عاد الاسكندر الي منف بعد ان زار معبد الوحي في سيوة، وفي منف بدأ الاعداد السياسي والاداري لمصر فوضع حاميات يونانية للسيطرة علي حدود البلاد وترك امور الدين في يد المصريين ولكن عهد الي شخص يوناني كان يعيش في مصر وتاجر علي ارضها وهو كليمونيس فقرر الاسكندر ان يكون كليمونيس نائبا له علي ارض مصر ومسئولا عن بناء مدينة الاسكندرية وغادر الاسكندر مصر مكملا رحلته.
سيطرة كليمونيس على البلاد
بدأ كليمونيس سيطرته علي البلاد من خلال هيمنته علي مصادر الدخل الرئيسية في مصر وهي القمح فقرر شراء القمح من كافة الاطراف التي تزرعه واصبح المسئول الاول والاخير عنه اي اتبع نظام الاحتكار وله قصة طريفة مع الفيوم التي كانت تعد اكثر مناطق مصر خصوبة فرفض مزارعوها اعطاء قمحهم لكليمونيس.
فما كان منه الا ان اختلق قصة ان احد اصدقائه مات في الفيوم حيث خرج من بحيرة قارون احد التماسيح واكله فقرر قتل كافة التماسيح وهنا اسقط في يد اهل الفيوم لان التمساح كان يمثل لهم الرمز الديني للاله سوبك، وقرر اهل الفيوم ان يعطوه القمح حتي لايفقدوا رمزهم الديني، ويبقي السؤال لمن اتبع كليمونيس نظام الاحتكار وهو سؤال ستجيب عنه الاحداث التاليه.
موت الاسكندر الأكبر
في عام 323 قبل الميلاد ارسل كليمونيس عمله تذكارية للاسكندر مدونا عليها اسوار الاسكندرية اي انه اكمل بالفعل الهيكل الرئيسي للمدينة، ولكن في نفس هذا العام مات الاسكندر الاكبر في بابل عن عمر ياهز ال 33 عام.
ولا نعلم هل مات الاسكندر عن حمي اصابته ام اغتاله بعض جنوده بايعاز من زوجته الفارسية وكان بعض الجنود حسب راي بعض المؤرخين يكرهون ترك بلادهم لاكثر من عشر سنوات المهم مات الاسكندر وترك زوجته حامل في طفل، وكانت الاراء قد بدأت تتشعب بين ترك الجمل بما حمل والعودة الي اليوناني والاستمرار في الفتوحات او تقسيم ممتلكات الاسكندر.
دور برديكاس نائب الاسكندر
هنا يبرز دور برديكاس نائب الاسكندر وذراعه الايمن الذي يذكر المؤرخون ان الاسكندر اعطاه خاتم الملك قرر برديكاس دعوة القادة الي الاجتماع لمناقشة الوضع بعد موت الاسكندر ومن بداية الاجتماع كان رافضا تماما لفكرة العودة الي اليونان لان هذا يضيع عليه فرصة الهيمنة.
ولذا كان الاقتراح ان يتم الانتظار حتي تضع زوجة الاسكندر اوليدها فإن كان ذكرا كان له جزء من ملك ابيه اما ان وضعت انثي فيكون الحكم بالكامل لاخو الاسكندر غير الشقيق وهو فيليب ارهيدايوس وكان شابا مصاب ببعض المشاكل العصبية او حالة صرع وبالفعل وضعت زوجة الاسكندر ابنها الاسكندر الرابع فاصبح ملك الاسكندر بين طفل رضيع وشاب مصاب بمشاكل نفسية.
بطلميوس بن لاجوس ولي على مصر
واصبح برديكاس وصيا علي العرش ووافق القادة علي ذلك في مقابل ان يكون كل منهم مسئولا عن ولاية من ولايات الاسكندر ومايهمنا هنا مصر حيث وقع الاختيار علي بطلميوس بن لاجوس ليكون وليا عليها ويبدو انه كان هناك اتفاق علي ذلك حيث وصل بطلميوس الي مصر بعد اقل من اسبوعين وعند وصوله الي مصر استقبله كليمونيس مرحبا مقدما له ميزانية مصر 8000 تالنت فضة وكان هذا مبلغ رهيب وميزانية كبيرة.
وهنا يكون الرد علي سؤال هل كان كيمونيس يعمل لنفسه ام من اجل مصر خاصة ان الوضع كان رائعا اقتصاديا ولكن بطلميوس لم ينتظر كثيرا فقرر ابعاد كليمونيس من اجل السيطرة علي مصر فقتله.
وكان بطلميوس ينظر الي مصر علي انها شقة ايجار يسكنها باشراف برديكاس يدفع له الايجار ولكن كان همه الاول هو السيطرة علي هذا البلد وجعله مثل البناء التمليك وبدأ من هنا مشروعه التوسعي كانت الخطوة الاولي الاتفاق مع قائد موكب الاسكندر للجنازة ان يتم نقل الموكب الي مصر ليدفن الاسكندر فيها وليكون هذا مؤشرا ان مصر هي عاصمة ملك الاسكندر، وهنا يفرض التساؤل هل دفن الاسكندر فعلا في مصر وهل قبل القادة الاخرون هذا ام ان الاسكندر له ضريح رمزي.
اظن انه دفن في مصر في منف بداية ثم نقل الي الاسكندرية في عهد بطلميوس الرابع بعد اتمام السوما الملكية هناك، وكان مشروعه الثاني هو لسيطرة علي حدود مصر الشمالية الشرقية المعروف تجاوزا باسم جوف سوريا وعلي حدود مصر الغربية في منطقة برقة اي انه جعل هناك ذراع امتداد لمصر وعند هذه الخطوة تحرك وبقوة برديكاس ضد بطلميوس وحاربه مع بقية القادة.
ولكن تمكن بطلميوس من هزيمة برديكاس والسيطرة عليه وشراء ذمم جنوده فسقط برديكاس وانهار معه اخر شئ يتصل بالاسكندر بعد قتل بقية اسرته وبدا بطلميوس الذي كان قائدا مقربا للاسكندر وكتب كتابا عن حياته ويعني اسمه العدواني في الهيمنة علي مصر كاملة ودخل في مفاوضات مع القادة لتتحول بذلك اماراتهم الي ممالك مستقلة والسؤال وماذا بعد هذا موضوع لقائنا القادم ان كان في العمر بقية اشكركم.