منذ آلاف السنين في مصر القديمة وقبل ان يعرف الغرب عيد الحب الفلانتين نسبتا الى القديس فلانتين وقد ظهر فى القرن الثالث الميلادى.. عرف المصريين القدماء الحب بكل ما يحمله من معانى فى طياته من وفاء واخلاص واحترام وتعاهد على البقاء والعيش فى السراء والضراء.
كيف كان الحب في مصر القديمة
حول الحب دارت اساطير من القصص والحكايات المصرية القديمة.. والجدير هنا بالذكر ان لفظ (محبوبة) او (ميرت) باللغه المصرية القديمة كان لفظا سائدا فى مصر ومتداول حتى فى تسمية الاشخاص مثل (مرت امون) وتعنى المحبوبة للاله امون.. واشهر شخصيه لهذا الاسم بنت رمسيس الثانى التى تملأ تمثيلها ربوع مصر وكيف كان رمسيس يحبها ويدللها.. و(مربتاح) ويعنى المحبوب للاله بتاح وغيره من الاسماء التى يدخل في تركيبها كلمه الحب. وهذا ان دل فيدل على ان المصريين القدماء عرفوا الحب وعاشوا له ومن اجله.
- وقد تغنى المصرى القديم بالحب وأنشد له الاشعار المليئة بالدف والحنان ومنها:
«لقد أثار حبيبي قلبي بصوته.. وتركني فريسة لقلقي وتلهفي. انه يسكن قريبا من بيت والدتي.. ومع ذلك، فلا أعرف كيف اذهب إليه؟». (بردية «شيستر بيتي 1» مقطع «أقوال السعادة الكبرى» المقطع الثاني).
- ونطالع أيضا من خلال قصائد الغزل الفرعونية كثيرًا من أحاسيس العشق ومشاعر التحفظ والقلق واللهفة، ومنها:
«قلبي يرتجف قلقًا.. حين أفكر في حبي لك. إنه لا يتيح لي (أن أتصرف) تصرفا رشيدا، إذ إنه يختلج بشدة في مكانه». (بردية «شيستر بيتي 1» مقطع «أقوال السعادة الكبرى» المقطع الرابع).
- وهذه حبيبة اخرى تقول:
«يا زهرة الحب الزرقاء.. قلبي مِلْكٌ لكَ، ومن أجلكَ أفعل ما يهواه. انتظاري لك هو كُحْل عيني، فعندما أراكَ يتألق بصري. إني ألتصق بك، لتزداد معرفتي بحبك، يا أحب الناس يا (مالكا قلبي!)». (بردية «هاريس 500» قصائد الحلقة الثالثة مقطع أغاني الملذات).
قصص الحب والاساطير المصرية القديمة
نسج المصريين القدماء القصص والاساطير ايضا عن الحب.. واشهرها واعظمها قصة ايزيس واوزوريس التى من خلالها نسج المصرى القديم كل قيم الوفاء للزوجة المصرية.. واظهر من خلالها كيف تكون التضحية من اجل الزوج والحبيب.
وايضا من قصص واساطير الحب قصة ازادورا.. وهى بنت حاكم المنيا من اسره اروستقراطية رومانية.. رسم من خلالها المصرى القديم قصة حب دارت بين الفتاة الاروستقراطية ايزادورا وبين احد ضباط الجيش المصر القديم الفقراء فى حفل زفاف احد اقاربها بالاشمونيين.. وكيف تعلقت الفتاة بالشاب المصرى.. وكيف كان تصرفها بالانتحار بعد ان لاقت حبيبها وودعته دون انت تعلمه انها ستنتحر لرفض ولاده الزواج بمن تحب.. وجسدها باقى الى اليوم يشهد بالقصة كلها فى جبانتها بتونة الجبل.
ومن القصص ايضا الباقيه قصة حب الملك امنحتب الثالث بالملكة تى.. وكيف كان يحبها ويقدرها وكيف كان يغدق عليها بالألقاب الملكية الكثيرة وبالهدايا القيمة رمزا لحبه لها مع العلم انها ليست من اصول ملكية.
وايضا قصة حب نفرتيتى للملك اخناتون.. وكيف وقفت معه ضد كهنه امون فى عقيدته الجديده وكيف هاجرت معه الى مدينته الجديدة تل العمارنة (اخت اتون) تاركة ورائها بهاء ومدنية وجمال ورفاهيه مدينة طيبة وكيف ساعدته فى نشر الدين الجديد بين الناس.. وكانت تظهر معه فى كل المناسبات الدينية والاحداث المهمه والنقوش الباقية خير دلي على ذالك الحب والتوحد الاسرى.. وايضا قصة المكلة كليوباترا وقائد الجيش الرومانى انطونيو.
الخلاصة
وكثيرا من القصص المصرية الرائعه فى الحب بجميع انواعه.. حب الاله وحب الام وحب الاب وحب الابن والزوجه والابنة وحب الصديق وحب الوطن وكلها اشياء جميلة تدل على الحب والترابط والقوه فى نفس الوقت.. فمعنى حب اى توحد وكلمة واحده تربطنا وتؤلف بين قلوبنا.. وهذا ما جعل المملكة المصرية القديمة هى اقوى واعظم الممالك القديمة لا تضاهيها مملكة فى زمانها من العلم والادب والمجد كل هذا سببه الحب.
ورسالتى اليكم اليوم هى (دعونا من الخلاف ولنتوحد على الحب والعطاء) فخلافنا فى الرأي ليس معناه البغض والكره ولكن لكلا منا وجهه نظره كما يرها صاحبها تحتمل الصواب والخطأ.
وكما علمنا المسيح علية السلام فى نشر السلام والمحبة والتسامح قائلا لنا (الله محبه). وايضا قال عليه السلام (حب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك، وحب قريبك كنفسك. ليس نبى بلا كرامة الا في وطنه وفى بيته). وليكن شعارنا من الان (دعونا من الخلاف ولنتوحد على الحب والعطاء).