ورد ذكر زلزال تل بسطة في التقارير الجيولوجيا الحديثة، والذى نتج عنه شقوق فى سطح الأرض فى دائرة نصف قطرها 80 كم، فهدمت معابد مدينة (تل بسطة) وتناثرت أحجارها الضخمة فى الموقع، مما يوحى بشدة هذا الزلزال.
وبالرجوع إلى النصوص التاريخية تبين أن مانتيون ذكر ما نصه: “الأسرة التاسعة تكونت من أربعة ملوك من هيراكليوبوليس حكموا لمدة مائة عام، والأول من هؤلاء الملوك عرف بقسوته عن أسلافه، وهو “أخيوس” وجلب الكوارث على الناس فى كل أنحاء مصر، ولكنه بعد ذلك أصيب بالجنون، وقتله أحد التماسيح”، ولذا فمن المحتمل أن يكون زلازل عام 2200 ق.م، هو أحد تلك الكوارث التي نزلت بمصر في هذه الفترة وإن لم يذكره في النص.
زلزال تل بسطة
وقسم علماء الجيولوجيا تأثير الهزات الأرضية على الانسان والبيئة إلى عدة مراحل، وثبت أن المرحلة التاسعة: هى مرحلة الرعب العام وفيها تتحرك الحيوانات وتجرى فى كل مكان، كما تحدث حالة من البكاء والزعر والإضطراب، وبالرجوع إلى النصوص التاريخية الخاصة بهذه الفترة، لُوحظ وصف لحال مصر يشبه الوصف المتفق عليه لدى علماء الجيولوجيا فى المرحلة التاسعة.
ففى بردية “نفر- تى” التى تتحدث عن حال مصر فى عصر الانتقال الأول، ورد ما نصه:
“إنى أريك البلاد فى كرب وعويل، أنصت يا قلبى وأنع تلك الأرض التى نشأت فيها..، كل فم ملائه صياح المتسول، والبلاد تحتضر”.
وجاء فى بردية إيبو- ور:
“إن الماشية قد تركت ضالة فى السبيل ولا يوجد أحد يجمعها ويلم شتاتها”.
وقال علماء الجيولوجيا أنه فى المرحلة الثامنة من مراحل الهزات الإرضية: تصبح مياه البحيرات عكرة، كما تجف الآبار الموجودة، ويحدث تغير فى عملية تدفق المياه، وفى المرحلة التاسعة: يحدث تدفق شديد للمياه وتظهر أرض مستوية، ويحدث تصدع للأرض لعرض يصل إلى عشرة سنتيمترات، أما على المنحدرات والأنهار فنجده يزيد عن العشرة سنتيمترات، وتسقط الصخور وتتشقق الأرض، وترتفع موجات المياه، وتجف الآبار الموجودة.
ونلاحظ فى نصوص هذه الفترة وجود إشارة للوصف الوارد فى المرحلتين الثامنة والتاسعة؛ حيث جاء في بردية “نفر- تى” النص الآتى:
“سوف أحكى الذى كان قبلى، ولا أستطيع أن أتنبأ بما لم يأتى، نهر مصر خاليًا، ويعبر المرء المياه على القدمين والمرء يبحث عن المياه للمراكب من أجل أن تبحر، طريقها أصبح شاطئ رملى، وتحول الشاطئ الرملى الى مياه”.