اليوم سأتناول الحديث عن الطبيبة مريت بتاح والذى يعنى إسمها محبوبة الإله بتاح، والتى تعود إلى عهد الاسرة الثالثة (2700 ق.م)، الأمر الذى يدل على عظمة المرأة المصرية منذ العصور القديمة، ودورها الفعال في المجتمع المصرى دون الحضارات القديمة الأخرى بلا استثناء، فقد كانت اول طبيبة في التاريخ البشرى هى الطبيبة مريت بتاح من عصر الاسرة الثالثة.
لقب الطبيبة مريت بتاح
وكانت تلقب هذه الطبيبة بلقب (كبيرة اطباء الكهنة)، وهذا ما يوضح أيضاً بأن مهنة الطب قديماً لم تقتصر على الرجال فقط كما يدعى المغالطين في الحضارة المصرية القديمة. حيث ادعوا بان مهنة الطب اقتصرت فقط على الرجال في جميع الحضارات.
من يمارس مهنة الطب قديماً
لقد أعتبر الطب في معظم الحضارات كمهنة يمارسها فقط الكهنه الرجال لعظمة وأهمية وقدسية هذه المهنة، وغير مسموح للنساء بممارستها، وبالتالي لابد ان تكون مصر كذلك فى نظر الباحثين الأجانب. ولكن سبحان الله الذى أظهر الحق، فقد كانت مهنة الطب يمارسها الرجال والنساء، وليست مقتصرة على الكهنة، فها هى المصرية مريت بتاح أول طبيبة أنثى في مصر بل وفى العالم بأسره.
آثار مريت بتاح
وكما جاء في الحفريات الموثقة بأنها كانت من عصر الملك زوسر، وانها اخذت لقب كبير الأطباء (وزير الصحة مثلاً) وهذا يدل على مكانة المرأة في تلك العصور، ويدل أيضا على مكانتها الشخصية ومهارتها في مجال الطب قديما. ولها مقبرة في سقارة بالقرب من مصطبة الملك زوسر، وكان لها إبناً يعد احد كبار الكهنة آنذاك ولكن للأسف اسمه ممحو تماما في مقبرتها، ومن مشاهد صور مقبرتها في صورة ما يوجد هنا في هذا المقال. وهو نقش للطبيبة مريت بتاح والذى قد ظهر في مقبرتها بسقارة على مقربة من مصطبة زوسر
وقد قام الإتحاد الدولى الفلكى، بإطلاق إسم الطبيبة مريت بتاح على أحد الفوهات الصدمية على كوكب الزهرة، وذلك لتمجيد وتخليد إسم هذه المرأة التى إهتمت بالعلم، فهى تعد أول سيدة عالمة في مصر بل وفى التاريخ القديم أجمع.
ملحوظة، يجب الإنتباه بأن لا يتم الخلط بين إسم هذه الطبيبة، وبين زوجة رعمسيس التى تحمل نفس الإسم، والذى كان رئيس مدينة طيبة، ووزير الملك إخناتون.