اليوم سأكتب لكم بحث كامل عن تاريخ أرض وشعب فلسطين منذ قديم الزمان، وليست أرض الميعاد كما يدعون في تاريخهم المغلوط، إن إسرائيل التي تتشدق بانهم أصحاب ارض فلسطين منذ القديم من الزمان، وزاد الامر عن حده منذ اصدارهم التاريخى تحت مسمى (حضارة ايلات القديمة) عن طريق جامعة بن جوريون في عام 2002م.
نود ان نوضح هنا أيضا كباحثين تاريخيين بانهم من الأصل والجذور ليسوا أصحاب ارض فلطسين ولا حق تاريخى لهم كما يدعون. والوصول الى ذلك وجب علينا دراسة اصل وجذور منطقة فلسطين وخاصة انها مذكورة أيضا فى تاريخنا المصرى القديم بجانب ذكرها في التوراة نفسها، ولماذا لا يدقق علماء العالم في ذلك وتلك الجذور ام انهم خائفون من السامية ومعاداة السامية؟ ثم من قال أصلا بان السامية حكرا على بنى إسرائيل فقط؟
فلقد عرفت هذه المنطقة منذ القديم من الزمان ومن قبل حتى ظهور سيدنا ابراهيم نفسه عليه السلام بقرون طويلة بلا حصر، فلقد عرفت منذ القديم باسم (ارض كنعان) ومن هنا نتبحر في اصل هذه التسيمة من اوجه عدة للوصول الى الحقيقة الثابتة من اجل اظهار كذب إسرائيل وتكذيبها امام العالم اجمع.
ارض كنعان
كنعان هي منطقة تاريخية سامية اللغة في الشرق الأدنى القديم وتشمل اليوم فلسطين ولبنان والأجزاء الغربية من الأردن وسورية، وهذه المناطق نفسها في تاريخنا المصرى وخاصة في حقبة العمارنة كانت محل نزاع بين مصر واشور. وهذه المنطقة أيضا لها ذكر في التوراة العبرية والتي سنتحدث عنها فيما بعد لنؤكد كذب إسرائيل قديما وحديثا.
أصل تسمية كنعان
لا يعرف على وجه الدقة في تحديد تسمية الكنعانيين بهذا الاسم، ولكن هناك تفسيرات تاريخية نتناولها بالنص كما يلى:-
في الحضارة البابلية الأولى والاقدم
وتعرف أيضا باسم (حضارة أكد أو مملكة أكاد) والتي تعود الى عام 2400 ق.م وحيث الملك الأشهر آنذاك وهو الملك (سارجون الأول) ومن المعروف عنه بانه اول ملك في التاريخ ينادى بتأسيس السلالة السامية وهم سكان مناطقه وهم السلالة السامية الذكية، وهى السلالة الصافية او المفضلة عن باقى السلالات البشرية الأخرى وانها السلالة التي يجب عليها تسيد العالم او مناطق الشرق كله، وبذلك يكون سارجون الأول هو اول من زرع هذه الفكرة السامية في التاريخ البشرى.
ونجد ذكرا لمنطقة فلسطين آنذاك ورغبته في تسيدها وعرفت المنطقة باسم (كناكينى) وهو الاسم الأكدى لمنطقة فلسطين، وهذا يدل بان هذه المنطقة آنذاك كان يسكنها شعب (كناكينى اوكناجى) وكما ظهرت النقوش في حضارة أكد القديمة وعهد الملك سرجون الأول.
في حضارة مملكة أكد
نجد ذكرا أيضا لمنطقة فلسطين والشعب الذى يعيش بها وعرفت باسم (كناخنى = ذات اللون الأحمر القرمزى) وهذا يدل أيضا على وجود المنطقة وشعب المنطقة وقبل ظهور بنى إسرائيل بالالاف السنين.
في الحضارة المصرية القديمة
ان المسمى لمنطقة فلسطين نجده في الحضارة المصرية القديمة منذ عهد العصر العتيق او الدولة القديمة بصفة عامة وهو (فنخو) ولكن للحقيقة التاريخية لا نعرف اذا كان المقصود بها ارض فلسطين او أرض لبنان حيث جلب الخشب ومن كلمة فنخو جاءت فيما بعض في الاغريقية اسم (فوفيكيس او فونكس) على ارض لبنان فقط دون فلسطين
التمسية في ارض كنعان نفسها
كان في تلك العصور القديمة في فلسطين او ارض كنعان ملك يسمى (الالاخ) ووجدت حفريات خباتها إسرائيل للأسف الشديد ويظهر فيها اسم المنطقة بالكنعانية وهى (كنع) وهى تعنى الأرض المنخفضة. ولكن من الغريب حقا ههنا في حضارة ايلات المزعومة نسب العلماء الى اصل الكنعانين الى سلالة حام بن نوح، حيث ان اليهود دائما في تاريخهم ينسبون أعدائهم الى سلالة حام بن نوح، يا علماء التاريخ والسلالات البشرية افضحوا كذب إسرائيل وكفاية تهريج في التاريخ، كفاية!!
وأخيرا فلقد عثر على لوحة مصرية في حفريات إسرائيل في فلسطين وهى لوحة مصرية تعود الى عصر الملك اخناتون نفسه وفيه إشارة الى اسم المنطقة باسم (كناجى) وكانت صناعتهم يغلب عليهال اللون القرمزى.يبقى حتى هنا ما دخل إسرائيل او بنى إسرائيل أصلا بمنطقة فلسطين.
الأصول الكنعانية
ينتمى الأصل الكنعانى الى الأصل السامى وقد استقروا بعد احداث الطوفان العظيم في مناطق فلسطين وجنوب سوريا ولبنان حيث ان تلك المناطق عرفت في التاريخ القديم باسم (ارض او بلاد كنعان) وهناك شواهد اثرية كبرى على وجودهم، وهذا لم يفهمه العالم عندما بدأت اسرايئل تبنى الجدار العازل بين القدس الشرقية والغربية وضم جميع مناطق الاثار في القدس وغيرها تحت السيادة البحثية لهم كاملا حتى لا يتفهم العالم طبيعة ارض فلسطين او ارض كنعان. ومن تلك الاثار على سبيل المثال مدن كنعانية قديمة ومساكنهم والتي تعود الى ما قبل 2400 ق.م.
بل هناك دراسات حديثة لكل من يتتبع دراسة شعوب المنطقة او مناطق الحضارات القديمة تؤكد بان الكعانيين هم أول الشعوب السامية التي سكنت مناطق الشرق الأوسط، ومنهم من هاجر عبر مصر الى مناطق افريقيا ولذلك وجد اصل اسم كنعان كما سبق القول في الدولة القديمة المصرية.
وهناك مؤرخين ونحمد الله بانهم ليسوا من العرب قالوا بان هذه الأرض كان يسكنها قوم العماليق ذو قوة وبسطة في الجسم وهم القوم الكنعانيين، وهم انفسهم القوم الذين واجهوا موسى عندما طلب الرب من بنى إسرائيل دخول هذه المنطقة فقالوا لنبيهم موسى بان بها قوم عماليق واذهب انت وربك وقاتلا انا ههنا قاعدين.وهذا الحدث نفسه يدل على ان اليهود ليسوا هم أصحاب هذه الارض على الاطلاق فلما لا نظهر كل ذلك من حقائق التاريخ للعالم، اما ان علماء العالم يعرفون الحقائق وينكرونها خوفا من معاداة السامية وخوفا من بنى صهيون المتحكمين في هذه الأرض الان.
ومن الوجهة الاثرية التي تؤكد كل ذلك هي مدينة (اريحا) نفسها وغيرها من المدن في فلسطين، حيث الحفائر التي أجريت من علماء إسرائيل ليخباوا حقائق التاريخ ويمنع اى جنسية تعمل بالحفائر هناك سوى جامعة بن جوريون فقط او علماء امريكان من الأصل اليهودى والذى كان على راسهم في هذا الموضوع في اول الامر عالم الاثار الانجليزى اليهودى العقيدة (بيترى) وحفائره الجمة في تل العجول وهكذا.
وسواء كان الكنعانيون من اصل سام بن نوح او من اصل حام، فهم فصيل بقى بعد احداث الطوفان العظيم ولا يمكن انكار ذلك، ولا يمكن تصديق حضارة ايلات في هذه النقطة لان القران الكريم وهو اصدق الصادقين اخبرنا عن من بقى من البشر بعد احداث الطوفان العظيم وهم سلالة نوح او أبناء نوح او ذرية نوح لقوله تعالى وهو اصدق الصادقين ((وجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ)) وهذا يعنى ذرية نوح وابناءه الثلاثة ومن معهم من المؤمنين الذين نجاهم الله من احداث الفيضان العظيم.
وفى احداث سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما دخل هذه الارض بعد زيارته لمصر وسكنه منطقة الخليل التى بناها كان يوجد بها الكنعانيين، ونقر ونعترف بانهم سكنوا المناطق الشمالية والغربية من ارض فلسطين وكان لهم وجود أيضا على السواحل ولكنه ليس بوجود كبير، حتى وصل تلك المنطقة احدى شعوب البحر فيما بعد والذين عرفوا باسم (فليسطى او فلستى) في القرن 12 ق.م. ولكن ما يهمنا الان تاريخ هذه الأرض عندما دخلها نبى الله إبراهيم في الالفين قبل الميلاد.
