علوم الهرم الأكبر خوفو قبل تناولها ننوه بأن الكثيرين قد قالوا عن الاهرامات الكثير، وكثرت التجارب على الهرم، وكثرت الاقاويل، فترى هل للهرم الأكبر خوفو قدرات سحرية؟، وما الغرض من بناء الاهرامات الضخمة الموجودة في الجيزة، وهو يعتبر قمة ما توصل اليه الانسان المصري من علم ومعرفة.
أما عن كون هذه المباني العملاقة قد بنت بالسخرة، فكيف للعبودية والسخرة والقهر ان تولد عمل مثال للروعة والاعجاز المعماري والفني، ولكن يمكن تفسير هذه المهارة والإعجاز من خلال العديد من الاعتبارات.
أسباب مهارة المصري القديم فى بناء الأهرامات
طبيعة المصري القديم ونظرته للملك بإعتباره رمز مهم في حياته، فأخرج الأهرامات بشكل يليق به هو رمز للولاء لهذه الملك.
من الصعب القول بان مثل هذه البناء الضخم تم دون تخطيط محكم، فالتخطيط هو اول درجات النجاح، اما عن تنفيذ الخطه فلن يتم بدون اجهزة ادارية وفنية تقوم بتوفير الايدي العاملة الماهرة الواجبه لهذا العمل، وتحفيزها علي القيام بهذا العمل، واخراجه بشكل مبدع مثلما نراه الان وتوفير اسباب الامن لها وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ان يتم تنفيذ العمل باتقان من الالف الي الياء دون الاخلال بأي جانب من جوانب العمل، فقد تحدي العمال المصريين عوامل الزمن ليخرج هذا العمل في عشرين عاماً فهو عمل جماعي متكامل يدل علي ذكاء الانسان المصري القديم.
تدل التقارير المسجلة علي ان العمال المستخدمين في هذا البناء في كل عام، بأنه كان يتم استخدامهم في فترة الشهور الثلاثة من فصل الفيضان السنوي، حيث لا يستطيع المزارع ان يعمل في الحقل، فكان يتم استخدامهم في المشاريع القومية.
الهرم الأكبر “آخت خوفو”
بدء العمل في الهرم الاكبر في العام الأول من حكم الملك خوفو، وكان العمال يعملون لمدة 9 ايام واليوم العاشر اجازة للراحة، وبلغ ارتفاع الهرم 148 مترا وقت بناءه، ولكن نظراً للظروف الجوية وصل الي 137م.
أما عن عدد الاحجار فبلغ 2300000، واسم الهرم هو “آخت خوفو” بمعني افق خوفو، ولكن ما علاقة الهرم بالافق او الخيال؟ وهل للاسم علاقة بإستخدام المصريين للهرم في الفلك؟ سنتعرف علي ذلك.
ما قاله ديودور عن علوم الهرم الأكبر خوفو
قال ديودور عن الهرم وقد زار مصر عام 59 ق.م ان بناة الاهرام كان يتم بأقامته بتلال من التراب، وربما يقصد من ذلك المنحدرات التي كانت تنقل من خلالها الاحجار، واذا قمنا بعملية حسابية سنجد ان كل كتلة من الاحجار كانت تحتاج الي 30 عامل.
واذا افترضنا وضع 1200 كتلة في اليوم، فان ذلك يعني ان بناء الاهرام استلزم وجود 36 الف عامل يومياً لكل وجهة من واجهاته الاربعة، اي ان الواجهات الخارجية فقط احتاجت الي 144 الف عامل، ولكن هذا مبالغ فيه؟ ولكن ربما كانت هناك ثلاث مجوعات تتناوب (ورديات) لوضع الكتل علي الزحافات لشدها من خلال صب الماء عليها للمساعدة في دفعها.
فيلون و علوم الهرم الأكبر خوفو
ووضع فيلون في القرن الاول الميلادي صنف عجائب الدنيا السبع، وصنفها واعتبر علي قمة العجائب هرم خوفو.
رأي المقريزي عن الهرم
ورأي المقريزي ان الملك خوفو عندما امر ببناء الهرم، امر العلماء ان يضعوا كل العلوم التي في مصر في بناءه، من فلك وطب وهندسة وعماره وغيرها من العلوم التي برع في تقديمها في هذا البناء الشاهق، واكتشفت العديد من الحقائق في الشكل الهرمي للابنية من خلال هذا الهرم وهي:
- عند البحث في الكسوة الخارجية للهرم وجدوا انه لا توجد اي مواد لاصقة تربط الاحجار ببعضها، وربما استخدم نوع من النفط ليتم ملئ الحفر التي بين الاحجار، ثم يتم اشعاله ويوضع الحجر الاخر فتحدث خلخلة في الهواء الموجود بينهم ويثبت الحجر (فكرة كاسات الهواء او التفريغ الهوائي).
