المصادر الكتابية أو التوراة هي كتاب اليهود المقدس، ويطلق عليها اسم العهد القديم، للتميز بينه وبين العهد الجديد، وهو الإنجيل عند النصارى والنصارى يؤمنون بالتوراة.
في حين أن اليهود لا يؤمنون بالإنجيل، ومجموع التوراة والإنجيل يطلق عليه لفظ (الكتاب المقدس) ومن أهم أسفار هذا العهد، خمسة أسفار هي محل إجماع فرق اليهود وطوائفهم، وهى التي تنسب إلى نبي الله موسى، ويطلق عليها أسفار موسى الخمسة أو التوراة.
وهى (سفر التكوين – سفر الخروج – سفر العدد – سفر التثنية – سفر اللاويين) وهذه الأسفار كما ذكرنا محل الإجماع عند اليهود السامريين واليهود العبرانيين، أما بقية الأسفار فهي محل خلاف وعدم اتفاق بين طوائف اليهود وهى:
الأسفار التاريخية فى التوراة
وعددها 12 سفر، وهى أسفار (يشوع – القضاة – راعوث – صموئيل الأول – صموئيل الثاني – الملوك الأول – الملوك الثاني – أخبار الأيام الأول – أخبار الأيام الثاني – عزرا – نحميا – أستير).
أسفار الأناشيد أو الأسفار الشعرية
وعددها 5 أسفار وهى: (سفر أيوب – مزامير داود – أمثال سليمان – سفر الجامعة – نشيد الإنشاد).
أسفار الأنبياء
وعددها 17 سفر وهى : (أشعياء – أرمياء – مراثي أرمياء – زكريا – حجى – صفينا – ملاخى – حبقوق – عاموس – عوبيديا – يونان – ناحوم – هوشع – يوئيـــل – حزقيال – دانيال – ميخا).
التوراة السامرية
أما التوراة السامرية فهى لا تحتوى إلا على أسفار موسى الخمسة فقط، ويرفضون باقي الأسفار المكونة للعهد القديم، ومجموع العهد القديم (39) سفر.
نظرات فى أسفار موسى الخمسة فى التوراة
وهي تنقسم الى 5 اسفار على النحو الاتى:
أولا: سفر التكوين
وهو أول أسفار التوراة، وأول أسفار العهد القديم، ويتكون من 50 إصحاحاً، ويتناول خلق الكون، وقصة آدم وزوجته حواء، كذلك يتناول قصة نوح وما كان من أمر الطوفان، وكذلك أخبار سام وحام ويافث أبناء نوح وما كان من أمرهم بعد الطوفان.
كما يتناول سفر التكوين أخبار الآباء الأقدمين الذين جاءوا بعد عهد نوح مثل إبراهيم، وسلالته من بعده، والعهد الذي قطعه الله معه، ويتناول حياة إسحاق ويعقوب المسمى إسرائيل والذي ينتسب إليه اليهود، وأولاده الأثنى عشر أو الأسباط، وما فعلوه بأخيهم يوسف بن يعقوب، ثم حياة يوسف في مصر وقصته التي وقعت بأرض مصر، وينتهي السفر بوفاة يعقوب.
ثانياً: سفر الخروج
وهو ثاني الأسفار ويتكون من 40 إصحاحاً، ويتناول واقع الإسرائيليين في مصر بعد عهد يوسف حيث عظم شأنهم وكثر عددهم، وكيف أن فرعون أضطهدهم وأذاقهم أصناف العذاب، ثم كانت رحمة الله بهم بميلاد موسى، في هذا الوقت الحرج والفترة العصيبة للإسرائيليين في أرض مصر،.
ثم يتعرض لحياة موسى ونشأته في قصر الفرعون، وما حدث لموسى من أمور جعلته يفر إلى أرض مدين، ثم كلام الله له في صحراء سيناء وتكليفه بدعوة الفرعون وإخراج بني إسرائيل من أرض العبودية والذل، ثم خروجهم من أرض مصر بمعونة الله لهم، ثم ردتهم وعبادتهم العجل.
من أجل ذلك سمى هذا السفر بسفر الخروج، لأنه يحكى كيف خرج الإسرائيليون من أرض موسى، كذلك فقد اشتمل سفر الخروج على بعض الأحكام المنظمة لحياة الإسرائيليين، وكذا الوصايا العشر، وذكر مرحلة التيه، والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة المائدة، في قول الله تعالى:
((قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)) سورة المائدة آية 26.