سيدنا إبراهيم عليه السلام:- هو شخصية محورية هامة في التاريخ وذكرت في الأديان الثلاثة والتاريخ البشرى في الأمم كلها وهو أبو الانبياء والمرسلين جميعا وهو سيدنا ابراهيم عليه السلام، تلك الشخصية الهامة.وبعيدا عن الجانب الدينى ورسالته، فنجده فيما يقرب من عام 2000 ق.م يهاجر بعد رحلته الى مصر ويغادرها الى ارض الكنعانيين ويستقر هناك ويبنى بها مدينة (الخليل) فماذا وجد عليه السلام في ارض الكنعانيين!!.
فوجد بان هذه الأرض مباركة وكما اخبره الله تعالى:
“إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)”
ولذلك عندما اخبره الله بعد مصر بالرحيل الى هذه الأرض قال له تعالى:
“وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ”
وهكذا انتقل ابراهيم ولوط عليهما السلام الى هذه الأرض المباركة وهى ارض الكنعانيين او ارض فلسطين، ولكن آنذاك كان اسمها ارض الكنعانيين. وفي هذه الأرض وجدوا أناس يقومون بعمل الفاحشة والتي لم يسبقهم اليها احد من العالمين وهم قوم سادوم وعامورة والذين بعث فيه نبى الله لوط عليه السلام.
سدوم وعمورة
وجاء ذكرهما في التوراة والقرأن وهى مجموعة من القرى التي خسفها الله بسبب ما يقترفه أهلها من فساد كبير وهذا يدل أيضا على ان هذه المنطقة في فلسطين ومنطقة الأردن كانت عامرة بالسكان البشرى وفى عهد سيدنا إبراهيم. وهذا كله قبل ظهور بنى إسرائيل انفسهم، فكيف يدعى اليهود بانهم أصحاب هذه الأرض أصلا؟ وهذه المناطق هي الان حول البحر الميت سواء في الجانب الاردنى او الفلسطيني.
وفى عام 2015 اعلن علماء الاثار الامريكان عن بقايا عثورهم على بلدتى سادوم وعامورة ومنهم العالم (ستيفن كولينز) من جامعة ترينيتى في مدينة نيو مكسيكو وهو المشرف الأول على عمليات التنقيب. ومما قاله بالنص ((بعد اكثر من عشرة سنوات من اعمال الحفر والتنقيب تاكد لنا بان هذه الحفريات والمنطقة تعود الى عصر مدينتي سدوم وعمورة والتي تم ذكرهما في التوراة والقرأن وان هناك هلاك نزل عيلهما من الله والفناء الكامل لهؤلاء القوم ومدينتهم سدوم وعمورة)).
وهنا السؤال للعالم الان ولكل بنى اليهود اين كنتم آنذاك من هذه الأرض؟ الا تثبت تلك الاحداث الموثقة والحفريات بانكم لستم أصلا أصحاب هذه الأرض وكما تدعون؟ الا تكذب هذه الاحداث والحفريات ادعائكم الباطل وكما ذكرتم في تاريخكم الكاذب تحت مسمى (حضارة ايلات القديمة) الا تنكسفون؟ فنحن هنا نتحدث عن احداث تعود الى ما قبل ظهور إسرائيل نفسه باكثر من تسعة قرون كاملة من عمر التاريخ.
ومن هذه الحفريات والتي لا يعلم عنها الكثير والكثير من الناس بانهم وجدوا نصا مكتوبا وعملة معدنية تسمى (الشيكل) وهذا يؤكد بان الشيكل عملة كنعانية الأصل وتم استعمالها قبل ظهور اليهود على الأقل بالالف عام، وكانت عملة متداولة للتبادل التجارى بين الكنعانيين ومناطق الجوار الذين يتعاملوا معهم آنذاك.وهذا كله موجود عندكم في المخازن السرية في (متحف القدس) فاظهروها للعالم وهناك صور لهذه العملات بل ونصا كنعانى يقول (ثقل الشيكل يقدر ب 32 حبة شعير) وهذا قبل ان يصبح عملة معدنية فيما بعد.
ألا يكفى هذا لاثبات كذبكم وخداعكم وسرقتكم حتى لاسم العملة لكى تثبتوا باية طريقة وجودكم في فلسطين.حتى تسمية الشيكل سرقتموه من الكنعانيين وهو ليس تسمية يهودية على الاطلاق، فلا تضحكوا على عقول العالم الغير دارس للتاريخ وحضارات العالم.
وفى ارض كنعان عاش سيدنا ابراهيم عليه السلام ونادى بالفطرة والوحدانية وانجب فيها إسماعيل واسحاق، ولم تكن هناك مشكلة بينه وبين الكنعانيين على الاطلاق وعاش في منقطة الخليل.اما عن اسحاق فكان من أبنائه يعقوب او إسرائيل كا ادعت التوراة وايدهم في الرأى هذا بعض علماء المسلمين، وهنا نقطة هامة للغاية واقولها لأول مرة للناس جميعا بان هناك فرق كبير بين اليهود واليهودية كعقدية وبين بنى إسرائيل فانتبهوا لذلك جيدا كما يلى الان.
يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم
فلقد ولد يعقوب 12 ولدا ومن بينهم يوسف عليه السلام، واصبحوا عائلة كبيرة وعرفوا باسم (أبناء يعقوب او أبناء إسرائيل او بنى إسرائيل) ونحن نحبهم جميعا وعلى راسهم يعقوب نفسه وابنه يوسف عليهم جميعا الصلاة والسلام. فهنا بنى إسرائيل هم من عائلة الخليل إبراهيم عليه السلام ومعهم الصحف الأولى الفطرية (صحف إبراهيم) ونشروها في ارض كنعان وهذا ما يقول عنه بعض علماء إسرائيل اسم (العقيدة الابراهيمية) ويوضح كل هذا بان بنى إسرائيل في الأصل ما هم الا عائلة يعقوب بن إسحاق بن ابراهيم عليهم جميعا السلام.
وهذه العائلة وكما عرفنا من قبل دخلت ارض كنعان بامر من الله وعاشوا في سلام ولم يحدث بينهم وبين الكنعانيين اية مشاكل على الاطلاق. وهم لم يعيشوا في ارض فلسطين كلها بل في مدينة الخليل وما حولها وهاهى خريطة ومساكن أبناء يعقوب في فلطسين والقرى التي حولها والتي كثيرا منها دمرها الصهاينة بالكامل منذ احتلالهم لفسطين بداية من عام 1948.
ومن أبناء يعقوب كان يوسف الصديق عليه السلام ومعروف قصته في ارض مصر ثم دخول يعقوب وبنيه (بنى يعقوب او بنى إسرائيل) ثم موت يعقوب في مصر وخروج يوسف لدفنه بجوار إبراهيم في مدينة الخليل. وعاش يوسف في مصر واصبح وزيرا بها حتى توفاه الله تعالى.
وطوال هذه الفترة من الناحية التاريخية لم تحدث اية مشاكل على الاطلاق سواء بين مصر وارض فلسطين (منطقة الخليل) او بين مصر والكنعانيين او حتى بين أبناء إسرائيل او يعقوب وبين الكنعانيين. وهذا كله يوضح في بسطة وجيزة ارض فلسطين في فترة أبناء يعقوب وعلى الجانب الاخر في شبه الجزيرة العربية كان أبناء إسماعيل يخدمون الكعبة وينادون للناس بالحج وياتيهم الناس من كل فج عميق.
خريطة مناطق بنو يعقوب او بنى إسرائيل في منطقة الخليل بفلسطين |
وفى مصر عاش أبناء يوسف ومن الجيل الرابع منهم كان مولد سيدنا موسى عليه السلام ثم قصته الشهيرة مع فرعون مصر ثم الخروج الكبير من مصر. ومن هنا بدات المشكلة أصلا لانهم ادعوا بانهم بنوا إسرائيل وحقهم التاريخى في مصر. فمن ناحية أبناء إسرائيل فهذا حقهم لانهم من سلالة وعائلة يعقوب ولا ننكر ذلك ابدا.
ولكن المشكلة الحقيقية ماذا فعل أبناء يعقوب من مصر، مع أبناء يعقوب في ارض الكنعانيين هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى لماذا عاقبهم الله تعالى لمدة أربعين سنة (حقبة التيه) الا يسال بنو إسرائيل الذين عاشوا في مصر هذا السؤال؟ انه سؤال تاريخى يا كذبة التاريخ وكذبة حضارة ايلات المزوعمة.. فماذا حدث معكم في التيه؟.
في حقيقة الامر هناك حقيقة تاريخية في مسألة التيه ولماذا حرم الله تعالى بنو إسرائيل الفرع المصرى من دخول هذه الأرض ومقابلة ذويهم في ارض الخليل من ارض كنعان، وكان لذلك أسباب عدة ولا يمكن انكارها مطلقا:-
- السبب الأول
انهم بعد خروجهم من مصر ولم يتعدى يوما واحدا على الخروج مروا على قوما في سيناء يعبدون الاصنام ولا يعبدون الاله الواحد، فطلبوا من نبيهم موسى بان يجعل لهم الها كما لهذا القوم من اله.وهذه مخالفة منهم وعصيانهم لله الواحد والذى نجاهم من عبودية فرعون وما فعله معهم فرعون.
- السبب الثانى
بعد الخروج من مصر لم يشكروا الله ولم يحمدوا الله ولذلك قال لهم موسى (احمدوا الله واشكروا الذي نجاكم حين اهلك الطاغين) ولكنهم لم يفعلوا وكانت هذه هي الخطيئة الثانية
- السبب الثالث
عرف الكنعانيين بهذا الدخول الكبير وخشوا من انتشارهم في ارض كنعان وهم لا يريدون اى دخيل عليهم، وبذلك شددوا على الحدود لاسباب لا نريد تحليلها فلسفيا، ولان الكنعانيين اعتبروهم فراعين جبارين، وليسوا مسالمين مثل ذويهم في ارض الخليل ولذلك امرهم الله (امر الهى) بان يحاربوهم ورفضوا، وقالوا لنبيهم موسى اذهب انت وربك وحاربا انا ههنا قاعدون وهذه مخالفة أخرى منهم ضد الامر الالهى.
