هل تعلم أن كلمة فرعون اسماً وليس لقباً لحكام مصر؟! فتخيل معي إذا أخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه قد أنجى بني إسرائيل من “حضرة البيت العالي” الذي هو في ذات الوقت كان “عاليا من المسرفين”، كلا الصفتين ملتصقتين في جملة واحدة، هل كنت لتستوعب هذا المعنى؟
الدليل على ان فرعون اسماً وليس لقباً
قال تعالى: «وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِن فِرْعَوْنَ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ (31)» الدخان
يدعي الكثيرون اتباعا لادعاءات اليهود وعلماء المصريات التوراتيون أن كلمة “فرعون” مصدرها التركيب القديم “بر-عا” والذي يعني بالمصرية القديمة “البيت العالي”، وأن الكلمة قد تم تحريفها -وفقا لادعائهم- لتصبح “بر-عو” ثم”فر-عو” ثم يأتي القرآن الكريم ليجعلها “فرعون” وتصير في نظرهم لقبا رسميا لملوك مصر القديمة!، ومن هنا جاءت بدعة “الفرعنة” لتاريخ مصر وملوكها بل وشعبها وهويتها بالكامل!.
وهم بذلك ينسبون نقيصتين للقرآن الكريم، الأولى هو الادعاء بأن القرآن قد استخدم لفظا محرفا من تركيب أعجمي صرف، والنقيصة الثانية هو التناقض الصارخ الذي ينسبونه للقرآن بأنه قد ذم فرعون وعظّمه في ذات الوقت مستخدما لقبه الذي يستخدم لتمجيده، وهذا الادعاء ينحرف بمن يصدقه عن الفهم الصحيح للقرآن الكريم، ويرسخ للتحريفات التاريخية في ذهن من يعتقد في هذه المفاهيم المغلوطة.