الجديد

الكلديون في المصادر الاشورية

اكدت المصادر الاشورية ان الكلديون انتشروا في جنوب وغرب بلاد بابل على امتداد نهري دجلة والفرات حتى الوصول الى سواحل الخليج العربي.

الكلديون في المصادر الاشورية

ما ذكرته المصادر والنصوص الاشورية حول الكلديون

ذكرت النصوص الاشورية خمس قبائل كلدية هي بيت داكوري الواقعة الى الجنوب من بورسبا (برس نمرود) بالقرب من بابل بيت اموكاني (اموقاني) الى الجنوب منها وبيت ياكين على ضفة نهر دجلة نحو الشرق بمحاذاة بلاد عيلام وبيت شعالي وبيت شيلاني.

ورد ذكر الكلديون كشعب وكأرض اوبلد ارض كلدو واستقر الكلديون مع البابليين والاراميين جنوب العراق القديم ومن ثم تحالفوا معهم ضد الوجود الاشوري وقد اكدت الدراسات انهم ليسوا بدوا بدلالة استقرارهم في اكبر المدن الجنوبية مثل كوثى (امام ابراهيم)، كيش (تل الاحيمر)، نيبور (نفر) وسبار (ابو حبة) وغيرها.

كما تشير النصوص والمشاهد الفنية انهم استقروا في مناطق تكثر فيها بساتين النخيل والنباتات حيث الاهوار والمستنقعات وامتهنوا الزراعة وتربية الحيوانات كالماشية والاغنام فضلا عن سيطرتهم على طرق التجارة التي تمر عبرها الاخشاب والعاج وغيرها من المواد كل هذا ادى الى ثرائهم بدليل فخامة الاتاوات المدفوعة للاشوريين.

وقد اصبحوا ذوي سمة بابلية حاملين اسماء بابلية فضلا عن مشاركتهم في الحياة السياسية البابلية مع الاحتفاظ بتركيبتهم القبلية وهويتهم المميزة باشارتهم الى القبائل على انها بيت (عائلة) كلدية برئاسة شيخ او زعيم وقد يدعو نفسه ملكا احيانا ويشار الى القبائل على انها بيت فلان مثل بيت ياكين واضافة الى ذكر اسم الجد للعشيرة او القبيلة بذكر الاسم واسم الاب والجد لقبيلة ذلك الشخص.

كما يشار الى سلالة مردوك-ابلا-ادنا (الثاني) الجد الاعلى لبيت ياكين مثل نبو-زير-كيتي-ليشر ابن مردوك-ابلا-ادنا (الثاني) وليس نبو-زير-كيتي-ليشر ابن ياكين في الرسائل والحوليات الملكية الاشورية والقبيلة كانت متحدة تحت زعامة قائد واحد وكان زعمائهم يسمون راسانو وكان الحاكم المستقل غالبا ما يسمى بابن فلان اضافة الى ذكر اسم الجد لقبيلته مثل ابن اموكاني او ابن داكوري او ابن ياكين او ابن شعالي او ابن شيلاني او تحمل اسماء الملوك الحكام القبليين الكلديين المهمين مثل شمش-ابني حاكم بيت داكوري. كما اوردت النصوص الاشورية تسمية شيخ بيت ياكين مردوك-ابلا-ادنا (الثاني) بملك ارض البحر قبل ان يستولي على العرش البابلي.

وقد يطلق عليهم ملوك بلاد كلدو وكانوا منقسمين الى مجموعات قبلية يشكلون وحدات شبه متمتعة بحكم ذاتي داخل الدولة. واثبتت المصادر صعوبة حكم الاشوريين لبلاد بابل وابقاء سيطرتهم على الكلديين على الرغم من انهم قدموا الولاء لهم. اما اصلهم فيحيطه الغموض وقد تعددت اراء الباحثببن بشأنهم.

وقد ورد ذكربلاد كلدو لاول مرة في كتابات الملوك الاشوريون بحدود العام 878 ق.م عندما امتدت سيطرة اشور-ناصر-ابلِ (اشور-ناصر-بال الثاني) (883-859ق.م) نحوهم فقال: ((…وصل الخوف من قوتي الى ابعد من كاردونياش وسيطر الرعب من اسلحتي على ارض كلدو…)).

واستمر ذكر القبائل الكلدية في كتابات ملوك بلاد اشور حتى نهاية العصر الاشوري الحديث اذ تمكنوا من عقد تحالف عسكري مع الميديين فاسقطوا العواصم الاشورية فانتهى الكيان السياسي الاشوري بحدود العام 612 ق.م.

المصادر

  • باقر، طه، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة الجزء الاول الوجيز في حضارة وادي الرافدين الطبعة الثانية، 1955.
  • الراوي، شيبان ثابت، اشور ناصر بال الثاني (883 – 859 ق.م)، سيرته واعماله، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة الى كلية الاداب جامعة بغداد، 1986.
  • الحديدي، احمد زيدان، تحديات مردوك- ابلا- ادنا (الثاني) ضد الدولة الاشورية (721- 700 ق.م)، بحث منشور في مجلة جامعة تكريت للعلوم الانسانية تصدرها جامعة تكريت، العدد 2، المجلد 14، 2007.
  • الحديدي، احمد زيدان، الصراع الاشوري مع القبائل الكلدية على السلطة في بلاد بابل، بحث منشور في مجلة اداب الرافدين تصدرها كلية الاداب جامعة الموصل، العدد 50، لسنة 2008.
  • Frame,G, Babylonia 689-627 B.C., (Chicgo, 1981).
  • Brinkman, J. A., Notes on Arameans and Chaldeans in Southern Babylonia in the Early Seventh Centuey B.C., Orientalia Vol. 46, No:2., 1977.
  • Paley, S, M., King of The Worid Ashur-nasir-pal II of Assyrian 883-859 B.C. (New York, 1976).
  • Grayson, A, K., The Royal Inscriptions of Mesopotamia Assyrian Periods, Vol. 2, Assyrian Rulers of The Early First Millennium B.C. I (1114-859 B.C.), (Toranto, 1991).



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-