- السبب الرابع
عندما ذهب موسى لمقابلة ربه ويستسمحه في الامر فاخبره الله بان يرجع الى قومه وينظر ما فعلوا من بعده في هذه الأيام القلية ولما رجع موسى وجدهم يعبدون العجل ذو الخوار ومن الذهب الذى سرقوه من مصر قبل خروجهم. اى حتى عندما امرهم الله بالنجاة والخروج من مصر سرقوا الذهب، فسبحان الله في طبعهم فعلا.
حتى في وقت المحن والشدائد لصوص وسارقين، لعنة الله عليهم دنيا واخره. وهذا يوضح لماذا عاقبهم الله بالتيه لمدة أربعين سنة كاملة، وهذا ما ساله احد الباحثين اليهود والذين كتبوا التاريخ المغلوط في الحضارة المزعومة باسم (حضارة ايلات)
وهنا تاريخيا يجب التفرقة والله اعلم على كل حال وهذه من فلسفتى الخاصة في دراسة شخصية بنى إسرائيل، انه هناك فرق كبير بين فرعى بنو إسرائيل. فهناك فرع مسالم وتكلمنا عنهم من قبل وهم الذين يعيشون في ارض الخليل وما حولها، وهناك الفرع المعاند (الفرع الفرعونى) الخارج من مصر.ومن هذا الفرع المصرى سيظهر منهم زيون او (صهيون) وهو اشرس فرع فى الاسباط الاثنى عشر. وهؤلاء هم أيضا سيكون منهم فيما بعض قوم الهكسوس واحتلالهم لمصر.
ولذلك اقول بكل تدقيق تاريخى بان الهكسوس هم أربعة سلالات فقط او خمسة من الاثنى عشر، وهم من سببوا المشاكل الجمة لانفسهم وللتاريخ وحتى يومنا هذا. وهذه الاسباط تكلمنا عنها بالتفصيل الكامل في بحثنا الكبير (الهكسوس في مصر القديمة جذور وتاريخ).
وبعد مرور فترة الاربعون عاما في التيه امرهم الله بدخول الأرض التي وعدهم بها بعد ذلك العقاب الربانى لانه هو الغفور الرحيم وهنا وعد الله لهم بالدخول ليعيشوا بسلام مع ذويهم في ارض كنعان فهل عاشوا في سلام؟ ثم ان كلمة ارض الميعاد التي الفوا عليها القصص والاقاويل نكذبهم فيها أيضا لأننا هنا نفصل كل شيء بتدقيق، وان الوعد بعد التيه اذا اطاعوه وعملوا على عبادته الحقة والعمل الصالح، فسوف يسمح لهم بالدخول والعيش فيها مع ذويهم وليس دخول احتلال وحروب وسفك دماء. فارض الميعاد فهمها العالم خطا عن طريق تاريخ إسرائيل المغلوط.
أرض الميعاد
ان مشكلة ارض الميعاد والتى فهمها العالم كله خطأ، هي فعلا وعد الله لبنى إسرائيل ليدخلوا هذه الأرض ويعيشوا في منطقة الخليل بكل اريحية وتتجمع الاسرة كلها كما يرغبون، ولكن بشروط منها السلام والعمل الصالح وعدم سفك الدماء وان يطيعوا انبيائهم ورسلهم، ولكنهم للأسف الشديد لم يفعلوا اى شيء من ذلك على الاطلاق، بل لم يحافظوا حتى على عهد الله وميثاقه واشعلوا الفتن والحروب بين بعضهم البعض.
فالمشكلة الأساسية في بنى إسرائيل هم تلك السلالات الأربعة او الخمسة الذين كانوا في اضطهاد شديد في مصر، واكرمهم الله بالخروج الامن من مصر وتدمير فرعون وقومه، ولكنهم بالرغم من كل ذلك لم يشكروا الله او يحتى يحمدوه، مع ان الله نفسه اخبرهم لان شكرتم لازيدنكم. ومن ناحية أخرى ماذا فعلت هذه السلالات والتي نجمعها تحت فصيل واحد وهم (أبناء صهيون) لماذا عملوا التفرقة أصلا بين بعضهم البعض، وهذا لم ينكره أيضا كاتب التوراة في حديثه عن حقبات بنى إسرائيل.
فعندما دخلوا هذه الأرض لم يتجمعوا على كلمة واحدة (تحسبونهم واحد ما هم بواحد) والسبب في ذلك ابناء صهيون، وهنا حدثت التفرقة لأول مرة بين ابناء إسرائيل وأبناء صهيون وبانفسهم وليس بيد أحدا اخر. ولعل السبب في ذلك تلك العقدة التي اصابتهم من العبودية في مصر وما لاقوه من عذاب وقسوة في مصر، فاصبح في دمائهم الرغبة الدائمة في الانتقام، ولم يتعلموا ابدا من ربهم بانه ذو الرحمة وانه هو الغفور الرحيم، بل عاندوا الرب نفسه فكانوا من الملعونين مثل ابليس تماما المسيطر على أفكارهم الشيطانية، فاهداهم سؤ السبيل والعاقبة وليس سبيل الإصلاح والهدى كما في ذويهم من ابناء يعقوب الساكنين في ارض الخليل.
وعندما دخلوا ارض الخليل كانوا يرغبون في بناء مملكة كبرى يتحدوا بها العالم وينتقموا من مصر وما فعلته مصر بهم من قبل.ولم يتمسكوا بعهد موسى او الواح موسى نفسه (الوصايا العشرة) بل نقدوها وفعلوا عكسها تماما. وهذا ما اغضب منهم فرعهم الاخر الساكن أصلا في منطقة الخليل، وهذا الاختلاف نجده حتى اليوم في المجتمع الاسرائيلى نفسه ومنهم ضد الصهيونة نفسها بالرغم من انهم يهود مثلهم ونجدهم بكثرة في مناطق حيفا وعكا وغيرها من مدن فلسطين، وهم اليهود المتمسكين فقط بتوراة موسى ولا شيء غير توراة موسى ودائما ينددون في كل المحافل بالصهوينة وخطر الصهيونية حتى على إسرائيل نفسها.
وعندما استقروا في ارض الخليل وجدوا آنذاك شعبا اخر وهو احد شعوب البحر يصل الى المنقطة ويستقر بها وخاصة بعد ضعف السيادة الكنعانية، واتجاه الكنعانيين الى مناطق في البحر المتوسط وحدوث العلاقة الكبرى بين كنعان وشعوب البحر. وهذا الشعب النازح الجديد كان يسمى شعب (فلستى) واستقروا في مناطق الساحل وكما في الخريطة الموضحة لذلك.
خريطة توضح مناطق الهيود ومناطق كنعان ومناطق شعوب البحر ما بعد القرن 13 ق.م |
اما فرع الخليل العائش في سلام فلم يثيروا اية متاعب على الاطلاق وهم شعب امن ولا يريد اية متاعب انما ارض الله واسعة لمن يريد ان يستقر بها. ولكن الفرع الصهيوني لم يعجبه ذلك، وهو الذى يخطط بالسيطرة على الأرض كلها بل العالم كله كنزعة صهيونية متمردة على كل شيء، ولما لا وهم المتمردون أصلا على خالقهم الا يتمردوا على خلق الله؟ ومن هنا اثار هذا الفرع الملعون كل المشاكل قديما وحديثا.
ولن نتكلم هنا عن فلسفات التاريخ ولا الرؤية الخاصة بالموضوع بل سوف نتكلم من واقع كتبهم هم وما عرف به من مسميات مثل عهد القضاة وعهد الملوك الأول والثانى حتى قيام اول مملكة لهم في التاريخ وهى مملكة داوود وسليمان واتاهم الله ما لم يؤته أحدا من العالمين، فهل حافظوا على كل ذلك؟ ونبدأ القصة من جديد وبداية عهد القضاة.
عهد القضاة
مما يدل على ان بنى إسرائيل (بنى صهيون او الفرع الخارج من مصر) لم يقيموا اية دولة او مملكة بعد دخلوهم ارض فلسطين (منطقة الخليل فقط) هو ما كتب في سفر القضاة نفسه بل هم من اسأوا الى انفسهم أولا وأخيرا. وكان عهد القضاة وكما كتبوا هم استمر الى أربعة قرون كاملة ((عهد القضاة يمتد من القرن 13 ق.م إلى عام 1095 قبل الميلاد)) وهنا نسال بنى إسرائيل الان: لماذا لم تقيموا مملكة لكم لتثبتوا للعالم بانكم حقا أصحاب هذه الأرض؟.
لقد كان حولكم شعوب البحر وأسسوا فيما يشبه مجتمع او دولة خاصة بهم ولم يثيروا اية مشكلة مع اهل كنعان، وحولكم أيضا اهل كنعان ومجتمعات مستقرة مع الجميع حتى مع زويكم الأصليين في ارض الخليل، فلماذا عندما دخلتم انتم أقيمت الصراعات والحروب، وهذا السؤال يوجه اليكم فقط وليس لكل بنى إسرائيل لانكم الفرع المشتت المعلون الغير محبين لاحدا ولا حتى ألهكم ولا حتى أبناء عمومتكم من الساكنين ارض الخليل منذ القديم من الزمان ومنذ عهد يعقوب عليه السلام.
