الجديد

المؤرخ اليونانى هيرودوت - Hēródotos ابو التاريخ

ولد المؤرخ اليونانى هيرودوت عام 489 ق.م في مدينة هاليكارناسوس إحدى مُدُن جنوب غرب أسيا الصُغرى (حالياً تُسمّى مَدينة بودروم الواقعة جنوب غرب تركيا).

ومات عام 420 ق.م بعد أن قضى حياته في التنقُل والترحال من مكان لآخر حيث أنه زار العديد من بلاد الشرق القديم مثل مصر – العراق – إيران وغيرهم.

المؤرخ اليونانى هيرودوت - Hēródotos ابو التاريخ

وقد جاء إلى مصر بحراً على ظهر إحدى السفن التُجارية اليونانية عام 448 ق.م في (نهاية الأسرة 26) لمعرفة بعض مظاهر الحضارة المصرية القديمة لكنه كان جاهلاً باللغة المصرية القديمة فإعتمد على الرواه والمُترجمين وسجّل عنهم كل ما سمعه ورآه بعينه في كتاب إسمه “تَمحيص الأخبار” الذي تم تقسيمه إلى 9 أجزاء.

ما قاله المؤرخ اليونانى هيرودوت عن مصر

وتم تخصيص الجزء الثاني منه لمصر ويُعتبر هذا الكتاب مصدراً هاماً لتاريخ وحضارة مصر القديمة لأن هيرودوت تَحدّث فيه عن جغرافية مصر وأهم مُدنها وأحداثها التاريخية. وأهم أعمال ملوكها والمعابد والأعياد الدينية الخاصة بالمعبودات حيث يقول في مُقدمة كتابه:

{وسوف أتحدث عن مصر بإسهاب لأنها تحوي الكثير من العجائب أكثر من أي بلد آخر حيث نرى فيها منشآت رائعة تفوق كل التعبير لا نراها في أي بلد آخر}.

ولقّبه الخطيب الروماني شيشرون بــ “أبو التاريخ” بالرغم أنه ظل في مصر 4 شهور فقط لأنه وصف كثير من الظواهر المصرية مثل:

(التكوين الطبيعي لأرض مصر – النيل ومصادره وفيضانه والمناظر الطبيعية المُختلفة وخصائص الدلتا والحياة في منطقة البُحيرات التي سأتحدث عنها في المَقَال القادم بإذن الله- حيوانات البيئة والمُعتقدات الدينية المُرتبطة بها مثل التمساح وسبع البحر وأبي المنجل وطائر الفُنكس والثعابين المُجنّحة).

بالإضافة لذلك قام بوصف عادات المصريين بدقة كبيرة حيث يقول:

{كانت النساء يذهبن إلى السوق ويَمكُث الرجال في المنازل للغزل و كان الكهنة حالقي الرؤوس وكان الأشخاص العاديون يكتبون من اليسار لليمين والكهنة من اليمين لليسار ويعتقدون أنهم على صواب}.

كما تحدث عن الأهرامات وذكر أنها مبنية من أحجار مصقولة مُلصقة ببعضها البعض بدقة وأن بناء الممرات السفلى والطُرُق الصاعدة في الهرم الأكبر إستغرق 10 سنوات وبناء الهرم نفسه إستغرق 20 سنة وذكر أن الطريق الصاعد المُوصّل بين معبد تخليد الذكرى (المعبد الجنزي مسبقاً) ومعبد الوادي الخاص بالملك خوفو كان مسقوفاً وجدرانه منقوشة.

وذكر أن صُلب / أساس الهرم الأكبر بُني أولاً على سلالم / درجات / هياكل ثم رُفعَت الأحجار بآلات مصنوعة من ألواح خشبية قصيرة وتم إتمام الجزء الأعلى من الهرم أولاً ثُمَّ تم إكمال الأجزاء الأخرى حتى نصل للأجزاء السُفلية قُرب الأرض.

وذكر أيضاً أن عدد العُمال الذين قاموا ببنائه (100000 – مائة ألف عامل) وكانوا يُستبدلون بغيرهم كل 3 شهور وكانوا ينقلون الأحجار الجيرية الجيدة عبر مراكب في النيل بعد قطعها من محاجر طُرة. كما تحدث عن الكثير من المُدُن المصرية الأخرى وما بها من آثار والأعياد الخاصة بها.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-