اليوم سأتناول الحديث عن الكاهنة حتبت كاهنة الإلهه حاتحور من الأسرة الخامسة، فقد كانت حتبت امرأة كاهنة مما يدل على ان المرأة أيضا في هذه العصور السحيقة فى مصر القديمة، كانت تعمل أيضا في الكهنوت، وليس في التمريض والقضاء فقط مما يدل على أهمية المراة في مصر القديمة.
وأقول بكل صراحة بعيداً عن التهليل الاعلامى وخاصة لعدم قول الصدق، وانه لابد من ذكر أصحاب هذه الاكتشافات حتى ولو كان أجنبياً حتى لا نحسب كل شيء لانفسنا، وخاصة اننا في سبات عميق وحتى الان. ففى الحقيقة المجردة هذه المقبرة اكتشفت أولا في عام 1909، وهناك آثار لهذه الكاهنة حتبت توجد فى متحف برلين، ولقد رأيتها بأم عينى هناك في آخر زيارة لى لألمانيا منذ حوالى عشرة سنوات، ولأول مرة اسمع عن هذه الكاهنة وخاصة انه كان مكتوب في الملاحظات الخاصة بها فى متحف ألمانيا (كاهنة الالهة حاتحور من الاسرة الخامسة).
ومع احترامى الشديد للسيد المحترم وزير الاثار والسيد امين عام المجلس الأعلى للاثار. ولقد دونت آنذاك هذه الملاحظة ثم بعد ذلك وضعتها في مدونتى الخاصة بخصوص مشاهير مصر القديمة والكاهنات وليسوا ملوك او ملكات وخاصة العنصر النسائى ودورهم في مصر القديمة.
مقبرة الكاهنة حتبت
توجد مقبرة الكاهنة حتبت في منطقة أهرامات الجيزة وتعود الى نهاية عصر الاسرة الخامسة حيث كان على العرش آنذاك الملك اوناس (2323-2356 ق.م)، ولا اعرف مع تلك الضجة الإعلامية لماذا لا ننشر حقائق عنها؟ أو حتى نصوص مقبرتها أم مازال السادة سيرجعوا الى الوثائق القديمة وينسبوا الامر لأنفسهم مع ضجة إعلامية أخرى وما الى اخره. يا جماعة كونوا صادقين مع الناس انها ليست أسرار عسكرية او أسرار قومية مثلاً.
ففي هذه المقبرة هناك نصوص تقول بأنها قريبة من البلاط الملكى، وكانت من أقارب الملك اوناس نفسه، وكانت تعمل أيضا في البلاط الملكى، بل أسند لها الملك اوناس نفسه أمور زوجتيه، ولتكون لهما مثل قرة العين وتحت رعايتها الخاصة. وتقول نصوص في المقبرة أيضا بأنه بعد موت الملك اوناس حدثت مجاعة في مصر، وقامت الكاهنة حتبت بالقضاء عليها ونجحت في ذلك، بل وحضرت جنازة الملك اوناس الى مرقده الأخير (هرمه في سقارة اول هرم يكتب فيها نصوص الاهرامات).
ومن نصوص مقبرتها ألقابها مثل (كاهنة الالهة حاتحور – الكاهنة – من كبار الموظفين في البلاط الملكى – قريبة الصلة بالبلاط الملكى – المشرفة الخاصة بزوجتى الملك) وانها بعد وفاة الملك تولت امور ابنائه، وانه لم يكن له وريث على العرش فتولى الملك (تتى) عرش البلاد وهو ليس من أسرة ملكية، ولكنه تولى العرش لأنه كان متزوجاً من الأميرة ايبوت ابنة الملك اوناس.
ومن المعروف بأن مقبرتها دونت في مذكرات أبو الحفريات المصرية فلندرز بيترى في عام 1909، وعثر لها على بعض الاثار ولوحة وهى التي توجد في متحف برلين حتى الان، وتم بيعها بعد ذلك لمتحف برلين، ولا نتهم الاثاريين المصريين في هذا الامر لانه آنذاك لم تكن مصر بأكملها على علم أساسا بالاثار والحفريات. وتشير نصوص المقبرة الى انها توفيت في العهد المبكر أو السنين الأولى من حكم الملك تتى. هذا كل ما يخص نصوص المقبرة اما بخلاف ذلك فصور مختلفة وكما في مقابر عصر الدولة القديمة.
وما يهمنا هنا وكما في دراستنا للمرأة في الحضارة المصرية القديمة نؤكد للعالم ونثبت أيضا بأن المرأة لم تكن ملكة او أميرة او طبيبة فقط في تلك العصور السحيقة، ولكن أيضا كاهنة، وهذا منصب دينى رفيع المتسوى وخاصة للالهة حاتحور ذات الشهرة آنذاك في الدولة القديمة.