ولقد بدا عهد القضاة عندكم بعد موت (يوشع بن نون فتى موسى عليه السلام) ودخلتم ارض الخليل وكنتم 12 سبطا وكان حكامكم يسمون القضاة فما معنى ذلك؟ فانتم الفرع الصهيوني نشرتم بين أنفسكم الحروب والنزاعات، وكما تقولون في سفر القضاة بان هذا العصر كله حدثت حروب وهزائم بين بعضكم البعض وبين الكنعانيين وشعوب البحر (الفلستى) وسلب منكم عصا موسى والألواح الأصلية للتوراة وملابسه وأثار من هارون، ألستم انتم من تقولون ذلك في كتبكم وفى سفر القضاة هذا؟ ومعنى القاضي في اللغة العبرية يعنى (قاضى = شوفيت) وهى عندكم لها معنيين عام وخاص، المعنى العام هو القاضي الذى يحكم بين الناس.
وبهذا المعنى جعلتم موسى عليه السلام اول القضاة ثم خلفه في القضاء رؤساء العشائر وشيوخ المدينة. وكذبتم في تاريخكم الحديث والقديم وقلتم بان هؤلاء القضاة هم ملوك بنى إسرائيل، وهذه كذبة كبرى ومخادعة لصحيح التاريخ. والدليل على ذلك بان موسى نفسه عليه السلام لم ينصب نفسه ملكا على أساس انه اول القضاة، ثم ان القضاة جاء عليهم فترة وكونوا مجلسا وعليهم استشارة الأنبياء (انبياء بنى إسرائيل) والكهنة واستمر هذا الوضع حتى الاسر البابلى.
وكذلك هناك معنى خاص لكلمة القضاة وهو يعنى (شيوخ القبائل) وكانوا من الكهنة المحاربين الذين جمعوا بين السلطة الدينية والسلطة الدنيوية وسيطروا على أمور القبائل العبرانية بعد وفاة يوشع بن نون. وهذا كله سواء فى المعنى العام او الخاص يدل على انه لم يكن لكم مملكة اصيلة على الاطلاق.
ثم قلتم بعد ذلك وأيضا وكما في سفر القضاة قيام وظهور ملوك إسرائيل تحت مسمى (عهد الملوك الأول والثانى) والذى سناتى له أيضا فيما بعد. فأين هنا مملكتكم في عهد القضاة والذى استمر 4 قرون كاملة؟ ثم لماذا احدثتم الحروب والنزاعات والكراهية بين الناس وبين سكان المنطقة كلها وكما في تاريخكم المعلون؟ ولماذا لم تقيموا التوارة والواح موسى؟ ولماذا اضفتم الكثير الى الواح موسى وهو نفسه لم يقل ذلك؟ ولماذا كتبتم بعد ذلك التلمود المغلوط؟ ولمذا كنتم دائما تريدون مملكة كبرى لم تؤتى لاحدا من العالمين؟
وعندما اعطاكم الله ذلك في عهد داوود وسليمان لم تحافظوا عليها بل دمرتموها وبايدكم؟ ولماذا قتلتم الأنبياء والمرسلين حتى عندما جاءكم المخلص المسيح عليه السلام صلبتوه باشع الصور؟ ولماذا تنصاعوا الى كلامه ونصائحه؟ كلها تساؤلات سياسية ودينية واجتماعية بل والاهم تدل على انكم حتى عهد داوود نفسه لم يكن لكم مملكة بالفعل.
والاثبات الأخير في هذا الامر وكما كتبتم انتم وبانفسكم ذلك في سفر القضاة بالنص الحرفى ((ينتهي هذا العصر بأخر القضاة وهو النبي صموئيل الذي طلب منه بنو إسرائيل أن يختار لهم ملكاً يوحد صفوفهم ويقاتلون خلفه فبعث الله لهم الملك شاؤول وهو أول ملوك القبائل العبرانية)) الم تكتبوا ذلك وبانفسكم؟ وأين حتى ههنا كان حقكم في فلسطين كلها؟.
شعوب البحر الفلستى
قبل مواصلة حديثنا عن بقية تاريخ بنى إسرائيل وعهد الملوك الأول، نتجه الان الى دراسة مختصرة الى احد الشعوب النازحة الى ارض فلسطين وهم (شعوب البحر = الفلستى)، فلقد استوطن في الجزء الساحلى الجنوبى من ارض كنعان في القرن 12 ق.م شعبا اطلق عليه (الفلستينيون او الفلستيون)، ومفرده كلمة (فلستى) الاتيين من ارض فلسته. وهم أبناء شعب قديم مذكور أيضا في التوراة باسم (بلشتيم) وباللغة الاكادية باسم (بالاستو) وهم من شعوب البحر وكان مركزهم الاصلى في جزيرة كريت وهاجروا الى ارض فلسطين وكانوا على علاقة حسنة وجيدة وتجارية مع اهل ارض كنعان ولم تحدث بينهم مشاكل او حروب على الاطلاق.
ومن العجب التاريخى أيضا بانه جاء ذكرهم في الحضارة المصرية القديمة وخاصة في عهد الملكة (حتشبسوت) حيث جاء ذكرهم على احدى الجداريات عثر عليها في وادى الملكات وانهم نزحوا الى مصر أيضا في ساحل (مريوط) وقامت المكلة حتشبسوت بإجلائهم عن مصر فانقسموا الى مجموعتين: الجزء الأكبر حط رحاله بفلسطين التاريخية، أما الجزء الأصغر فتوجة غربا مستقرا بمدينة (درنة) الليبية وحولها.
ومع الضعف الكنعانى على المنطقة غلب عليها اسم ارض الفلستينيين، وهم وراء تسمية المنطقة كلها فيما بعد باسم (فلستين) ولقد قال المؤرخ الاغريقى (هيرودوت) في القرن 6 ق.م. على عموم المنطقة الجنوبية الغربية اسم (فلسطين السورية) ثم اصبح هذا الاسم رسميا وتاريخيا في الإمبراطورية الرومانية منذ القرن الثانى للميلاد، وحددت الإمبراطورية الرومانية مناطق الفلستينيين في الساحل الجنوبى حتى يافا ووادى العريش حيث مدنهم الكاملة في العهد الرومانى.
وبالعودة الى جذور هذا الشعب نجده يعيش في سلام كامل مع بنى إسرائيل الساكنين في الخليل ولم يحدث بينهم اية مشاكل على الاطلاق حتى ظهور الفرع الثانى الاسرائيلى الخارج من مصر (الفرع الصهيوني) ومن هنا بدأت المتاعب بينهم وبين اسرائيل وبعض مناطق كنعان وخاصة لنزوح بنى إسرائيل الى التوسع العرضى من منطقة الخليل حتى مشارف الياء وهى القدس الان. وبعد تدمير إسرائيل بالكامل على يد الرومان واختفائهم من التاريخ لاكثر من الفين عاما اطلق الرومان على هذه المنطقة اسم (ارض فلسطين)، وكانت تحت السيادة الرومانية الكاملة، حيث كان اخر تمرد يهودى وفناء كامل عام 132 ميلاديا.
وهذا كان مخلص سريع لما يعرف باسم شعوب البحر (الفلستى) وكيفية دخولهم ارض فلسطين وموقفهم من بنى إسرائيل والحضارة الرومانية، ولكن هنا نحلل الامر وكيف حدث الصراع الفلستى الاسرائليى في جذور التاريخ؟ ففي حقيقة الامر ان هذا الصراع كان سببه فرع صهيون نفسه وليس الفلستى، لانه وكما هو واضح من التاريخ حدود كلا منهم في ارض كنعان، اى ان هذه الأرض في الأصل كاملا تعود الى اهل كنعان وليس الى بنى إسرائيل او الشعب الفلستى.
ولكن حدث ما حدث من هجرات بشرية واصبح في هذه الأرض اهل كنعان واهل إسرائيل واهل الفلستى، فماذا فعل بنى صهيون في الامر مع اعتراض بنى إسرائيل عى كل اعمل بنى صهيون وحتى يومنا هذا؟ وهذا الامر سنتعرف عليه بجدية شديدة وبدون مجاملة او مواربة تاريخية، وان الخطا الاصلى والتاريخى يقع عبأه على سلالة إسرائيل من بنى صهيون وليس من سلالة بنى يعقوب المسالمين منذ القديم في ارض الخليل. وفى هذا الامر وجبل علينا دراسة قصة إسرائيل مع قيام اول ممكلة لهم وماذا فعلوا بها واثنائها.
عهد الملوك الأول (1095-975 ق.م)
وهنا ظهر حقا وتاريخيا اول ممكلة في إسرائيل والتي أسسها طالوت او شاؤول وسميت (مملكة إسرائيل) ولكن نسال انفسنا ماهى حدود هذه المملكة؟ ثم سؤال اخر هل حقا كان طالوت اول ملكا ام المؤسس الفعلى لها النبى الملك داوود عليه السلام؟ ومن المعروف بان داوود قتل جالوت وهو شاب فزوجه طالوت ابنته وصار ملكاً عليهم وحكم فيهم بشرع الله في توراة موسى عليه السلام، وظهرت على يديه المعجزات المتتاليات منها تسبيح الجبال والطيور معه عندما كان يقرأ كتب المواعظ التي أنزلت عليه المزامير.
ومن الناحية السياسية قام داوود بدعم القبائل او الاسباط الاثنى عشر وحولها الى ممكلة متحدة وعاصمتها (ايلياء او اورشليم) وهى تعنى مدينة السلام (اور شاليم = ميدنة السلام) وهنا رغبت فصائل القبائل الكنعانية صد كل هذا فحاربهم داوود وهزم المؤابيين والعمونيين والادوميين، وهنا ظهرت لأول مرة في التاريخ مملكة إسرائيل.
