هو امر مميز في تدمر.
معبد الإله بعل
يعتقد ان الربه العربيه اللات ربه الحرب هي شريكته في المعبد ولكن الامر غير مؤكد لان تمثال الانثي مقطوع الراس فهناك اراء ترجعه الي عشتار والاغلب للات ونلاحظ انه قليلاً ما فسحت الديانة التدمرية مكانة للإلهات، والوحيدة بينهن التي تأكدت شخصيتها بصورة واضحة، هي اللات، الإلهة المحاربة عند العرب. اللات، بالرغم من ذلك، فهي لم تكن القرينة الرسمية لبعل.
اللات هي للأسف إلهة غير معروفة الاسم، مقطوعة الرأس واسم عشتار يرد ايضا ضمن النص ولكن نجهل الامر حيث ان عشتار ايضا كانت عبادتها مشهورة في تدمر. والإله بعل ذو طبيعة فلكية، وانتقل الي الفينقين. المعبد تهدّم في الحرب بين التدمريين والرومان عام 272م.
وفي ثورة التدمريين عام 273م وله هندسه سوريّة محضة حيث بُني هذا المعبد فوق تل اصطناعي على أنقاض معبد بقي القليل من حجارته والبناء تم على مراحل خلال عهد الإمبراطور الروماني أوغستين ثم سلفه تيبيريوس ثم استبدل الأساس المدرّج بآخر غير مدرّج وبُنيت فيه غرفة المائدة وبعض الأروقة ومدفن عميق.
صورة الاله بعل |
وهناك كتابة يونانية وُجدت على رف عمود رُمم به الرواق الغربي تعود إلى 257م، وانتهى البناء في عهد ملك تدمر أذينه. وبُني الهيكل عام 130م بعد زيارة الإمبراطور هادريان ذكر أن “مالئ بن يرحاي” وهو الذي نظم استقبال الإمبراطور هادريان عام 129م. وقد أقام هذا الحرم لبعل “سيد السماء وإله المطر والخصب في تدمر.
وقد انتهى البناء في عهد “أذينة” ملك تدمر هنالك كتابة أخرى باللغة اليونانية تشاهد في الرواق الغربي على حاملة تمثال تشير إلى أن نقابة صانعي الذهب والفضة في المدينة قد أقامت تمثالاً لأذينة ملك تدمر عام 258 م. وهنالك كتابة أخرى باللغة التدمرية منقوشة على أحد أعمدة الرواق الشمالي من الباحة الجنوبية تدل على أن الأروقة بُنيت عام 149م على نفقة مالئ ابن يرحاي شيخ قبيلة بني معزين التي لعبت دوراً هاماً في بناء هذا المعبد بشكل خاص وفي تاريخ المدينة عموماً.
شكل المعبد
يوجد أمام مدخل الحرم مذبح (وهو من بقايا المعبد الأقدم) نُقشت عليه كتابة باللغتين اليونانية والتدمرية تعود للعام 115م وهي مكرسة لرب السماوات. أقدم الكتابات المكتشفة في المعبد فهي تعود لعام 23م وقد نقشت على عمود يخص المعبد القديم، وهي محفوظة حالياً في متحف تدمر. ويستدل من معظم الكتابات الموجودة في المعبد على الدور الهام الذي لعبته قبيلة “بني معزين” التدمرية في بناء المعبد ومنشآته والتبرع له».
هناك كتله على وجهها الأمامي نقش بارز للإله ملكبل رب الفصول والمواسم، وإله القمر عجلبول في لباس محارب روماني من الأعلى، ومن الأسفل فهو فارسي الزي، وذلك لتأثر التدمريين بالرومان والفرس معاً. خلفه يوجد هلال. وعلى المذبح توجد رمانة وأجاصة وثمرتي أناناس وعلى الوجه الخلفي للكتلة الحجرية، يوجد نقش محاربين بلباس روماني، يراقبون الصراع بين الحصان والحية أي بين الخير والشر. والإله بل يدوس يقدمه على تنين. وهو تصوير استمر حتي المسيحيه ووجد في اغلب حضارات العالم القديم.
وتوجد كتلة أخرى، نُقش على وجه منها موكب ديني تتقدمه وتتبعه مجموعة من النساء وجمل يحمل تمثال الإله بعل، وسار الحجّاج أمامه مع أضاحيهم التي كان يقام بها وليمه هامه لها طقوس دينيه يقوم عليها الكهنه الذين تصوروا اما بقبعات او حليقي الراس وحملوا اسم مرزح، واسم هؤلاء الكهنه ورد في رساله أورليان المذكورة في «تاريخ أوغسطس»، والتي يقول الإمبراطور فيها، أنه سيكتب لمجلس الشيوخ الروماني، يستعجلهم لإرسال خبر إلى تدمر لتكريس معبد مبني لإله الشمس.
ويروي ان رجل من تدمر كان اسمه «زبدي بِعلْ» ومعناه «هبة بعل» وهذا الاسم لم يكن معروفاً إلاّ في تدمر، حيث كان اسماً شائعاً. وكان قائداً للقوافل العربية لأنطيوخوس الثالث في معركته في رافيا عام 217 ق.م.
تحول المعبد
تحول المعبد إلى كنيسة بيزنطية، وأصبح المدخل الأصلي مذبحاً لها، وفُتح باب للكنيسة في الجدار الغربي، وأُضيف للمدخل الجديد رواق، وعليه آثار دخان الشموع التي كان المسيحيون يشعلونها فيه حينما صار الهيكل كنيسة. في مطلع العهد البيزنطي. ثم جعل صلاح الدين في القرن 12 من المعبد قلعة، يلجأ إليها السكان ليحتموا من الصليبيين. ثم خلال العهد الإسلامي، أصبح المعبد حصناً، وصارت الكنيسة جامعاً. وذلك في القرن 12م وبقيت كذلك حتى عام 1930.