ويرتبط يوم الخروج بعيد (كبور)، وهو اليوم الذي نجا الله فيه موسى ومن معه من فرعون وجنوده، وكذلك عيد الفصح، ولهذه الأعياد طقوسها ومراسمها الخاصة.
ثالثاً: سفر اللاويين
ويحتوى هذا السفر على 27 إصحاحاً، ويقرر هذا السفر أن القائمين على أمر الكهانة وأمور العبادة والقربان في هيكل الرب لابد أن يكونوا من أبناء (لاوى) ولاوى هو أحد أبناء يعقوب عليه السلام وهو أحد الأسباط الأثنى عشر، ومن نسله جاء هارون عليه السلام.
وقد جاء وصف يعقوب لأبنائه قبل وفاته، في قوله (شمعون ولاوى أخوان. آلات ظلم سيوفهما. في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي. لأنهما في غضبهما قتلا إنسانا. وفى رضاهما عرقبا ثورا. ملعون غضبهما فإنه شديد وسخطهما فإنه قاس أقسمهما في يعقوب وأفرقهما في إسرائيل) تك 49 : 5-8.
ويرجع السبب في أن أمر الخدمة الكهنوتية مقصور على نسل لاوى بأن موسى عليه السلام قرر ذلك لأن أبناء لاوى هم
السبط الوحيد الذي لم يشارك في عبادة العجل أثناء غياب موسى على حسب ما يزعمون.
وهذا الزعم باطل أيضا بنصوص كتبهم إذا أنه في سفر الخروج يزعمون أن الذي صنع العجل لبنى إسرائيل ليعبدوه هو هارون، حاشا لله أن يكون الأمر كذلك، وحاشا لنبي كريم مثل هارون عليه السلام أن يدعو إلى عبادة غير الله، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيرا.
وسفر اللاويين يحدد القرابين والطقوس وصفات الكهنة وزيهم وملابسهم وسلطة رئيس الكهنة ووظيفتهم، ويهتم كثيرا بالذبائح والطقوس.
رابعاً: سفر العدد
وهذا السفر معظمه إحصائيات عن قبائل بني إسرائيل، كما أنه يحتوى على بعض الأحكام التشريعية في العبادات والمعاملات عند اليهود وهو يتكون من 36 إصحاحا، ويؤخذ على هذا السفر التضارب والتعارض في الأعداد التي يذكرها والتي تدل على كذب هذا السفر وبالرغم من هذا فهو مهم جدا للباحثين في نقد الكتاب المقدس لأن الأعداد لا تقبل التأويل إذا تناقضت كما أنه يظهر فيه مستحيلات كثيرة، ويستفيد الباحث من سفر العدد نقاطا مهمة منها:
- أن شعب إسرائيل لم يكن له وطن محدد، وإنما كان سائراً في البرية تائهاً ضالاً دون إقامة دائمة.
- أن الشعب الإسرائيلي كان شعباً منعزلاً عن باقي الشعوب، بالرغم من أن هذا الشعب لم يكن وحدة واحدة ولا جنساً واحدا، وإنما كان مكونا من أجناس أخرى غير الجنس الإسرائيلي.
- يدل سفر العدد على أن الشعب الإسرائيلي قد واجهته مشاكل كثيرة ومتعددة أحصى منها سفر العدد عشر أزمات ارتد فيها الإسرائيليون عن دين موسى وخاصموا موسى وربه وجبنوا عن ملاقاة أعدائهم ويؤكد سفر العدد على أن الإسرائيليين ظلوا في البراري المحيطة بفلسطين ولم يدخلوها.
خامساً: سفر التثنية
وهذا السفر يذكر التعاليم التي أوحاها الله إلى موسى عليه السلام وأمره بتبليغها إلى بني إسرائيل وهذه الأحكام شملت: العبادات – المعاملات – النواحي المالية – النواحي السياسية – العقوبات – الحدود – الخ.
وقد أعاد هذا السفر بعض التشريعات التي وردت في مواضع أخرى وانفرد بتشريعات جديدة وهناك ملحوظة تفيد أنه تمت عملية تنقيح لبعض التشريعات التي ذكرت في مواضع أخرى ومن هنا وقع التناقض والاختلاف وينتهي هذا السفر باستخلاف يشوع بن نون أو يوشع بن نون وهو فتى موسى عليه السلام الذى صحبه في رحلته إلى العبد الصالح ثم ضار نبيا لبنى إسرائيل بعد موسى كما تناول سفر التثنية بالوصف والذكر ما كان من وفاة هارون وموسى عليهما السلام ويشتمل سفر التثنية على 34 إصحاحا.