وبعد موته خلفه ابنه الملك النبى سليمان عليه السلام وقصته الشهيرة مع ممكلة سبا، وهكذا اصبحت مدن كنعان كاملة في سلام ولا حروب على الاطلاق لأول مرة في تاريخ الأرض.ولكن بعد موت سليمان تبدل الامر تماما، وتفرقت بنى إسرائيل بل اصبحوا اشد شراسة وجبروت والسبب أيضا الفصيل من ابناء صهيون والرغبة العالمية المحاربة والمدمرة وليست المسالمة والمحبة للبشر وكما علمهم داوود وسليمان عليهما السلام.وبموت سيدنا سليمان عليه السلام انتهى عهد الملوك الأول وبداية عهد الملوك الثانى.
عهد الملوك الثانى (975-135 ق.م)
بعد وفاة سليمان أعلن ابنه (رحبعام) نفسه ملكاً على بني إسرائيل ففاوضوه لتخفيف الأوامر والأحكام التي جاء بها سليمان. وعندما رفض رحبعام ذلك تركه غالبية اليهود وبايعوا يربعام بن نباط ولم يبايعه سوى سبطا يهوذا وبنيامين، الذين كانا يقيمان في منطقة أورشليم وما حولها إلى جنوب فلسطين، هكذا انقسمت مملكة إسرائيل إلى مملكتين.
ومن المعروف بان رحبعام هو ابن الملك النبى سليمان ومعنى اسمه (رحبعام = الشعب يتسع) وقد استمع له وايده سبطين فقط من بنى إسرائيل وهم سبطى (يهوذا وبنيامين) اما باقى الاسباط العشرة فكانت ضده لانه مثل ابيه مناديا بالسلام والسلام الاجتماعى وهذا ما اغضب منه باقى الاسباط وجعلوا ملكهم (يربعام بن نابط) وكان هذا الانقسام من الناحية السياسة هو رغبتهم في القوة وتسيد مملكة مصر وباقى مدن فلسطين.
ولذلك قام رحبعام بمقاتلتهم حتى لا يسببوا اية مشاكل مع مناطق الجوار ولكن بقية الاسباط تحدته تماما، بل من الناحية الاجتماعية بدا هؤلاء الاسباط العشرة في عمل الرذيلة ومنها الشذوذ على سبيل المثال واعلنوا الحرب على مصر وحقوقهم التاريخية في مصر.
وكان ذلك في العام الخامس من حكم رحبعام او العام الثانى من حكم يربعام بن نابط، وهذا ما دفع ملك مصر آنذاك وهو (شيشانق) من الاسرة 22 والتي تعرف بالاسرة الليبية بغزو فلطسين ونهب خزائن هيكل سليمان وجميع الذهب التي كانت من عهد سليمان، ونجد هذا اثريا على الحائط الجنوبى الخارجي من البيلون الثانى في معبد الكرنك، وكانت هزيمة منكرة لمملكة إسرائيل.
ولكن من ناحية أخرى تاريخية لابد بان نعترف بان الملك رحبعام لم يكن من انصار تحدى مصر ولكنه مع سبطيه كانوا اضعف ما يكونوا ولم يستطيعوا تحدى الاسباط العشرة الأخرى ولم يشارك أيضا في هذه الحرب. وهنا اتهمه الاسباط العشرة بعدم المساعدة وهو احد أسباب هذه الهزيمة واخذ في اصلاح هيكل سليمان الذى لم يمضى على بنائه سوى عشرون عاما فقط.وهذا كان باختصار شديد السبب الرئيسى لملك مصر شيشانق بدخول فلطسين وهزيمة اسباط بنى إسرائيل العشرة. وهكذا انقسمت إسرائيل الى مملكتين شمالية وجنوبية بالرغم من مناشدة رحبعام بعدم الانفصال ولكن باقى الاسباط كانوا في عناد شديد معه وهكذا انقسمت بنى إسرائيل. وتوفى رحبعام ودفن مع ابائه فى مدينة داوود.
- ملحوظة هامة
مدينة داوود هي فعلا مدينة في داخل القدس وقد بناها داوود عليه السلام، وهو موقع اثرى الان في القدس الشرقية وكان يوجد بها قصر الملك داوود وسليمان، وليس ببعيد عنها معبد هيكل سليمان والذى تم تخريبه لأول مرة على يد الملك المصرى شيشانق. ثم ناتى بعد ذلك لدراسة ممكلتى إسرائيل ولنثبت بالحق التاريخى بانه هذه المملكة او المملكتين لم يستمرا سوى 200 عىما فقط في عرف التاريخ والاثار، بل نجد فى ذلك تاكيدا كاملا ومن واقع ما كتبوه هم عن المملكتين وفى عهد الملوك الأول والثانى.
مملكة إسرائيل الشمالية
عندما قامت اسباط بنى إسرائيل بتحدى ابن الملك سليمان والانفصال عنه عن طريق عشرة اسباط كاملة اتخذوا الشمال مقرا لهم وعرفت باسم (مملكة إسرائيل الشمالية او مملكة افرايم او مملكة السامرة) وهى المملكة التي تكونت من عشرة اسباط من بنى إسرائيل وكان اول ملك عليهم هو (يربعام بن نابط) وهنا تم تأسيس اول مركز دينى خاص بهم ولا دخل لهم بسبطى يهوذا وبنيامين الموالين لرحبعام، وأقيم هذا المركز في منطقة بين أيل، وكانت ممكلة ثرية بالفعل. واستمرت هذه المملكة لما يقرب من قرنين فقط من الزمان ثم تلاشت تماما (920- 720 ق.م)
ولكن هذه المملكة في حقيقة الامر لثرائها زادت فيها الفاحشة والفجور وليس معها تعاليم سليمان وداوود ولذلك الفت في مركزها الدينى ما يعرف باسم توراة موسى وهى عن توراة موسى والوصايا العشرة ببعيد. ومن ناحية أخرى سياسية فعيونهم على القدس او منطقة اورشليم والتي في يد المملكة الجنوبية، بخلاف غرورهم ورغبتهم في شن حروب مع مناطق الجوار مثل مناطق كنعان ومناطق الشعب الفلستى.
ولم يكن لملوكها سياسة خارجية واضحة، وكانت غير مستقرة سياسياً، وكثيرا من ملوكهم ماتوا عن طريق العنف او القتل، بخلاف ملوك اخرين استمروا في الحكم اقل من عاميين وهذا كله مدون عندهم في التوراة وفى سفر الملوك. بل بداوا يسببون المشاكل ليس فقط مع مملكة الجنوب بل مع مناطق الجوار بل تجراوا على منطقة اشور نفسها مما دفع الملك الاشورى (تجلات بلاسر الثالث) من غزو مناطقهم واحتلالها وتدميرها.
اما من الناحية الاثرية ولتكذيب ما يسمى حضارة ايلات، فان الحقيقة الكاملة بانه لا يوجد دلائل اثرية الان لما يعرف باسم مملكة إسرائيل الشمالية غير بعض الاثار التي وجدت بالقرب من قرية (سبسطية) والتي يقال عنها بانها كانت منطقة السامرة عاصمة إسرائيل الشمالية وبخلاف ذلك لا يوجد اى اثار على الاطلاق.
مملكة إسرائيل الجنوبية
وهى المملكة التي قامت على سبطين فقط من اسباط بنى إسرائيل وهما سبطى يهوذا وبنيامين ولذلك عرفت أيضا باسم (مملكة يهوذا) وكان اول ملوكها وكما هو معروف رحبعام بن سليمان وكانت عاصمتها (اورشليم) وكانت أكثر استقراراً من المملكة الشمالية.
وكان السبب في ذلك يرجع الى صغر حجمها وقلة أهميتها وفقرها وكذلك بعدها عن الجيوش الغازية وفى هذه المملكة ظهر معظم انبياء بنى إسرائيل العدول، وفيها تم تدوين معظم نصوص العهد القديم ومنها كتب موسى الخمسة لانه فى حقيقة الامر كانت في الفترات السابقة قد ضاعت التوراة منهم جميعا وهذا ما اقر به أيضا كاتب التوراة نفسه.
وفى حقيقة الامر هذه المملكة تعاقب عليها 21 ملكا وتعرضت لغزوات كثيرة سواء من ممكلة إسرائيل الشمالية او من الاشوريين. وفى التاريخ التوراتى نجده يقول بان هذه المملكة استمرت لمدة أربعة قرون كاملة ويزيد ولكننا في حقيقة الامر لو دققنا في الامر بدقة تاريخية نجد لها فعلا اسما كمملكة ولكن فعليا اما مدمرة واما محتلة.
فمثلا في عام 713 نجدها تعرضت لغزوات ومنها غزوة ملك اشور (سنحاريب) للصراع الاشورى المصرى على منطقة فلسطين، ولذلك قام الملك سنحاريب بغزو المملكة الشمالية وحطم هيكلها وشرد أهلها وأعمل القتل والسبي في أهلها وأخذهم سبياً إلى آشور وانتهى بذلك ذكر المملكة الشمالية تماما.
وهذا ما نجده أيضا مكتوبا في التوراة بالتدقيق ولكنهم يصرون على الخطا وبانه هناك مملكة كانت تسمى مملكة السامرة حتى بعد تدميرها في غزوة الملك سنحاريب، ولكن ماذا نقول في تاريخ إسرائيل المغلوط، ولكننا بصفة عامة نقول بكل صدق وامانة بانه بعد غزوة الملك سنحاريب لم يبقى للملكة الشمالية اية وجود على الاطلاق.
