النحت اليوناني يعد فن النحت أحد المجالات الفنية المهمة التي أسهم فيها اليونانيون بقدر كبير من الإنجازات التي سبقوا بها غيرهم من الأمم، سواء أكانت الأعمال النحتية التي تتحدث عنها تماثيل مستديرة، أو أفاريز منحوتة كانت تزين جدران المعابد والمقابر وغيرها من المنشآت المعمارية.
النحت اليوناني
وقد اختفى جزء كبير من الأعمال النحتية اليونانية على مدى القرون التي تفصل بيننا وبين العصرين الكلاسيكي والهللينستي، وهي المراحل التي وصل فيها فن النحت اليوناني إلى ذروته.
ومع ذلك فإن ما بقي من هذه الأعمال يكفي لتعريفنا بأهم الخطوط العريضة لهذا الفن، خاصة وأن الرومان نجحوا في نسخ أعداد كبيرة من الأعمال النحتية اليونانية، وما زالت أعداد كبيرة من هذه النسخ باقية حتى يومنا هذا، ونستطيع أن نسترشد بها في محاولاتنا دراسة الكيفية التي تطور بها فن النحت اليوناني والتعرف على مقوماته.
وبالإضافة إلى هذه النسخ الرومانية للأعمال النحتية اليونانية، فإن لدينا أيضا بعص المصادر الأدبية التي تعرفنا ببعض أهم الأعمال اليونانية.
وتتمثل هذه المصادر في بعض كتابات الرحالة والجغرافيين اليونانيين الذين زاروا المدن اليونانية في العصور القديمة ووصفوا ما بها من معابد وتماثيل.
ومن أهم هؤلاء الكتاب الرحالة باوسانياس (Pausanias)، الذي عاش في القرن الثاني الميلادي وكتب كتابة وصف فيه بلاد اليونان، ونتعرف من خلاله على أهم المواقع الأثرية القديمة وعلى ما بها من آثار.
لدينا أيضا كتابات المؤرخ الطبيعي الروماني بلينيوس الأكبر (Plinius)، الذي عاش في القرن الأول الميلادي، وكتب كتابة نتعرف من خلاله على عدي من النحاتين اليونانيين وعلى أعمالهم، وكذلك على عدد من الفنانين الذين اهتموا برسم الأواني الفخارية.
المواد المستخدمه فى النحت اليوناني
هناك العديد من المواد التى تم استخدامها فى الاعمال النحتية اليونانية ومنها:
الخشب
هو يعد من المواد التي استخدمها الفنان اليوناني ف البداية وقد كثر استخدام الخشب في صناعة النحت الإغريقي في العصور المبكرة، وما قبل العصر الأرځي.
وتتعرف على الأعمال النحتية المصنوعة من الخشب في هذه المرحلة بشكل أساسي من خلال الأعمال الأدبية نظرا لأن الأعمال النحتية المصنوعة من الخشب تتعرض للتلف سريعة.
وبالتالي فإنه لم يصل إلينا شئ من الأعمال النحتية الخشبية المبكرة.
البرونز
كان البرونز مادة مفضلة لصناعة التماثيل اليونانية طوال مراحل التاريخ اليوناني القديم، وإن اختلفت طرق إعداد التماثيل بهذه المادة من مرحلة إلى أخرى ومن تمثال إلى آخر.
الرخام
بدأ استخدام الرخام كمادة لصناعة التماثيل منذ بداية القرن السابع قبل الميلاد ثم ساد استعماله بعد ذلك، ومن أهم انواع الرخام التي استخدمها الفنانون اليونانيون تلك الموجودة في الجزر اليونانية، مثل جزيرة باروس (Paros) وناکسوس (Nixos)، وبعد ذلك استخدم الرخام الموجود في جزيرة بنتيليكوس (Pentelicus).
وقد فضل الفنان اليوناني استعمال الرخام في صنع التماثيل نظرا لجماله ورونقه الجذاب الذي يتلاءم مع تماثيله، وكذلك لصلابته إلى حد ما إذا ما قورن بالحجر الجيري.
كذلك فإنه وجد في أنواع الرخام العديدة، سواء الأنواع الناصعة البياض، أو الأنواع الرمادية، أو ذات الحبيبات الحمراء أو العروق الغامقة، مجالا خصية الإنتاج العديد من الأعمال ذات التأثيرات المختلفة.
الحجر الجيري
يتصف الحجر الجيري بأنه أقل صلابة وأكثر نعومة من الرخام، وهو الأمر الذي ساعد الفنان اليوناني على قطعة وتشكيله بيسر وسهولة أكثر من الرخام.
ولكن، نظرا لأن سطح الحجر الجيري لا يتصف بأنه أملس، فإن الفنان كان يضطر في هذه الحالة إلى تغطية سطحه وكذلك تلوينه.
ومع ذلك، وعلى الرغم من سهولة العمل في الحجر الجيري فإن الفنان اليوناني كان يميل إلى تفضيل الرخام عنه ربما لأنه يتأثر بشدة بالعوامل الجوية.
الطين المحروق
استخدم الطين المحروق في صناعة التماثيل في المراحل المبكرة، وكان الفنان يخلط الطين بكمية من الرمل ويصنع منه التمثال مباشرة، وفي مراحل تالية تم استخدام هذا الخليط الذي كان يشرق ليكتسعدها درجة معينة من الصلابة كقالب لصنع التمثال حيث كان يغطي القالب بطبقة من الطين المبلل، ثم يترك حتى يجف وينكمش تلقائيا فينفصل عن القالب.
وبعد ذلك كانت هذه الطبقة تكسي بالألوان المطلوبة، وكان التلوين يتم قبل الحرق أو بعده.
المعادن الثمينة
والمقصود بهذه المعادن الذهب والفضة. كذلك كان يتم استخدام العاج الذي كان يستورد من الخارج في تطعيم التماثيل.
وكانت هذه المواد جميعها نادرة الاستخدام بشكل عام الارتفاع أثمانها.
وكان التماثيل المعدة من هذه المواد تصنع على قوالب من الطين المحروق، وكانت المعادن تعامل في هذه الحالة بنفس الكيفية التي يعامل بها البرونز.
فكانت تعد ألواح من الذهب أو الفضة، وكان يتم طرق هذه الألواح على القالب الصلب المعد من الطين المحروق حتى تأخذ الشكل المطلوب التمثال.