- عند دراسة قياسات الهرم، وجد انه ابعادها تحدد المسافة بين الشمس والارض، بالاضافة الي كون اتجاه الهرم في اتجاه النجم القطبي.
- ويعتبر الشكل الهرمي من الاشكال الهندسية التي تسمح بوجود مجال مغناطيسي بداخلها.
- اذا قمنا بوضع خط يمتد من القطب الشمالي الي القطب الجنوبي فسنكتشف انه يمر براس الهرم الاكبر.
تجارب فيرن كاميرون حول علوم الهرم الأكبر خوفو
يعد فيرن كاميرون من علماء كاليفونيا، والذى قام بعدة تجارب علي علاقة الشكل الهرمي بالأغذية، فقام بإختيار الحمام كأكثر الأماكن التى تتعرض للرطوبة والحرارة بداخل منزله، وهو الأمر الذى يؤدى لفساد الطعام سريعاً، ثم قام بوضع قطعة من اللحم داخل نموذج هرم، وبعد مرور ثلاثة أيام ظهرت رائحة خفيفة تخرج من قطعة اللحم، الأمر الأغرب أنه بعد مرور 6 أيام أختفت الرائحة، وتقددت قطعة اللحم، واستمرت قطعة اللحم داخل النموذج الهرمى الموجود بالحمام لعدة أشهر دون رائحة.
تجارب ﺃﻧﻄﻮﺍﻥ ﺑﻮﻓﻴﺴﻲ على الهرم
هو أحد علماء فرنسا عام 1930م، والذى قام بإجراء تجربة علي شكل هرمي محوره شمالي جنوبي، ووضع فيه قط حديث الوفاة، وكانت المفاجآة ان القط لم يتحلل بل تحنط واصبح مؤمياء، كما وضع لحوماً واطعمة اخري وجدها لم تتعفن.
علاقة الهرم بالأفق “آخت خوفو”
يوجد في الجدار الشمالي لغرفة الملك خوفو في الهرم الاكبر منفذاً صغيراً، والذى ينتهي عند الجدار الخارجي للهرم يعتبر تلسكوب يمكن من خلاله رؤية جزء واحد من سماء الليل، وهي النجوم الشمالية، وظل العديد من علماء الفلك والهندسة يتناوبوا الدراسة حتي الان علي الهرم.
وكان منهم ايضاً محمود الفلكي، والذي استطاع ان يحدد من خلال القياس، التأريخ الحقيقي لبناء الهرم رداً علي مزاعم اليهود والاساطير التي بنيت حوله، وعرف هذا القياس حديثاً بعلم (الاسيرواركيولوجي) أو علم الدراسة الفلكية للآثار، حيث يستخدم نوع من الاشعة في الدراسات الهرمية، وبالفعل تبين ان الهرم بني في عصر الاسرة الرابعه في عهد الملك خوفو.
إعتقد العالم دافيدسون ان الهرم بهذا التصميم يعتبر ساعة زمنية ميقاتية تستخدم في تحديد مواعيد التقلبات الجوية، مثل الانقلاب الشتوي والصيفي والاعتدالي الربيعي والخريفي، وتؤكد الأسطح الخارجية للهرم انه كان مكسي بطبقة من الجرانيت الناعمة، وجدت عليها نقوش لرسوم وكلمات تحدد مواعيد السنة الزراعية، والمناسبات والاعياد الرسمية وتحديد ايام الشهور.
وربط البلجيكي روبرت بوفال الأهرامات بالعقيدة المصرية القديمة، حيث رأى أن الديانة المصرية القديمة لم ترتبط فقط بالشمس ولكنها ترتبط كذلك بالنجوم، فهي صورة أرضية عملاقة لمنطقة في السماء. وقد اكتشف ان الهرم الاكبر يقف في نقطة عند سطح الأرض تقع بين 1/3 المسافة بين خط الأستواء والقطب الشمالي.
لو لاحظنا سنجد ان أهرامات الجيزة الثلاثة تقف جنباً الي جنب بنفس الاسلوب التي تصطف به النجوم الثلاثة المعروفه باسم (زيتا اوريونيس – دلتا اوريونيس – أبسيلون اوريونيس) المعروفه عند العرب (النطاق – النيلم – المنطقة) وهذه النجوم الثلاثة تقع غرب مجرة درب اللبانة والاهرامات الثلاثة تقع في اتجاه الغرب.
يقول عبد اللطيف البغدادي ان نصوص الاهرام التي وجدت في اهرام بعض ملوك الاسرة الخامسة والسادسة مثل ونيس وتتي وبيبي لو كتبت في كتب لملاءت 10000صفحة، وهي تتحدث عن أبواب حديدية في رأيه، وهي ابواب نجمية ترشد الي مقر اوزوريس. فكم انت عظيم ايها المصري القديم. لا تكن افعالك هباء وإنما لحكمة تفيد العالم اجمع من بعدك.