فبكل المواثيق والاثار التاريخية لم تقم مملكتى إسرائيل بجميع المقاييس سوى لمدة 200 عاما فقط في عرف التاريخ، فاين هنا المملكتين الذين تكلموا عنهما كثيرا في العصر الحديث؟ ونتابع الان ماذا حدث لإسرائيل بعد تدمير مملكة الشمال على يد الملك سنحاريب!!.
فبعد تدمير ممكلة إسرائيل الشمالية بقيت مملكة الجنوب يهوذا فترة من الزمان تحت التهديد الاشورى واجبارهم على دفع الجزية حتى لا يتم تدميرهم مثلما حدث مع ذويهم في الشمال. ويقول كاتب التوارة في ذلك بالنص ((رفضت ممكلة يهوذا دفع الجزية للملك سنحاريب للفقر الكبير في مملكتهم وان الملك سنحاريب شتم اله مدينة أورشليم فارسل الله الملاك فقتل 850 الف من الجيش الاشوري فعادوا ادراجهم ولم يحاولوا اسقاط مملكة يهودية)) وهنا نتعجب ونسال كاتب التوراة لماذا لم يفعل نفس الاله نفس الامر مع مملكة الشمال مثلا؟
وبعد سقوط ممكلة اشور ظهر البابليون والصراع البابلى المصرى على المنطقة حتى ظهر الملك البابلى العظيم (نبوخ نصر) في عام 586 ق.م. وحاصر مدينة اورشليم ودخل المدينة ودمر هيكلها وسبى عددا من اليهود بالالاف وكان هذا هو التدمير الثانى تاريخيا لهيكل او معبد سليمان حيث كانت المرة الأولى وكما عرفنا عن طريق الملك المصرى شيشانق.
المهم في هذه الغزوة البابلية الشرسة تم تدمير وانهاء أيضا ممكلة يهوذا وكان من بين الاسرى نبيهم الشهير (اسرا) والذى كتب كتبه الخمسة في الاسر البابلى حتى تم العفو عنهم وعودتهم محطمين مرة أخرى الى منطقىة القدس الخربة المهدمة الاسوار والبيوت وهذا هو (الاسر البابلى) والذى كتب عنه أيضا في التوراة، واسبابها الدينية معروفة ولكننا لن نتوغل في الأسباب الدينية.
وبعد هذا الاسر البابلى نسال علماء التاريخ في إسرائيل وحضارتهم المزعومة الكاذبة باسم حضارة ايلات ثم مملكتى إسرائيل، اين ههنا مملكتى إسرائيل او حتى ممكلة يهوذا وها هو التاريخ امامكم وكما كتبتم بانفسكم ذلك؟ فلا تدعون كذبا بانه بعد الاسر البابلى كان لديكم مملكة على الاطلاق، اما مسميات المملكتين فهى في خلدكم فقط وليس في صحيح التاريخ ولا حتى في صحيح الاثار وكما نوهنا من قبل عن اثار مملكة الشمال.
وبعد الاسر البابلى ظهرت كتب اسرا (الكتب الخمسة والتبشير بتدمير بنى إسرائيل مرة أخرى) وقص عليهم تاريخهم الكامل وان لهم عودة في اخر الزمان وستكون القدس عاصمة لهم ولكن لن تستمر مملكتهم طويلا لفسادهم وافسادهم في الأرض مرة أخرى)
وهنا نؤكد مرؤة أخرى بانه بعد الغزو والاسر البابلى لاكثر من خمسون عاما انتهى تاريخ بنى إسرائيل في ارض فلطسين، حتى عندما تم فك اسرهم والعودة الى فلسطين فى العهد الفارسى لم يكن لهم لا مملكة الشمال ولا مملكة الجنوب، حتى ظهور الفرس وقوة الفرس على الخرطية العالمية، وتحريرهم والسماح لهم مرة أخرى بالعودة الى فلسطين.
اليهود تحت حكم الفرس
بعد احتلال الفرس لبابل سمح ملكهم كورش (سيروس كما يطلق عليه مؤرخي اليهود) لليهود بالعودة إلى فلسطين لكن الغالبية منهم فضلت البقاء في بابل وقد لاقى اليهود على يد الفرس معاملة حسنة لأنهم كانوا أعداء البابليين وغدت يهوذا ولاية من ولايات الفرس حتى سنة 332 ق.م، حيث انتقلت إلى ملك الاسكندر المقدوني بعد أن هزم الفرس واحتل سورية وفلسطين.
اليهود تحت حكم اليونان
بعد وفاة الاسكندر 536 ق.م اقتسم قوادة الملك، فحكم سلوقس سورية وأسس فيها دولة السلوقيين وحكم بطليموس مصر وأسس فيها دولة البطالمة وكانت يهوذا من نصيب البطالمة. وحكم البطالمة اليهود رغم مقاومتهم العنيفة التي أكرهت بطليموس الأول على هدم القدس ودك أسوارها، وإرسال مائة ألف أسير من اليهود إلى مصر سنة 320 ق.م.
وكان هذا هو التدمير الثالث للقدس وكذلك معبد هيكل سليمان تاريخيا، وهذا كله يدل على على انه لا وجود فعلى لما يسمى مملكتى إسرائيل ولا حتى القيادة في ايديهم ولا حتى لهم عملة كما ادعوا حديثا وكذبة أخرى من اكاذيب بنى إسرائيل التاريخية.
وفى عام 168 ق.م. انتقلت مدينة يهوذا الى حكم السلوقين وضاعت من يد مصر، وقام الملك (انطيوخوس) وهدم اسوار القدس ونهب هيكلها وقتل من اليهود ما يقرب من 80 الفا في ثلاثة أيام فقط. وهنا نسأل اليهود اليوم اين ههنا كتبكم التي تتدعون بتاريخيتها، وأين كتاب المزمور مثلا؟ بل اين كتب موسى الخمسة؟ فكل هذه الأشياء ضاعت بالفعل مع التدمير الرابع على يد الملك انتيوخوس هذا، واين كانت عندكم حقات حتى ذلك الحين تلك الكتب وتلك الشرائع؟ وهنا تاريخيا لنا وقفة هامة مع اليهود بعد تدميرهم الرابع على يد انتيوخوس.
فبعد احداث الملك انتيوخوس في القدس انقسم اليهود تحت حكم الاغريق الى قسمين، فقسم اتبعوا الاغريق وسموا باسم (اليهود الاغريق) وكان لهم مركزا هاما في مدينة الإسكندرية بمصر، وقسم تمسك باليهودية وعرفوا باسم (المكابيين) نسبة الى قائدهم (يهوذا المكابى) والذى استقل بحكم القدس، حيث هناك تناحر سورى مصر وكما في تاريخ البطالمة في مصر وسوريا وانشغالهم عن اليهود المكابيين وما ادخلوه من تخاريف في القدس مثلا ومن كتب ليس لها صحيح في العقيدة او التاريخ، ولذلك يعتقد اليهود بان يهوذا المكابى قام بإعادة بناء الهيكل والتخطيط لقيام ممكلة إسرائيل مرة أخرى.
ولكن في حقيقة الامر فان حكم المكابيين لم يدم طويلا حيث دب الخلاف بينهم وكما هي العادة اليهودية، وانه لم يكن حكم بالمعنى الفعلى انما هي حركة سياسية دينية يهودية في القدس وخاصة لانشغال البطالمة والسلوقيين بحروب بين بعضهم البعض وكذلك لحروب السلوقيين في منطقة انطاكيا وهكذا، ولذلك وجدت حركة المكابيين حرية الى حد ما.
وان كملة (مكبى) هي كلمة مكونة من أربعة حروف ولكل حرف كلمة (مكبى = مى كاموخ باليم يهوه = من مثلك بين الاقوياء يا الله) كما ان كملة مكبة تعنى (مكبة = المطرقة) والتي قام بها يهوذا المكابى. وهى الحركة الى قادها في القرن الثانى قبل الميلاد، وفيها ظهرت أربعة كتب والتي لم تعترف بها الكنيسة في القرون الأولى بعد الاعتراف بالمسيحية في الإمبراطورية الرومانية. في حين رفض اعتمادها معظم اليهود وجميع البروتستانت. واعتمد الكاثوليك والكنائس الشرقية بصورة عامة الكتابين الأول والثاني ورفضوا الثالث والرابع.
وفى مصر وخاصة في أواخر عهد بطليموس الثانى ولكسب صف المكابيين في صفه وضد السلوقيين طالب من احبارهم الحضور الى مصر وكتابة كل ما يتعلق بكتب اليهود وتكون جزءا من مكتبة الإسكندرية وكما في التاريخ اليهودى مع البطالمة، ومن هنا ظهرت كتب اليهود المؤلفة بايديهم وليس فيها صحيح التوارة نفسها او حتى شريعة موسى الاصلية.
ومن ناحية أخرى تاريخيا نجد ظهور لما يعرف باسم (جبل صهوين) والادعاء بانه جبل مقدس ومن تراث اليهودية. فكلمة صهيون تعنى (الحصن) وهو احد التلين الذين كانت تقوم عليهما مدينة القدس القديمة حيث أسس داود عاصمته الملكية، وقالوا بانه وضع على هذا الجبل او التل تابوت العهد فأصبح أرضا مقدسة.
وقيل أيضا بان جبل صهيون (جبل النبي داود) في اليهودية هي مكان سكنى يهوه (الله) وستكون مركز خلاصه المسيحاني ورمزا لامالهم القومية، ومن هنا بدات أيضا البشرى بالمسيح المخلص وتحرير بنى إسرائيل، وسوف يقيم لهم مملكتهم الكبرى الحالمين بها، وظهور كذلك ما يعرف باسم التلمود.
