الجديد

سيرك ماكسيموس بحث كامل

سيرك ماكسيموس هل تعرف عن هذه البناية الضخمة رائعة الجمال شئ عزيزى القارئ؟ هل سبق لك رؤيتها أو معرفة بعض المعلومات عنها ؟ الاجابة لغير المتخصصين هى بالطبع لا. ذلك لأن هذه البنية الضخمة لم يتبق منها الآن سوى أطلال تصميم الاساسات.

سيرك ماكسيموس بحث كامل

وهذا يعود قارئى العزيز لانعدام وجود أى متبقيات من الاثار ولو مهشمة تجعل من الناظر إليها سهولة التعرف على اسم هذا الأثر الضخم ولو بأقل المعلومات عنه.

يعلم جميع المتخصصين فى الدراسات اليونانية واللاتينية والعصور الوسطى على السواء بمدى افتقار المكتبات العربية التى تعالج موضوعات الحضارة الأوربية القديمة حتى العصور الوسطى الأوربية, فالكتب العربية المؤلفة نادرة جدا فى هذه الدراسات، ولاسيما فى هذا المجال على وجه الخصوص “الدراسات الهندسية العمرانية للرومان والعصور الوسطى الأوربية”.

تعتبر روما مدينة فريدة من نوعها كانت تضم مراكز تسوق و ومنتجعات صحية وأنظمة طرقات وجسور وحمامات وقنوات وشبكات مياه وأنظمة صحية. لقد منح الشعب الرومانى غرائب فى الهندسة المعمارية كانت خارج هذا العالم ,ووسائل ترفيه تفوق الوصف واحلامهم الأكثر جموحا. إليكم الآن واحد من المبانى الرومانية التى تؤمن رفاهية الشعب الرومانى “سيرك ماكسيموس” هيا بنا ننتقل إلى أهم النقاط التوضيحية:

  • الإسـم: سيرك ماكسيموس, أو Circo Massimo بالايطالية وتنطق تشيركو ماسيمو.
  • الموقع: روما , يقع فى وادى مورسيا بين هضبتين “البلاتين” و “الافنتين”.
  • الارتفاع: 30 مترا.
  • الطول: 600 م تقريبا.
  • العــرض: 150 م تقريبا.
  • الوظيفة الاساسيـة: الأعمال الترفيهية.
  • المؤســس: تارقوينيوس الأكبر.
  • المجــدد: الامبراطور تراجان.
  • الطراز المعمارى: عمارة رومانية.

وظيفة واستخدام سيرك ماكسيموس

شكًّل “سيرك ماكسيموس” حلبة للاستعراض الضخم بين الحيوانات والمصارعين وسباق عربات خيل , فضلا عن قيام بعض المتاجرات و والمقامرات أيضا. اذا نظرت لتاريخ هندسة العمارة الرومانية ستجد “سيرك ماكسيموس” هو أقدم البنايات الرومانية وأكبرها فى روما من حيث الأماكن العامة.

وكانت وظيفته الاساسية هى سباق عربات الخيل و كان يعرض بداخله أيضا سباقات الزوارق والأعياد العامة والمسرحيات وألعاب القوى و الاحتفالات الدينية ومواكب النصر و الالعاب الرومانية (Ludi Romani). كما كان يتضمن عمليات صيد الحيوانات البرية وعمليات الاعدام العلنية ومصارعة المحاربين.

فثمة مصدر أعرب لنا أن الاستاد كان يقام فيه بشكل دورى اثنتى عشرة سباقا, وأفيد أن دومتيان ذات مرة أقام مائة سباق فى يوم, وفى القرن الرابع الميلادى وصل عدد السباقات إلى ست وستين سباقا سنويا, ولكن بعدد لفات أقل حيث تم تخفيضها من 13 لفة إلى 5 لفات, كما أشار بعض المؤرخين أن ماكسيموس صار يستخدم بعد نشأة الكولوسيوم وملعب دومتيان فى المقام الأول كحلبة سباق للعربات الحربية المخيلة , وعقب انتشار المسيحية وتنصير الامبراطورية الرومانية بدأ يخسر فعالياته وبحلول القرن السادس الميلادى لم يعد له استخدام , ولكن ذهب البعض على انه استخدم كاستخدام أخير فى عهد توتيلا Totila ملك القوط الشرقيين فى 549م.

وبعد القرن السادس الميلادى لم يعد الاستاد قيد الاستخدام بعد أن حل به الخراب والدمار , كما لم يسلم من سرقة اللصوص لمواد بنائه , والحاصل أن المقاعد صارت مدفونة فى التربة ويعتقد أن المسار الفعلى لحلبة السباق دفن تحت طبقة تشكل 6 أمتار من سطح الأرض.

