بيبلوس وهو الاسم القديم لفلسطين، وقد حملت هذه المملكة الجميله الطابع المصري والسوري والعراقي، وكانت هي حلقه الوصل بين هذه الحضارات العريقه والمتناهيه القدم، فكانت تنقل علوم مصر الي العراق، وتنقل فنون العراق وسوريا الي مصر، وكانت كذلك منفذ تجاري هام للغايه في التجاره بين قطبي العالم القديم مصر والعراق، ولقد اثبتت الحفائر، التي قام بها عالم الاثار العريق (مونتيه) الفرنسي الجنسيه والعربي الهويه.
وقد اثبت احتواء اغلب اراضي بيبلوس (فلسطين) علي اثار مصريه، واختام تجاريه تحمل اسماء مصريه، وكذلك على فخار عراقي واختام باللغه المسماريه.الامتداد الاثري لتلك الاثار من بيبلوس (فلسطين) وحتي بيروت، او خرائب بيروت الاثريه كما يعرفها علماء الاثار، حيث تم العثور على مجموعه اواني حجريه تعود الي عصر الاسره الاولى المصريه، وتحمل اسماء الالهه المصريه القديمه، وهي انيه مهداه الي معبد للالهه المصريه ببيبلوس، وتحمل اهداء او توقيع عده ملوك مثل (من كاو رع ) والملك (او ناس) وزوسر.
اهمية ارض مملكة بيبلوس (فلسطين)
كانت اهميه ارض بيبلوس (فلسطين) تكمن في انها امتداد جغرافي للامبراطوريه المنتصره، فتاره العراق، وفي الغالب مصر، فتنتقل بين سياده الامبراطوريتين الطاحنتين، كما كانت تكمن اهميتها لمصر في انها مصدر للاخشاب الجيده، والتي لا يوجد مثيل لها في مصر القديمه، كما انها يصدر منها التوابل والعطور، التي يستوردها تجار مصر من بلاد بونت (الحبشه) اثيويبا ومنابع النيل.
ولم تكن اهميه الاخشاب قاصره علي الاثاث الملكي والجنائزي ومراكب الشمس، بل في وقت من الاوقات كانت اهميه حربيه بالغه عندما تم بناء الاسطول المصري الضخم والمسجل علي جدران معبد هابو في الاقصر (طيبه قديما)، كما سجل معبد (ساحو رع) في ابو صير نقوش للحمله الحربيه التي كانت من غنائمها الاخشاب والفضه وغيرها.
وسجلت تلك الحمله ايضا علي انيه حجريه صغيره صلبه، استخدمت بغرض تجاري لتتحمل السفر والتجاره وتكون بمثابه انذار ودعايه عسكريه لمصر.
ثم تلعب بيبلوس دور هام تاريخي في حرب احمس مع الهكسوس، لانها احتفظت بولائها لمصر، والجيش المصري في بيبلوس (فلسطين) وجد العون والتذود بالطعام في حملاته لملاحقه فلول الهكسوس.
بيبلوس (فلسطين) فى حقبة تحتمس الثالث
ثم نجد حقبه اخرى في تاريخ مصر وهي حساسه للغايه، وهي جلوس الملك المصري تحتمس الثالث اكثر ملوك مصر منذ اقدم ومضات في التاريخ وحتي الان في التوسع بمساحه الاراضي التابعه للسياده المصريه، فكانت مصر حتي منابع النيل وليبيا والحجاز وبيبلوس (فلسطين) وسوريا والعراق وحتي جزر البحر المتوسط تحت السياده المصريه، وبقبضه حديديه، في تلك الحقبه كانت العلاقات المصريه الفلسطينيه قويه للغايه، حتي ان امراء المملكه كانوا يتعلمون في مصر بطلب من تحتمس الثالث نفسه، وكان طلبه هذا له عده اغراض هامه للغايه.
- اولاً ان ياخذ الامراء اطفالا فيكون ولائهم لمصر منذ الطفوله.
- ثانيا انه يضمن خنوع الاباء له لانه يملك اكبادهم واطفالهم.
- ثالثا انه يضمن حاكم لبيبلوس مستقبلي خلف لابيه ولكن بنكهه مصريه، خاصةً انه كان يكرمهم، ويقربهم منه، ويعلمهم في مدارس المعابد الراقيه كل العلوم والمعارف المصريه القديمه عدا السريه منها، كما وثق علاقته ببيبلوس ايضا عندما زوج ابنه لاحدى اميراتها.
جاء ذكر بيبلوس فلسطين في الادب المصري القديم في قصه الساحر (ون امون) الشهيره، وهو الرجل الذي ذهب ليحضر الاخشاب والفضه من هناك، حتي يبني اعظم مقصوره لامون بالكرنك.
المراجع
- فليب حتي: تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين القديم الجزء الاول
- محمد بيومي مهران: دراسات في تاريخ الشرق الادني القديم الجزء 3
- بنت بطوطه: فينقيا 1940 . كاتبه مجهوله من اسره محمد علي حملت هذا اللقب
- الصورة الملحقه: صورة لمجموعه اواني فخاريه ضمن اعمال الحفائر القديمه بحيفا