التلمود
وفى منطقة جبل صهيون ظهر لأول مرة ما يعرف باسم (التلمود) ذلك الكتاب الذى تطور مع الفكر اليهودى والذى تتمسك به الصهيونية العالمية الى يومنا هذا ولا أعتارف به من يهود اخرين والذين ذكرناهم من قبل وهم الذين ضد الصهيونية بصفة عامة ويرغبون التمسك بتوارة موسى فقط. والتلمود كلمة عبرية وتعنى (الدراسة) وهو كتاب تعليم الديانة اليهودية كما يدعون. ولكن في العرف التاريخى نجد بان التلمود في حقيقة الامر ما هو الا تدوين لنقاشات حاخامات اليهود حول الشريعة اليهودية مثل: الاخلاق، الأعراف، وقصص من التراث اليهوديهذا الكتاب الذى سوف يقسم فيما بعد الى جزئين وهما:-
المشينا
وهو المصدر الأساسي لتشريع الحاخامات في الدعاوى القانونية، وهى كلمة عبرية تعنى (يكرر) وهى تنقسم الى خمسة أجزاء وهى: (سيدر هزرعيم = البذور) ويتناول الشرائع المرتبطة بالأرض، (سيدر موعيد = المواعيد) ويتناول الأجازات والأعياد والصيام، (سيدر نشيم=النساء) ويتناول شئون الأسرة، الزواج والطلاق وغيرها، (سيدر كدوشيم = المقدسات) ويتناول شئون معبد القدس والقرابين، (سيدر طهروت = الطهارة) يتناول شؤون الطهارة.
الجمارا
وتعنى (التكملة) وهى بالأساس وثيقة تشريعية لكنها فوق ذلك تزود المشناه بالتفاسير التوراتية كما أنها مصدر للتاريخ والأساطير. وهكذا نجد البدا في ظهور ما يعرف باسم التلمود، ثم قالوا في العصر الحديث بان الجمارا لها نوعين وهما (الجمارا الأورشليمية) التي كتبت في أرض أورشليم و(الجمارا البابلية) التي كتبت في ارض بابل، وان الجمارا البابلية اشمل في محتواها من الاورشليمية.
وهنا نسال مؤرخى إسرائيل بكل صدق وامانة، متى ظهرت تلك الجمارا البابلية؟ وكيف لشعب مستعبد ومذلول كتابة كل ذلك في ارض بابل ومن سمح لهم بذلك؟ سؤال للتاريخ فقط!!. ثم هذا الشمول الذى تدعونه قارنوه أصلا بما كتبه اسرا في كتبه الخمسة وما سوف يحدث لكم وما حدث لكم؟ بل الادهى من كل ذلك نجد بعض علمائهم اليوم يقولون بكل بجاحة بان موسى ألقى التلمود على بني إسرائيل فوق طور سيناء، وحفظه عند هارون. ثم تلقاه من هارون يوشع بن نون، ثم إليعاز وهلم جرا، حتى وصل الحاخام يهوذا حيث وضع التلمود الحالي في القرن الثاني قبل الميلاد.
سبحان الله فيكم فعلا الم تقولوا من قبل في سفر الملوك بان التوارة وبقية التابوت وما بقى من اثار هارون قد ضاعت منكم؟ وكيف بعد كل هذا التدمير والشتات والعذابات تحافظون على كل ذلك؟ سبحان الله فيكم يا ملاعيين الأرض في كل زمان ومكان.
ظهور الإمبراطورية الرومانية على صفحات التاريخ
وهى المرحلة الأخيرة في تاريخ اليهود في فلسطين حيث سيطر الرومان من الناحية السياسية على فلسطين بدا من عام 63 ق.م حتى عام 637 ميلاديا والفتح الاسلامى للقدس وفلسطين بصفة عامة. وفى حقيقة الامر عندما احتل الرومان القدس لم يعيروا للهيود وجماعة المكابيين اية اهتمام حتى كانت ظهور ما يعرف باسم المسيح المخلص من العبودية الرومانية.
وهنا تنبه الرومان الى ذلك مما دفع القيصر أغسطس بانشاء اول معهد دينى من نوعه في الإمبراطورية الرومانية والذى عرف باسم (بانثينون) وهو مبنى لتجمع فيه كل الالهة الرومانية وكذلك الكهنة وتوحيدهم لمناهضة الفكر اليهودى وخاصة ان مولودهم الذى ينتظرونه بدون اب وعلى يديه سوف تتدمر روما.
وان كل هذه الاشياء ما هى الا خرافات بنى اسرائيل واعمالهم السحرية وما الى اخره، ومن هنا بدا الكره الرومى الفعلى لليهود وخاصة ان ملكهم المنتظر المسيح سوف يدمر روما.فمن الناحية السياسية بدا الرومان في انزال العذابات على اليهود وكل من يقتنع بهذا الفكر أصلا (اضطهاد الرومان لليهود) ومن الناحية الفكرية والعملية بدا الرومان في انزال كبار الكهنة الروم الى منطقة فلسطين ودراسة وترجمة ما كتبه احبار اليهود حتى كان عام 27 ق.م. وكان الكهنة الروم ومجلس روما على علم بكل صغيرة وكبيرة بتلك النبؤات واصبح للكهنة الروم السلطة فى فلسطين اكثر من روما نفسها.
وبدأ الكهنة الرومان يقبضون على كل من يدعى ذلك ولو حتى من احبار اليهود ثم دعاية اعلامية بان اليهود لديهم مرض الهوس والجنون وما يدعونه الا اساطير الاولين وقصص من اساطير اله إسرائيل، وبدا الكهنة الرومان ينشرون بشدة العقيدة الرومانية على اهل المنطقة.
ثم اعلن الكهنة الرومان الكراهية الكاملة لليهود واثر ذلك على السياسة الرومانية فى فلسطين وبدا الشعب الرومانى لاول مرة يسمع عن موضوع خرافات بنى اسرائيل ويسخرون من ذلك. ومن الناحية العسكرية قام الاباطرة الرومان من تشديد قبضتهم على المنطقة وزيادة العسكر والمعسكرات حتى لا يقوم اليهود باى ثورة فى اى وقت من الأوقات.
وهكذا اصبح الكهنة الرومان اعدى اعداء اليهود انذاك ثم الاباطرة ثم الشعب الرومانى حتى اتى عام ميلاد هذا الطفل كما يشير الكهنة المنجمين لذلك. وقام القيصر اغسطس واصدر مرسوما فوريا بقتل كل طفل يهودى يولد فى هذا العام. ولكن هذا المولود ولد فعلا بامر الله وهو السيد المسيح عليه السلام ولم يظهر بعد الا فى عام 30 ق.م.
ففى عام 30 ق.م كان يتربع على عرش روما القيصر (تيبريوس) وقامت ثورة يهودية كبرى لاقامة مملكتهم الكبرى على يد السيد المسيح عليه السلام، وكذلك ظهور ابن خالته (يوحنا المعمدانى) وهو يحيى بن زكريا عليهما السلام. وكما هو معروف عن النفس اليهودية السيئة وسياسة النفاق قامت طبقة كبرى من اليهود واعلنوا ولائهم الكامل للرومان ويعملون تحت امرتهم، وخاصة بان السيد المسيح عليه السلام لم يقم لهم مملكتهم الكبرى ولم يدمر الرومان بل قال عليه السلام (اعطى ما لقيصر لقيصر وما للرب للرب) وهنا ثار عليه اهل اليهود وطالبوا باعدامه على الصليب وقد كان.
وهنا حدث تاريخيا امرا هاما لم يتنبه له أحدا بين طيات سطور التاريخ مما دفع روما بالتفكير الجدى في تدمير ومحو إسرائيل من الوجود الكامل، وهذا ما حدث بالفعل.وكان ذلك لظهور الفيلسوف الفيلونى الكسندر، وفيلون هي مدنية سوريا وهى الان منطقة ادلب.
الفيلسوف السورى الكسندر الفيلونى
هو احد الفلاسفة فى مدينة فيلون انذاك وادعى بانه يهودى الديانة والفكر وانه اخر الفلاسفة فى الحضارة الهيلانية المندثرة. واظهر فلسفة عرفت باسم (فلسفة الروح) وادماجها مع تعاليم اليهود، وان الروح الخالدة هى روح اسرائيل التى يجب عليها احياء مملكة اسرائيل والتحرر من الرومان ولا يعترف بالالهة الرومانية على الاطلاق.وكان يقصد من ذلك كله شيئين هامين وهما:
- الشىء الأول
وهو الرد على رسائل بولس وان اليهود هم شعب الله المختار منذ القديم من الزمان ولا دخل لباولس بالمسيحية على الاطلاق.
- الشىء الثانى
الرغبة فى نشر واحياء تعاليم اسرائيل واله اسرائيل وان ذلك المصلوب نفسه من بنى اسرائيل وهو نفسه قال (ما جئت لانقض بل لاكمل شريعة موسى) ووصل الامر الى روما ثم قيام الكهنة فى بحث الامر هل المصلوب اتى لتعاليم اليهود واحياءها وكذلك اله اسرائيل ام اتى بديانة جديدة كما يدعى باولس وهى المسيحية.
ثم لماذا تم قتل القيصر والعداء هكذا لروما؟ وان هذا يعنى ان تدمير روما سيكون على يد المسيحية ولابد من ايقاف هذا التوغل الفكرى الجديد ومحاربة المسيحية والقبض على باولس باية وسيلة لانه العارف بكل حقائق الأمور. وهنا دخلت روما واليهود الى منعطف اخر تماما وكذلك بداية نشر المسيحية.