تخطيط سيرك ماكسيموس

المؤسس الحقيقى لسيرك ماكسيموس

وقد كشفت لنا العديد من المصادر التى تؤكد بأن هذا السيرك قد تم تشيده فى القرن السادس قبل الميلاد 530 ق.م من قبل الملك تارقوينيوس الأكبر Lucius Tarquinius Priscus خامس ملوك الرومان من الاتروسكيين فى العصر الملكى وذلك من خلال بناء نصب تذكارى يتوسط الحلبة اطلق عليها اسم (Spina) التى كانت تقوم مقام الحاجز للمسار, كما أعرب لنا مصدر أخر بأن هذا السيرك كان يعرف بين المؤرخين باسم Consualia festival الذى عقده أول ملك رومانى مؤسس روما رومولس, الذى قام رجاله بخطف النساء السبينات ولكننا فى الحقيقة لا نملك أى أدلة تثبت ذلك بشكل أو بأخر والله أعلم.

حريق الإستادات الخشبية

شهد سيرك ماكسيموس عدد من الحرائق هم:

الحريق الأول

كل المحاولات السابقة لبناء المدرجات انتهت بالكوارث , وذلك يعود لمواد البناء حيث كانت أغلبها من الخشب مما جعلهم عرضة للحرائق. ففى عام 31 ق.م نشب حريق هائل دمر هيكله الخشبى وأعيد بنائه من قبل الامبراطور أغسطس Imperātor Caesar Dīvī Fīlius Augustus الذى أضاف له المربع الامبراطورى على تل البلاتين , كما أضاف مسلة ضخمة يبلغ ارتفاعها 25 مترا للـ Spina تعود تاريخها للملك رمسيس الثانى عظيم الفراعنة والآن صار لها سيد جديد روما (تم نقل هذه المسلة إلى ساحة ديل بوبولو).

الحريق الثانى

وفى عام 64 م نشبت النيران فى متاجر الاجزاء السفلية حول المسار من خلال الحريق الهائل الذى تسبب فيه نيرون Nerō Claudius Caesar Augustus Germanicus التى لم تسلم منه مبانى روما المدهشة.

الحريق الثالث

بعد تعرضه للحريق للمرة الثالثة ربما 80 م , قرر الامبراطور تراجان Imperator Caesar Nerva Traianus Divi Nervae filius Augustus إعادة بنائه من مادة الرخام فى عام 103 م الذى عكس لنا مدى قوة روما وقتئذ.

ونقلا عن أحدهم إذ أفاد بأن هذا البناء قد اعيد بنايته أو أضيفت له بعض الاضافات فى عهد يوليوس قيصر 46 ق.م , و فى عام 33 ق.م أضاف أجريبا له أيضا بعض الاضافات البرونزية من الدلافين والبيض الرخامى.

تصميم سيرك ماكسيموس المعمارى

تم تصميمه بشكل ملفت للانظار خاطف للبصر من حيث طبيعة البناية حيث أعرب دينوسيوس عنه قائلا “هو واحدة من أكثر الهياكل الرائعة فى روما” حيث صمم على نحو آمن لتعزيز سلامة الحشود إذ أحيط مساره بقناة بعرض وعمق عشرة أقدام شيدها يوليوس قيصر لحماية المشاهدين من الحيوانات البرية وذلك قبل انشاء الكولوسيوم.

كما انشئ به العديد من المخارج والمداخل وذلك من أجل العمل على راحة المواطن الرومانى فى الدخول والخروج من دون إزعاج. فضلا عن المحلات الخشبية التى صممت خصيصا من أجل رفاهية المواطن التى أصابها الحريق بفعل نيرون 64 م.

كما كان به مربعات خاصة بالسياسيين , وأعضاء مجلس السناتو, والفرسان ,حيث المقاعد الرخامية التى صممت خصيصا لهم، فضلا عن المربع الامبراطورى المقام عاليا فى منطقة القصر فوق هضبة البلاتين المخصص للامبراطور والعائلة المالكة.

ووفقا لبلينى فقد ثبت لنا أن هذا الانشاء الضخم كان فى استطاعته أن يحمل ما يقارب 250.000 متفرج. وكان يحمل اثنتى عشرة عربة على خط طباشرى واحد ينطلقوا سويا من بوابة واحدة. وتم تصميمه لسباق العربات وذلك بالدوران حول الحاجز (spina) سبع لفات بمسافة إجمالية تبلغ حوالى 4 أميال.

شكل مخطط سيرك ماكسيموس

فى الوسط حاجز يعرف بـ Spina على نهاية كل طرف منها ثلاث أعمدة على قاعدة واحدة, ويتوسطها مسلة رمسيس الثانى , فضلا عن مسلة أخرى تبلغ 88 قدم , وفى نهاية الحاجز توجد مخاريط للحفاظ على الحاجز من تعرضه للتلف من قبل العربات.

بالقرب من طرفى الحاجز هناك عمودان, الجزء العلوى لكل عمود به عارضة رخامية , على العارضة الرخامية لاحدهما خط من البيض الرخامى والاخرى دلافين برونزية. فقيل أن البيض يرمز لقديسى روما كاستور وبولكس , والدلافين رمزا لنيبتون راعى الخيول.

وقد أعرب لنا مصدر أخر أن البيض استخدم لحساب عدد اللفات , وعقب كل لفة تزال بيضة، وبعد اضافة الدلافين للـ Spina فى عام 33ق.م من قبل أجريبا تم استخدامها لنفس الغرض.

انتهى البحث قال الحسن البصرى “من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره”.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-