بطليموس الثانى (فيلادلفوس) هو ابن بطليموس الأول فقد أشركه أباه معه فى الحكم ثم استقل منذ عام 284 ق.م. وهو ابنه من برنيقى وكان مفضلا لدى أبيه، وبذلك حرم ابنه الأكبر يوريديكى من العرش، وقد كان يعرف بطليموس الصاعقة ولذا لجأ إلى ليسماخوس ثم سليوقس للحصول على عون يمكنه من الفوز بالعرش.
وبعد مقتل سليوقس انتخب بطليموس الصاعقة ملكا على مقدونيا فى عام 280 ق.م ولكنه قتل فى معركة ضد الغال فى مقدونيا فى عام 279 ق.م للحصول على عون يمكنه من الفوز بالعرش عام 279 ق.م وبذلك انتهى حكم البطالمة فى مقدونيا.
اسم بطليموس الثانى
على أى حال عرف بطليموس الثانى بلقب فيلادلفوس أى المحب لأخته وزوجته فى نفس الوقت أرسينوى، والتى لعبت بدورها دور كبير فى سياسة دولة البطالمة.
ولقد تزوجت أرسينوى ثلاث مرات لأسباب سياسية المرة الأولى كانت من ليسماخوس فى عام 300 ق.م والثانية كانت من أخيها بطليموس الصاعقة كى تضمن عرش الحكم وتصبح ملكة إلا أنها بعد ذلك تزوجت من بطليموس الثانى ولعبت دور كبير فى سياسة مصر الداخلية والخارجية إلا أنها توفت فى عام 270 ق.م.
سياسة الملك الداخلية والخارجية
وعلى الرغم من تمتع مصر فى عهد بطليموس الثانى بقدر كبير من الإزدهار إلا أن شخصية هذا الملك كانت تجمع ما بين الجد وحياة الترف والبذخ فضلاً عن أنه كان محبا للعلم والثقافة؛ ولذا كانت الإسكندرية فى عهده (وهى عاصمة مصر آنذاك) كانت عاصمة الفنون والآداب والعلوم فى العالم القديم، ولقد اشترك مع بطليموس الثانى فى الحكم وزوجته أرسنوى الثانية ولذا فقد حمل هذا الملاك لقب فيلادلفوس أى المحب لأخته.
أما عن السياسة الخارجية لهذا الملك فقد ركز عليها بشكل كبير وأولى لها قدر من الإهتمام نظراً لأن أوضاع مصر كانت مستقرة من الداخل وتركز نشاطه الخارجى فى ثلاث مناطق رئيسية وهى:
الشمال: فى حوض بحر إيجة إذ دخل بطلیموس بعض الحروب البحرية معتمداً على أسطوله وتمكن فى إخضاع بعض الجزر مثل جزر الكيكلاديس وساموس وبعض المدن على ساحل آسيا الصغرى.
الغرب: حيث يوجد إقليم برقة حيث تمكن من توطيد حكم مصر فيها بشكل كبير.
الشرق: حيث توجد الدولة السلوقية فى سوريا فقد وقعت فى عهده الحرب السورية الأولى والثانية للإستيلاء على جوف سوريا ويمكن القول أنه انتصر فى الحربين.
وفاته
توفى بطليموس الثانى فى عام 246 ق.م ليرث العرش من بعده ابنه بطليموس الثالث، والذي كان من أهم ما يميز سياسته الخارجية وهو نشوب الحرب السورية الرابعة فى عهده وإنتصاره على الملك السليوقى أنتيوخوس الثانى ثم إستغلاله سوء أحوال البلدان المجاورة له مثل سوريا ومقدونيا وساعد فى إشعال العديد من الثورات الداخلية فيهم ضد ملوكها ، وبذلك استطاع بطليموس الثالث أن يحمى مصر من التدخل السليوقى والمقدونى بمجهود قليل.
أما عن سياسته الداخلية فقد اعتمدت بشكل أساسى على إستمالة المصريين خاصة بعد تدهور الحياة الإقتصادية عن طريق التخفيض من الضرائب والتنازل عنها أحياناً، ثم تشجيع العلماء والعلم وإنشاء معابد للآلهة أهمها معبد السرابيوم بالإسكندرية.