وفى تلك الاثناء عاشت امبراطورية روما محنة الأفكار الحديثة وان المسيحية ما هي الا مواصلة لفكر اليهود والتصدى الكامل لافكار الفيلسوف الكسندر الفيلونى مما دفع القيصر نيرون باصدار امرا بالقبض عليه واعدامه. ومن ناحية أخرى اظهر معلمه الشهير آنذاك وهو الفيلسوف شنشيا او سنسيا.
الفيلسوف الرومى سنسيا
فى خضم هذه الاحداث ظهر الفيلسوف الرومانى سينسيا وخاصة انه معلم القيصر نيرون واخرج كتاب باسم (مرؤة الفلسفة) وهاجم اى فكر دينى لا يقوم على اسس الهة روما. وهو الذى ادخل فى روع نيرون التصدى لهذا الفيلسوف الكسندر ولابد من قتله لانه يهودى ويرغب فى تدمير روما.
وعلى الفور استمع القيصر نيرون لنصيحة معلمه واصدر قرارا بالقبض على الفيلسوف الكسندر واحضاره الى روما واعدامه، وكذلك ارسل فى جميع مناطق روما بالبحث والقبض على باولس. اما في منطقة القدس فحدثت الثورة الكبرى ضد الرومان وكان على راس الحكم في المدينة (تيتوس بن الامبراطور فسبسيان) مما دفعه باخذ الامر الرومى بتدمير إسرائيل كاملا.
تدمير إسرائيل كاملا وإلغائها عام 70 ميلاديا
وفى هذا التدمير تم الغاء ما يطلق عليه السلالة اليهودية على الارض وكذلك اللغة والديانة والدولة، واصبح ليس لهم وجود على الأرض مطلقا.اما عن اليهود الناجين فتم القبض عليهم كلهم بلا استثناء ومنهم المؤرخ يوسيفوس فى الإسكندرية وتم ترحيلهم الى روما وبداية قصة بنى إسرائيل في التاريخ الاوروبى بدا من (عبيد روما) حتى ظهور سلالة هيرتزوج واخرهم كان تيودور هرتزلر وبداية تاريخ إسرائيل في العصر الحديث.
وهكذا نجد بانه بدا من عام 70 ميلاديا تم محو إسرائيل كاملا، ولكن هناك ناجيين من هذه الكارثة المدوية والتي هي افظع بكثير مما فعله معهم قديما فرعون مصر في عهد موسى عليه السلام. وهذا هو بيت القصيد ههنا لان الناجين فقط من المذابح والاسر تحركوا في اتجاهين لا ثالث لهما وهم:
- الاتجاه الاول
هروب بعضا من اليهود ومنهم احبارا الى المنطقة العربية وخاصة شبه الجزيرة العربية واليمن. وهؤلاء هم احبار اليهود الذين نزل فيهم القرأن الكريم مع رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم وكان منهم يهود الاوس والخزرج ويهود بنى قنيقاع ولكن هذا ليس مجاله ههنا وانما فى بحث اخر.
- الاتجاه الثانى
هؤلاء اليهود المسحوبين على يد الرومان كقطارات للعبيد وكمساجين الى روما ثم الى مقاطعتها الخارجية فيما بعد والذى كان منهم اكثر سجين مشهور فى التاريخ وهو المؤرخ يوسيفوس. وهؤلاء العبيد بدأ ذى بدء اعتبروا فى القانون الرومى من احقر السلالات البشرية انذاك، وحرم على هؤلاء العبيد من جميع الحقوق، اما الاطفال منهم فادمجوا مع الاسرات الرومية التى لاتنجب أطفالا، ومنذ ذلك الحين تفرقت بنى اسرائيل فى الأرض.
وفى عام 106 ميلاديا حيث الامبراطور (تراجان) عاد بعض اليهود من الجزيرة العربية واليمن الى القدس خلسة واخذوا في الاعداد لعمل ثورة واعمال الشغب، وتم القضاء عليهم تماما، واعلن الامبراطور الرومى مدينة القدس مستعمرة رومانية واباد كل اليهود او من يتواجد منهم.
وفى اليمن ظهرت في عام 130 مدرسة في اليمن عرفت باسم (مدرسة ربيع بن عقبة) وكذلك دمرها الرومان تماما واختفى اليهود من اليمن تماما وقبعوا في منطقة شبه الجزيرة العربية (مكة والمدينة المنور) ثم ظهور قبائل اليهود العربية.
وفى عام 135 ميلاديا قامت الثورة الكبر بقيادة اليهودى (شمعون باركوخبا) فى عهد الامبراطور (هادريان) وكانت ثورة تعتبر ضربا من الجنون والانتحار أيضا. لان الامبراطور عندما علم بالامر وتسائل كيف يظهر يهود بهذا الكم بعد كل ذلك ويقيمون ثورة كبرى فارسل القائد الرومى الشهير (يوليوس سيفيروس) وقبض على باركوخبا وتم إعدامه. كما انه في هذه الثورة قتل ما يقرب نصف مليون يهودى ويزيد، ولم يتبقى لليهود اية بذرة في ارض فلطسين على الاطلاق ولا حتى خارج فلسطين سوى بعضا في اليمن تحت التستر والخوف من الرومان، اما في شبه الجزيرة العربية فعاشوا امنين مطمئنين.
بعد احداث باركوخبا السالفة الذكر، قام الوالى الرومانى على فلسطين (يوليوس سيفيروس) وهدم منطقة معبد سليمان تماما ولم يتبقى منه سوى احجار متناثرة هنا او هناك، وكذلك منطقة داوود او مدينة داوود واصبحوا ذكرى مكتوبة فقط.
منطقة هيكل معبد سليمان
ذلك المعبد الذى يبكى عليه اليهود حتى يومنا هذا نرجع ونقول لهم اين كان أصلا هذا المعبد وكم مرة في عرف التاريخ تم تدميره منذ عهد الملك المصرى شيشانق حتى عهد القائد الرومى يويلوس سيرفيوس. واصبحت منطقة المعبد مهجرة ومدمرة تماما. فالمعبد أصلا الذى تتباكون عليه لم يدم اكثر من 20 عاما فقط منذ بناءه ولم يدم اكثر من خمسة سنوات منذ وفاة سليمان عليه السلام.
وتم نزول اللعنة الإلهية عليه بامر الله وتدميره على مدار التاريخ. والسبب هم اليهود انفسهم ولا يلومون أحدا الا انفسهم وهاهو صحيح التاريخ امامنا وامامكم، ونكرر ونقول مرة أخرى بان اول تدمير له في عرف التاريخ كان على يد الملك المصرى شيشانق واخرها على يد الحاكم الرومى سيرفيوس.
والسؤال هنا أتبكون على معبد ولا تبكون على انفسكم بسبب عصيانكم الدائم لالهكم وإله العالمين؟ وماذا فعلتم بشريعة موسى، وما فعلتم باقوال المسيح عليه السلام وماذا قلتم على ستنا مريم البتول؟ فلعنة الله عليكم وعلى تاريخكم المقزز. واليوم تبكون على المعبد وتتهمون العرب باشياء ليست بصحيحة على الاطلاق ولماذا لا تتهموا روما والرومان أيضا؟
فمنطقة المعبد في عام 190 ميلاديا في عهد الامبراطور (سبتيموس سفيريوس) امر ببناء اول معبد رومانى في فلسطين وهو معبد (جوبتر) بل بنى معبدين ضخمين لهذا الاله الرومى احدهما في بعلبك بلبنان والثانى في فلسطين وفى نفس مكان معبد سليمان، بل تقول المصادر التاريخية بانه استخدم نفس الحجارة المتبقية من المعبد، ولم يظهر هذا المعبد على الاطلاق حتى يومنا هذا، فلماذا لا تشنوا الهجوم على روما الان وكما تشنوا هجومكم الدائم على العرب؟ وهل هدم العرب لكم شيئا؟
بل قام الامبراطور واصدر مرسوما بتجميل مدينة القدس واعتبراها مدينة رئيسية للامبراطورية الرومانية وأصبحت مركز للشعاع الثقافي الرومى ومركزا لعبادة الاله جوبتر في الشرق. وهذا كان ملخص سريع لتاريخ فلسطين وتاريخ القدس واصبح اليهود في شتات كامل على الأرض وفى ذلك تاريخ أخرى على المستوى الاوروبى وفى الشرق أيضا، حتى ظهورهم مرة أخرى على الأرض بعد اكثر من 19 قرنا ويزيد وقيامهم باحتلال فلسطين في عام 1948 وبداية نشاطهم الحديث في كتابة التاريخ المغلوط والذى لا يعمله الكثير من الناس على مستوى الكرة الأرضية كلها.
الخاتمة
والسؤال الأخير في هذا البحث التاريخى وهو سؤال خاص لبنى إسرائيل فقط وهو: هل فعل معكم العرب والمسلمين مثلما فعل معكم شعوب الأرض وخاصة في أوروبا بدا من الرومان حتى ظهور مؤتمر صهيون العالمى بقيادة تيودور هرتزلر؟ ألم تعيشوا في الشرق وتحت كنف الإسلام بحرية كاملة حتى في خلافة الاندلس نفسها، مع ان ذويكم في المناطق الأخرى كانوا لمجرد التشكك فيه يحرق بالنار فورا او بالاعدام؟
وماذا فعلت معكم روما في محاكم التفتيش ولا اسبانيا ولا فرنسا؟، فعلا انتم شعبا نمرود ولا تحافظون على الجميل ابدا ابدا، فكيف نثق فيكم ونؤمن لكم، وانتم لم تصونوا عهدا في حياتكم ولم تصونوا شريعتكم بل انتم من نشر الرزيلة والفجور في العصر الحديث… وابشركم بتدميركم الأخير في السنوات القادمة، وهذا ما كنتم به توعدون واسالوا نبيكم اسرا في ذلك.