أنجب الملك رمسيس الثالث أولادا كثيرين من أكثر من زوجة، فاحتدم الصراع على العرش بين أولاده لحمل لقب ولى العهد فى نهاية حكم الملك رمسيس الثالث. ويتضح هذا التنافس من عدة جوانب، فعلى سبيل المثال يبدو أن الملك كان حذرا ومترددا فى اعلان اختياره لولى عهده.
اذ اتفقت معظم الاراء انه ترك أسماء وألقاب أبنائه الأمراء فى الموكب خالية فى القوائم المعدة لذلك، وقيام بعض أبنائه وأحفاده بملء هذه القوائم بعد وفاته، ومن المحتمل أن الملك تحلى بالشجاعة فى فترة ما، وأعلن صراحة عن ولى عهده، وصوره على جدران معبده الجنائزى.
الصراع على العرش
إلا أن حدة التنافس بين أبنائه الاخرين قد أسفرت عن شطب اسم هذا الأمير الوراثى عن قصد، ولكن يلاحظ فى الوقت ذاته أن خمسة أمراء من أبنائه كانوا ولاة للعهد وهم بالترتيب: “خع ام واست”، “با رع حر”، “ست حر خبشف”، “رمسيس”، “امون حر خبشف”، ولا يعرف حتى الان مصير هؤلاء الأمراء الخمسة، فقد ماتوا على التوالى لاسباب مجهولة، فقد عثر على خمس مقابر بوادى الملكات تحمل اسماء ولاة العرش الخمسة السابقين.
فالمقبرة رقم 42 للأمير”با رع حرو نمف”ورقم 43 للأمير”ست حر خبشف”، ورقم 44 للأمير”خع ام واست”، ورقم 53 للأمير “رمسيس”، وأخيرا المقبرة رقم 55 للأمير “امون حر خبشف”، فقد حملوا جميعهم لقب ولى العهد وماتوا على التوالى.
ففى السنة التاسعة والعشرين من حكم أبيهم أصدر أوامره الى وزيره “تا” من أجل نحت مقابر لأبنائه الأمراء المتوفين، وتوجد نسخة من هذا الامر الملكى على شقفة عثر عليها بدير المدينة، ومحفوظة حاليا فى متحف المعهد الشرقى برقم 16991، كما يلاحظ سوء حالة هذه المقابر الخمس، وتردى ذوقها المعمارى والفنى مما يكشف عن الظروف الصعبة التى عجلت بنحتها.