أصحاب الرس الإسم الحضارى لهم (مختلف عليه حتى الان بين علماء الاسلام وغيرهم)، وقصة أصحاب الرس كذلك من الامور التى يحيط بها الجدل الكبير والكثير، كما ان هناك من المفسرين ربطوا تلك القصة ببئر العبد او اصحاب يس او اصحاب الاخدود.
ولكن احد الرواة وهو ابن جرير قال: “لا يجوز ان يحمل هؤلاء اى اصحاب البئر بانهم هم اصحاب الرس، لان الله تعالى اخبرنا عن اصحاب الرس انه اهلكهم جميعا، وكذلك لا يجوز الربط بين اصحاب الرس واصحاب الاخدود”.
ويعنى هذا اننا أمام ثلاثة قصص وتواريخ مختلفة ولا يجب الخلط بين هذا وذاك، ومن هنا وجب علينا التعرف على تلك الروايات الثلاثة ونبدأها بأصحاب الرس او حضارة الرس إن كانت بها حضارة.
أصحاب الرس
لقد قيل عن اصحاب الرس بأنهم اهل قرية من قرى ثمود، وقيل ايضا بانهم اصحاب بئر فى أذربيجان، وقيل ايضا انهم كانوا فى فلج من قرى اليمامة.
وعلى اى حال سواء كان المكان هنا او هناك فالأهم فى كل ذلك هو قصتهم التى رواها بالتفصيل (الحافظ ابو القاسم ابن عساكر) فى اول تاريخه عند ذكر بناء مدينة (دمشق) التاريخ يتحدث وكيفية بناء مدينة دمشق وهذه هى قصة اصحاب الرس وبناء مدينة دمشق.
إن أصحاب الرس أرسل إليهم الله نبياً لهديهم وإتباع صراط الهدى فكذبوه وقتلوه، ولما عرف عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح بذلك، سار ونزل الأحقاف ومن معه وأهلك بإذن الله أصحاب الرس، وانتشروا فى اليمن كلها وفشوا قى الارض حتى اتى حبرون بن سعد بن عاد بن عوص الى منطقة دمشق وبنى مدينتها وسماها على اسمه (حبرون) ومن الناحية التأريخية فتعود هذه القصة الى عام 700 بعد احداث الطوفان العظيم … والله اعلم.
اما الرأى الاخر فيقول ان أصحاب الرس كانوا يعيشون حول بئر فى اذربيجان وقتلوا فيه نبيا لهم ودفنوه فيها. وهذا رأى ضعيف اثرياً.
اما الرأى الثالث فيقول ان أصحاب الرس كانوا فى فلج من قرى اليمامة. رأى ضعيف اثريا.
ولكننا من سياق التاريخ وآيات القرآن الكريم نجد ان أصحاب الرس هم القوم الذين كتب عنهم الحافظ بن عساكر وكيفية بناء مدينة دمشق في التاريخ، وان تاريخهم كذلك يناسب تاسيس ميدنة حبرون والتى ترجع الى عام 700 او عام 750 بعد احداث الطوفان العظيم.
ونحن لا ننسى ابد ان الله ارسل فى كل اقوام الارض الانبياء والمرسلين وما من رسول إلا ويتحدث بلسان قومه ولكن قليل من الناس يعلمون.