قبل تناول مراحل تطور الإنسان أود أن نبدأ بالبداية بقول المولى عز وجل فى القرآن الكريم: “بسم الله الرحمن الرحيم” {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} – سورة التين الاية (4) يتبادر فى أذهان العديد من البشر سؤالاً مُلحاً، وهو ما هيه مراحل نمو وتطور الإنسان وما هو أصله؟
مراحل تطور الإنسان
بما أننا فى عصر السرعة والمعلومات وكما يوفره لنا الأنترنت من كمية معلومات ضخمة، فيقوموا بالبحث فيه ويصطدموا بعديد من المواقع التى ترجع أصل الإنسان فيها للقرود، وذلك من خلال قراءتهم لنظرية داروين والتى أرجع فيها أصل الإنسان للقرد معتمداً على إكتشافه فى حفرياته لعدد من الهياكل العظمية، والتى تختلف فى شكلها وأحجامها عن الهيكل العظمى للإنسان اليوم، فنتيجة لحجم الجمجمة وطريقة الإنحناءات فى الظهر وحجم الفك والذراع الطويل والظهر المقوس، فتبدو كأنه هيكل عظمى لحيوان القرد وليس لبشرى، كما هو موضح بالشكل التالى:
هل فعلاً الإنسان أصله قرد؟
وهنا يحدث صراع داخلى بين ما يصدقه العقل، وما يؤمن به القلب، ويتبادر للأذهان تساؤل وهو كيف يكون الإنسان أصله قرد وقد خلقه الله فى أحسن تقويم؟! وللإجابة على هذا التساؤل يتوجب علينا بالعودة لنقطة الصفر حيث البداية وقصة خلق سيدنا آدم ، فقد ذكر فى قصص الأنبياء للحافظ بن كثير انه خلق وطوله ستون ذراعاً.
وروى الحافظ ابن عساكر من طريق محمد بن اسحاق، عن الحسن بن ذكوان، عن الحسن البصري، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أباكم آدم كان كالنخلة السحوق، ستون ذراعا كثير الشعر موارى العورة، فلما أصاب الخطيئة في الجنة بدت له سوأته، فخرج من الجنة، فلقيته شجرة فأخذت بناصيته، فناداه ربه: أفرارا مني يا آدم. قال: بل حياء منك والله يا رب مما جئت به”.
اذاً ستون ذراعاً ياله من طول عظيم، كيف لمثل هذا الطول العملاق العيش على سطح الأرض، والتى كان شكلها فى ذلك الوقت كالغابة العميقة، ذات أشجار كثيفة وضخمة، ويجرى فيها عدة فروع للأنهار والجداول والتى تصب بدورها فى البحار والمحيطات، كما كانت مليئة بالمستنقعات والمياه الضحلة.
نخرج من ذلك انه عندما نزل سيدنا آدم وأمنا حواء الى الأرض، كانت لهم أطوالهم بالغه الطول وغير عادية ومختلفة عن الإنسان اليوم، ثم بدأوا بالتناسل وتكاثرت أعدادهم، وأنتشروا فى الأرض ليكونوا مجموعات وقبائل منتشرة فى بقاع عديد على سطح الأرض.
نظرية داروين الكاذبة
والسؤال هنا لماذا وجد داروين الهياكل العظمية البشرية مقوسة الظهر، ومنها خرج علينا بنظرية أن الإنسان أصله قرد هادماً لكل الأفكار الطبيعية والتفسيرات المنطقية؟
نظرية داروين الكاذبة |
فنجيب عليها بما أن الأجيال المتعاقبة من بعد سيدنا آدم كانت ذات أطوال شاهقة، ونتيجة للظروف الطبيعية والجغرافية على سطح الأرض أنذاك، لجأ الانسان القديم إلى الإنحناء بين الاشجار حتى يتثنى له السير والتنقل والترحال من مكان لآخر معتمداً على يديه وقدميه معاً الأمر الذى نتج عنه تقوس فى العمود الفقرى مع طول بالذراعين على مر الزمان، ومع مرور الوقت حيث بدأت تلك الغابات والأشجار فى التلاشي شيئا فشيئا، حيث قام الإنسان بإبتكار أدواته ليصنع منها منزله وأسلحته من الأخشاب.
حيث بدأت الأجيال ينعدل قوامها ويتضائل حجمها شيئاً فشيئاً خصوصاً بعد أحداث الطوفان العظيم فقد كان البشر معمرين أيضاً قبل أحداث الطوفان فسيدنا نوح عاش ألف سنة إلا خمسين أى 950 عام، حيث بدأت إلى ما يشبه الإنقراض فى الاطوال حيث وصلت من ستون ذراع إلى ما يقرب من أربعون متر، ثم وصلت الى المتران فقط وإلى أقل من ذلك أيضاً منذ العصور القديمة ما يقرب من عشرة آلاف عاماً قبل الميلاد تقريباً، والدليل على ذلك أطوال المومياوات الموجودة حالياً فى جميع متاحف العالم تقريباً.
ذلك بالنسبة لشكل الهيكل العظمى من حيث الطول والإنحناءات، أما بالنسبة لشكل الجمجمة والفك والاسنان فيتحدث داروين فى نظريته ويقول بأنها كانت ضخمة جداً كما بالشكل:
وعندما نبحث عن الإجابة نجد ان من رحمة المولى عز وجل ورفقة بنا فقد منحنا الصحة والقوة على قدر ما نعمل به ليتيسر لنا جلب أرزاقنا، فصحة العامل تختلف تماماً عن صحة الدكتور تختلف عن الفلاح تختلف عن المعلم وهكذا، كلاً حسب طبيعة عمله، إذن فلو رجعنا لطعام الانسان الأول البدائى فماذا نجده؟، سنجد أن كان يتناول اللحم النييء وذلك قبل إكتشافه للنار ويحفر بيده ليخرج الجذور ويتناولها، الأمر الذى أدى لنمو عضلة الفك بصورة كبيرة وقوية حتى يستطيع الانسان أنذاك ان يتكيف مع البيئة المحيطة به ومع ما حوله من الضوارى والحيوانات المفترسة.
وعند اكتشاف النار بدأت بالفعل تتعدل شكل الجمجمة وتصغر الأسنان لأن تناول الطعام أصبح سهلاً فلم يعد هناك ما يقوى عضلات الفك، وعندما ننظر الآن الى أشكال أيدى بعض البشر على سبيل المثال من الممكن ان نتعرف على طبيعة عملهم من شكلها ونمو عضلاتها، كما أضيف أيضاً أن شكل أصابع الأقدام للأنسان البدائى كان يتواجد بها فوارق بين الأصابع لكونه يتسلق الأشجار ويعدو فى الغابات وكانت مختلفة جذرياً عن أصابع أقدامنا الموجودة الأن لأنها تتشكل مع الحذاء الذى نرتديه يومياً فأصبحت الفوارق بين الأصابع كأن لم تكن.
اذن من السياق السابق هذا المدعم بآيات الله من الذكر الحكيم، مع التحليل لنظرية داروين، نجد أنه كان كاذباً وخاطئاً عندما قال أن الانسان أصله قرد، فالله عز وجل كرم الانسان على سائر المخلوقات أجمعين. نسألكم حسن الدعاء.