يقع الاقليم السوري القديم في ما يسمي حاليا سوريا ولبنان والاردن وفلسطين، لقد شهدت أرض سوريا الحالية بعضاً من أقدم وأهم الحضارات، وكان هناك اكتشافات أثرية كبيرة جزء منها يعود إلى ما يزيد عن ثمانية آلاف عام قبل الميلاد، وسوريا مليئة بالمواقع الأثرية التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة ويزيد عددها على 4500 موقع أثري.
العصور الحجرية في الحضارة السورية القديمة
هي من اشهر واكثر العصور انتاجا وثراء للاثار عن ما حولها، خاصه في الفخار والنحاس وانقاض القري المتناهيه القدم، حيث وجدت بقايا اثريه علي قمم جبال سوريا تعود للعصر الحجري القديم، تدل علي سكن انسان سوريا القديم في تلك الحقبه لقمم الجبال؛ وذلك لتوافر مساقط الامطار وتخزين المياه في المغارات الضيقه بالجبال، الى جانب ضفاف الانهار والبحيرات، وهو ما يعرف بالعصر المطير، ويوازي في نتاجه الاثري من حيث المحتوي محتويات كهوف فرنسا التي ترجع لنفس العصر، وهي بقايا البذور النباتيه المتفحمه، وبقايا عظميه بشريه، وحيوانيه، كالجماجم والاسنان ووعظام الحوض وعظام الفك لحيوانات ضخمه، وامثله تلك المواقع بالاقليم السوري هي
- ام قطفه
- مجري نهر الاردن
- جسر بنات يعقوب
- جبل الكارمل وكهوفه
- الناصره
- بحيره طبريه بفلسطين
- نهر الكلب
- كهف انطلياس
العصر الحجري الوسيط في الحضارة السورية القديمة
ويعقب تلك المرحله العصر الحجري الوسيط، والذي سكن اهله نفس الاماكن ولكن بفاصل زمني 6000 سنه، وعرف فيه الادوات الحجريه، حيث تمكنوا من صقل الحجاره وتهذيبها علي هيئه ادوات تستخدم في الحياه اليوميه، ولاول مره وجدت بقايا تشبه الاسلحه.
ومن امثلته الحضاره النطوفيه والتي عاشت في الالف السادس قبل الميلاد وتقع في وادي ناطوف غرب القدس، والتي اشتهرت كاول حضاره عرفت مصاحبه الانسان للكلب واستئناسه، وعثر بها علي انقاض تحتوي علي رماد مما يثبت معرفه النار واستخدامها، والعديد من ادوات الصيد، والكثير من البقايا العظميه لحيوان الغزال ومن الواضح انه كان مصدر للطعام؛ لتوافره بكثره بالمنطقه، كذلك تم العثور علي منجل مشرشر وهو دلاله علي ارهاصات الزراعه في الحضاره السوريه القديمه.
وهنا نري ايضا بدايات وارهاصات الديانه في سوريا، حيث نري التماثيل الانثويه الشهيره والتي تمثل ربه الامومه والتي سادت في مصر وسوريا والعراق طوال فتره العصور الحجريه.
العصر الحجري الحديث في الحضارة السورية القديمة
ثم يدخل الانسان السوري القديم لمرحله العصر الحجري الحديث، الذي يظهر فيه قيام الممالك والحكومات الصغيره، واهم ما يميز تلك الحقبه المقابر البدائيه، التي كانت توضح استقرار الانسان السوري القديم وانشائه للمقابر، والتي كانت في حفر خارج المنازل تحتوي علي الجماجم فقط بدون اجساد، وهي بالتاكيد شعيره دينيه وللاسف لا نعلم عنها شئ الي الان.
