الملك أمنحتب الرابع عرفه المصريين باسم آخناتون وهي التسميه الآكثر شهره في العصر الحديث، وجاءته شهرته بسبب ثورته الدينيه التي قام بها والتي تعد الثوره الدينيه الوحيده الي قام بها ملك مصري، كما انه وبسبب هذه الثوره فقد ربط المصريين بين هذه الثوره وبين الديانات السماويه ممثله في الخلط بينه وبين انبياء الله ورسله ولازالت هناك محاولات للتقريب بينهم ولكننا في هذه المقاله نتناول الملك امنحتب الرابع (في طيبة) والملك اخناتون (في آخيتاتون).
مشاركة إخناتون لأبيه في الحكم
اذا اتفق علي مشاركته لابيه في الحكم فهناك اختلاف علي العام والمدة التي تولي الحكم فيها فهناك من يقول انه في العام 28-29 وهناك من يري انه في العام 37-39.
وتوضح رسائل العمارنه علي ان الملكه (تي) ام امنحتب الرابع قد ارسلت للملك الميتاني توشراتا خطاباً تبلغه فيه بموت زوجها امنحتب الثالث وترجوه ان يستمر في صداقته وعلاقته الوديه مع ابنها فرعون مصر الجديد امنحتب الرابع وقد اجاب توشراتا بان عليها ان تقنع ابنها بالمحافظه علي هذه العلاقات الوديه بين مصر ودوله ميتاني وهذا الخطاب يدل علي ان امنحتب الرابع لم يعتل العرش الا بعد وفاه ابيه امنحتب الثالث.
الملك أمنحتب الرابع في طيبة
تزوج الملك أمنحتب الرابع من نفرتيتي وقد بدا امنحتب الرابع الحكم في طيبه وكان لايزال عمره لا يزيد عن سته عشره عاماً وكانت امه الملكه تي تعاونه في الحكم في السنوات الاولي من حكمه وقد بدء حياته بتقديم الولاء للاله آمون كما هو مسجل في لوحه السلسله (شمال كوم امبو) واتخذ لنفسه الالقاب الخمسه التقليديه المتوارثه.
إخناتون فى آخيتاتون
انتظر اخناتون العام الرابع من حكمه ليزيح من امامه الاله آمون رع ويضع مكانه الآله آتون وشرع في تنفيذ برنامج انشاءات تقليديه قبل ان يقوم بهذه الخطوه حيث صور نفسه في جبل السلسله وهو يحمل تقدمات للاله آمون، كما وضع اللمسات الاخيره في زخرفه معبد امنحوتب الثالث في صولب، كما ان انشاءات معبد الكرنك للاله آتون توكد وجود عزم علي التغيير والتطوير مع قدر من التسرع وانتقل في العام الرابع الي آخت آتون وتعني افق الشمس (العمارنه).
ولم يكن آتون سوي صورة جديدة لاحد ظواهر الشمس المختلفه، وظهر اول ما ظهر في عصر الدوله الوسطي، وبالتحديد في عصر الاسره الثانيه عشره بمفهومين الآول كوكب الشمس والثاني الاله المقيم في هذا الكوكب، واستمر آتون بهذين المعنيين حتي جاء اخناتون وحرره من المعني الآول واختار له المعني الثاني بل وحلت كلمه آتون محل نثر في اللغه المصريه القديمه، واتخذ اخناتون لنفسه لقب (الخادم الاول للاله رع حور اختي الذي يهنأ باسمه النور (شو) الموجود في آتون).
الملك أمنحتب الرابع وكهنة آمون
ويبدو ان كهنه آمون قد سمحوا في البدايه لاخناتون في طيبه ببناء معبد للاله آتون بعد ان لاحظوا ان الاله آتون لم يكن سوي صوره اخري لاله عين شمس القديم رع. ولكنهم بدأوا يعرفون انه يختلف شكلاً وتعاليماً عن الالهه المصرية، وقد صور اخناتون للاله آتون الصوره التي اقرتها الماعت. فقد صوره كقرص الشمس يتوسطه الصل الملكي ويخرج من القرص الاشعه علي شكل خطوط تنتهي كل منها بيد انسانيه يمسك بعضها رمزين احداهما للحياه. والأخر للسعاده متجهه الي أنف الملك والملكه.
وقد يعني هذا ان الاله آتون يصبغ نعمته عليهما وهما بدورهما يهبانها الي أفراد الشعب المتعبدين. وقد ظهر اسم آتون في البدايه بدون خرطوش مثل كل الالهه المصريه. ثم بدأ يظهر الاسم ولاول مره في خرطوش كاسم الملوك اي ان آتون عومل كملك مصري.
وفي تل العمارنه أقام اخناتون اربع عشره لوحه منقوشه منقوره في الصخر لتحدد غرباً وشرقاً حدود عاصمته الجديده، وهي تقع علي الشاطي الشرقي للنيل بين المنيا واسيوط وبالقرب من محاجر حتنوب.
نهاية حكم إخناتون
ولم يكن اخناتون ملكاً محارباً فقد اهمل السياسه الخارجيه. وبدأت مصر تفقد في عصره الجزء الشمالي من الامبراطويه، ومات وهو في الثانيه والثلاثون من عمره.