يبدأ عصر القوة في عهد الدولة البطلمية بطبيعة الحال منذ أن أصبح بطليموس الأول ملك على مصر في 305 ق.م.
صفات مؤسس عصر القوة في عهد الدولة البطلمية
في الواقع كانت شخصية هذا الرجل (بطليموس الأول) تتمتع بالعديد من الصفات الحميدة التى مكنته من أن يضع الأساس لدولة استمرت بعده ما يقترب من ثلاثة قرون.
ولعل أهم هذه الصفات التواضع وتجنب السعى وراء أطماع بعيدة مثل تولى السلطة العليا في الإمبراطورية (عندما قسم قادة الأسكندر الإمبراطورية في مؤتمر بابل بينهم أعطوا قائد يسمي برديكاس مسئولية الوصاية على العرش ومنصب القائد الأول لجيوش الإمبراطورية).
ولما تخلى بطليموس الأول عن أطماعة في الإمبراطورية، فقد بذل جهده فى سبيل تأمين وجوده فى مصر وتأمين حدوده سواء كانت شرقية أو غربية أو شمالية.
سياسة بطليموس الأول الداخلية
تتلخص فى اتباعه مجموعة من النقاط الرئيسية ، وهى:
اتبع نظام الحكم المطلق ، وهو نظام قد ألفه المصريون ، كما أدخل عليه عنصر ديني
بالاعتماد على العنصر الإغريقى فى كافة الأعمال المهمة للدولة.
الإبقاء على المدن اليونانية الموجوده وهي نقراطيس والإسكندرية ، وعدم التوسع في إنشاء مدن جديدة لأن وجودها يستلزم أن تتمتع بقدر كبير من الحرية ، وهذا يتعارض بشكل كبير مع النظام الملكى المطلق، ولذا لم يتم خلال فترة حكم البطالمة كلها سو تأسيس مدينة واحدة وهى مدينة بطلمية والتى أنشئت في عهد بطليموس الأول .
أوجد إله رسمي جديد للدولة يجمع ما بين الصفات الإغريقيةو المصرية وهو الإله سرابيس.
سياسة بطليموس الأول الخارجية
فهي تتلخص فى المحافظة على استقلال مصر السياسى والاقتصادى وذلك عن طريق دعم حدود مصر والحفاظ عليها والاهتمام بالنشاط الاقتصادى.
ولقد اعتمد بطليموس الأول بشكل كبير على المرتزقة الإغريق فى تنفيذ مشروعاته الداخلية ولذا منحهم العديد من الأمتيازات.
وعلى الرغم أن بطليموس الأول قد أسس دولة قوية سياسياً واقتصادياً إلا أنه أورث خلفاءه ما يعرف بالمشكلة السورية وهي المشكلة التى كانت بين دولة مصر والدولة السلوقية فى سوريا وقد نشب على هذه المشكلة ستة حروب، وكان لهذه الحروب أثر كبير في ضعف كلا الدولتين وسقوطهما فى النهاية فى أيدى الرومان.