كذلك تلك الحقبه تميزت بتطور الفخار قليلا عن شكله البدائي، والغير محروق جيدا كالسابق في العصرين الحجري الوسيط والقديم، حيث نري عليه الزخارف الحيوانيه لاول مره، والزخارف النباتيه، والهندسيه البدائيه، واحيانا مجرد خطوط طوليه وعرضيه، ونري مجموعه من تماثيل الامومه سابقه الذكر في مكان اقرب الاعتقاد انه معبد قديم، وهو يقع حاليا في اريحا، والذي احتوي علي الكثير من التماثيل الفخار المحروقه والحجريه والبرونزيه، والتي تدل علي بدايه معرفه التعدين في سوريا القديمه.
الي جانب العثور في بقايا ما يعتقد انها منازل علي رحي حجريه ضخمه استخدمت لصحن وطحن الحبوب، وهي اكبر الادله على الاستقرار وانتهاء حقبه الحل والترحال الي فتره الاستقرار علي ضفاف الانهار والبحيرات والكهوف المخزنه للماء، كذلك هناك ادله اثريه علي معرفه الحياكه لما تم العثور عليه من المغارز والابر والمغازل القديمه والبدائيه.
العصر النحاسي في الاقليم السوري القديم
السؤال الاهم هنا كيف اكتشف الانسان معدن النحاس؟ والاجابه تكمن في صناعه الفخار، حيث كان الانسان القديم يجلب الطمي المتكدس في قمم الجبال، حيث ان بعد هطول السيل وجفاف المياه يتكون طينه غنيه جدا بالمعادن، وعندما يستخدمها في صناعه الفخار ويقوم بحرقها لاحظ سيوله معدن النحاس مع النار واختلاف لونه ثم شده صلابته، ومن هنا بدا في استخلاصه واذابته وصقله واستخدامه منفردا، وذلك في الالف الخامس قبل الميلاد في سوريا، وبعدها بفتره صغيره نري النصل النحاسي يحل محل الحجري في الاسلحه.
وما لبث ان فطن الي خام القصدير، فاستخدمه مخلوط مع خام النحاس ليحصل علي معدن اكثر صلابه واكثر قدره علي التشكيل، الي جانب وجود تطور في حرفه الصقل والتشكيل الحجري والفخاري وبدايه التاثير التجاري الواضح بين العراق وسوريا.
واشهر الممالك الصغيره التي تعود الي تلك الحقبه الزمنيه مملكه حلب ومملكه تل حسونه، وكلاهما حملا تاثيرات عراقيه شديده الوضوح، وهي دلاله علي التبادل الثقافي والتجاري بينهما، اما وادي حلف فتم العثور بها علي تصويرات علي الفخار توضح تربيه الابقار والماعز بشكل داجن وليس بشكل بري، وهي دلاله علي بدايه استئناس الماشيه والدجاج مع استمرار تماثيل الامومه سابقه الذكر.
ولاول مره في الاقليم السوري نري في حفائر حلب التي تعود الي العصر النحاسي اختام شخصيه واختام تجاريه من الطين جيد الحرق وتشبه مثيلاتها بالعراق.
الحضاره الغاسوليه
هذا الموقع الاثري السوري التابع للعصر النحاسي يقع الي شمال البحر الميت، نظام الدفنات بها كان الحرق للكبار والدفن في جرات من الفخار داخل المنزل للاطفال، وعرفوا زراعه العنب والتين وتربيه الحيوانات ولاول مره تظهر حلي الزينه من انواع مختلفه من الخرز السميك.
بعض الصور فى الاقليم السوري القديم
- 1 و 2 و 3 مجموعه من الادوات التي استخدمها الانسان ابان العصر الحجري
- 4 تماثيل الامومه الشهيره.
المراجع
- محمد جمال الدين مختار: مصر والعالم القديم
- نجيب ميخائيل ابراهيم: مصر والشرق الادني – سوريه
- فليب حتي: تاريخ مصر وسوريا ولبنان وفلسطين القديم
- د/ محمود الجزار: الحضاره السوريه القديمه