الفن المصري القديم قبل تناوله نسرد وصف مصري للطبيعة الخلابة فيقول: “اذا شعرت انني اريد ان امتع ناظري، كنت اخرج عند الفجر وقد حملت شبكتي فوق كتفي وتوجهت نحو النهر، انني اري السماء، والمياه الفضية المتلالئة والمراعي الخضراء، وسرعان ما يبزغ قرص الشمس من الشرق وكانه صينية ذهبية تألقة او نار متأججة”.
كان ما سبق وصف مصري للطبيعة الخلابة التي يراها امامه ولا يتوقف عن التأمل بها، كان ذلك ما دعا المصري القديم الي التعبير عن الجمال من خلال الفن، فالفنون علي كثرة انواعها هي مجرد تعبير عما في داخل الفنان وما يراه امامه.
الطبيعة وأثرها على الفن المصري القديم
وأثرت الطبيعة المصرية الخلابة علي الفن المصري القديم، فنجد الالوان الطبيعية الخلابة جعلته يبحث عن الجوهر الاساسي للاشياء، فهو في نقوشة وتماثيله يحلل الكائنات والاشياء حتي يستطيع اكتشاف الصفات المتباينة المختلفة التي تتسم بها شخصياتها وسلوكها فنجد مثلا في سقارة يحلل مشهد عبور الاحراش بالماشية من خلال طبيعة البقر الحنونه.
فنجده يصور الفلاح وهو يحمل ابنة صغيره لاحد البقر حتي تتعلق امها بها، ومن ثم تعبر النهر ومن خلفها صديقاتها من البقر، ونجده ينظر الي الطبيعة من منظور ألوانها، فنجد ان إفتقار الأشكال والنقوش المصرية الي الألوان امر ليس له مكان في الفن المصري القديم.
ونجده دائما يبحث عن الكمال في ابداعه فاذا اراد ان يصور الهيئة البشرية فهو يمثل العينين والكتفين والصدر وكأنه ينظر اليهما من زاوية امامية فالعين مكتملة، وليس هناك ما يحجب النظر والقدم اليسري تتقدم اليمني لتعطي ايحاء بالسير، ويبرز من الحوض ثلاثة ارباع فقط لتكون السرة واضحة وعضلات البطن بارزة للتعبير عن رشاقة الجسد فهو ليس مترهلاً.
الألوان والملابس فى مصر قديماً
اما عن الملابس فقد اعتاد المصري القديم ان يرتدي مئزراً من الكتان الابيض اللون، وتبدو مقدمته في هيئة مستطيلة ومبطن حتي لا يلتصق القماش بجسده بسبب العرق، لذلك وجد الفنان المصري ان الضرورة تحتم ان ينظر الي الامام لهذا الجزء من المئزر لكي يبرز كافة خطوطه ومدي اتساعها.
اما الألوان فهي تضفي سماتها الخاصة علي التماثيل، فتروي قصة اكتشاف تمثال الامير رع حتب وزوجته نفرت في ميدوم، وكيف ان بروز العينين أضفي عند فتح المقبرة الحياة عليهم، فإعتقد من دخل الي المقبرة بأنهم أحياء، ومن ثم قاموا بالفرار خوفاً وهو الان في المتحف المصري.
بالاضافة الي إبراز الفرق الواضح بين الرجل والمرأة في التكوين الجسماني، فالرجل بمظاهر الرجوله والعضلات المفتوحه واللون البني المائل للاحمرار، نظرا لكونه قائد عسكري دائم الترحال والتجول اثناء النهار، وبين الشكل والملامح الانثوية واللون الابيض الكريمي للجسم دلالة علي كونها مرأة ملكة في بيتها لا تعرف للشقاء والتعب اي عنوان.