اختلاط النوبيين بالمصريين كان منذ اقدم العهود حيث كان ينزح النوبي الى البلاد المصريه، ويعمل فيها كادحا بطرق مختلفه، غير ان هذا النزوح محدودا لدرجه عظيمه، فلم يكن النوبي يرغب فى ان يدفن فى مصر، وظل الحال حتى عهد الدول الحديثه عندما اصبحت بلاد السودان تكاد ان تكون جزءا لا يتجزأ من مصر.
العبيد النوبيين
وقد حدث انه فى اوائل عهد الدوله الحديثه عندما ارادت مصر ان تسترد سلطانها فى بلاد النوبه، اخذ الفراعنه يسيقون اسرى الحرب الاجانب العبيد، ويستغلون الرجال منهم فى زرع الارض، وغسل الذهب.
اما النساء فكن يعملن غازلات او ناسجات، ونشاهد الاستغلال الخاص للعبيد النوبيين بصوره ظاهره فى تخديمهم فى البيوت، كما كان الحال فى عهد الدوله القديمه، فكان لـ (مريت رع) وهى زوجه رجل عظيم فى عهد الملك (اى) خادمتان نوبيتان.
وكان ظهور النوبي فى ركاب سيده اثناء نزهته فى عربته وغير ذلك من الخدمات دليل على ان هذه عادة منتشرة، وكان النوبي يستخدم بوصفه خادما خاصا يحمل المروحه لسيده، ونجد فى احد المصادر نوبيا يشتغل بحارا فى مصر، ولكن كانت اكثر خدمه النوبي فى الجنديه والشرطه، فكان للنوبى دور فى تحرير مصر من الهكسوس بصفته جنديا فى فرقه الرماه او سائقا للعربه وحاملا الدرع.
الملابس
وقد كان لتغلب الازياء التى كانت تتاثر بالفن صفه بارزة فى تغير ملابس النوبي، ففى عهد حتشبسوت نجد نقشا تفسيريا على صوره تمثل نقل مسله فيه العباره الاتيه (شبان من (خنت حن نفر) بجانب جنود مصريين)، ونشاهد الجميع يلبسون ملابس مصريه ولا يوجد فرق بين النوبي والمصري.
كما لم نجد الفرق الذى كان يميز النوبي وهو التسليح بعصا الرماه، ويوجد مثال لهذا الفرق فى مقبره (ثننى) حيث نجد الجندي النوبي يرتدي قميصا مصريا، ومع ذلك انه كان يلبس فضلا عن ذلك الريشه التى تميز النوبي فى لباس رأسه، ايضا من مميزات ملابسه الوشاح الذى كان يتشح به على كتفه، والقرط الكبير الذى كان يتحلى به، وريشه النعامه التى كان يضعها فى شعره المجعد.
اختلاط النوبيين فى عهد الدوله القديمه
- كان للملك جر نشاط عسكرى فى النوبه، حيث عثر على اسمه فى جبل الشيخ سليمان فى وادى حلفا.
- قام المللك سنفرو بحمله تاديبيه على الجنوب، واسر خلالها 7000 اسير.
- قام ساحورع برحلات الى الجنوب ومنها رحله بونت.
- كما قام حرخوف وميخو برحلات استكشافيه نحو الجنوب.
كانت العلاقه وديه فى بدايه عهد الدوله القديمه، فقد قام الملك ببى الاول بحمله على البدو، وجيشه كان يشمل فرقا من اهل النوبه من بلاد ارث ومجا ويام، فقد انضم الجنود النوبيين لصفوف الجيش المصرى بعد ان اتوا الى مصر جماعات للخدمه كما هى الحال فى ايامنا، فكان يعمل البعض فى الشرطه.
والدليل على ذلك ما جاء فى نقوش منشور دهشور فى عهد ببى الاول، فقد قرر ان سكان مدينه الهرم كانو تحت حمايه النحسيو (النوبيين)، والواقع ان اعمال الحفر لم تكشف عن جبانات نوبيه خاصه بهم فى مصر، ويمكن تفسير ذلك بان النوبيين عند انتهاء مده خدمتهم فى مصر يعودون الى بلادهم ليدفنوا فى ارضهم كما هو الحال الان.
تغيرت العلاقه الوديه فى عهد الملك ببى نخت، ويرجع ذلك الى ظهور مقاومه مسلحه من النوبيين بعد نجاح رحلات حرخوف السلميه الى الجنوب، وعودته بكثير من المحاصيل المحليه المرغوب فيها الى مصر، فظهر العداء من جانب النوبيين للمصريين
اختلاط النوبيين فى عهد الدوله الوسطى
كان يسكن النوبه السفلى قوم من النوبيين القدامى، ولكن دمهم الحامى مختلط بدم الزنوج، ولذلك ذهب الاثرى (فرث) والاستاذ (ينكر) إلى موطنهم الاصلى فى الجنوب الشرقى من البقعه التى ينبع منها النيل، ووجدوا ثقافه اهل كرمه، واستنتج الاثرى فرث من رحلته ان الجنس الزنجى قد دخل وادى النيل النوبي من جهه السودان واختلط القبائل الحاميه التى تقطن الصحراء الشرقيه، وهم الذى يمثلهم الان العبابدة والبشاريون.
ولكن يعترض هذه النظريه الاستاذ ينكر بعد بحث الاجسام البشريه، فوجد ان الهياكل العظميه بها نسبه قليله من الجنس الزنجى، وهنا نقف امام سؤال لم تفسر البحوث الاثريه عن جواب شاف له، ماهى اصل هذه السلالات التى غزت بلاد النوبه واصبحت منها؟!
اسم بلاد النوبة فى الدولة الوسطى
وقد ظهر فى النقوش المصريه فى بدايه الدوله الوسطى اسم جديد لبلاد النوبه وهو كاش، وبهذه المناسبه ساذكر الاسماء التى ذكرها الاستاذ (ستيندورف)
- (خنت حن نفر) وجد هذا الاسم فى قائمه البلاد التى خلفها لنا رمسيس الثانى على جدران معبد العرابه المدفونه.
- (كاش / كوش) ظهر هذا الاسم فى نقوش الدوله الوسطى، واطلق هذا الاسم على كل البلاد التى كان يحكمها ابن الملك صاحب كوش.
- (تاستى) ويعنى ارض القوس، وكان يطلق على بلاد النوبه فى الاسرة الثامنه عشر.
- (نحسيو) كان يترجم هذا الاسم الى زنجى، الى ان اثبت الاستاذ ينكر انه لا يوجد حتى فى الدوله الحديثه صوره لزنجى، وان هذا الاسم لم يطلق على النوبه فقط بل كان يطلق على بلاد بونت، ولكن عند دخول الزنوج بلاد النوبه فى عهد الاسرة الثامنه عشر اطلق عليهم هذا الاسم، فنجد فى مقبره سيتى الاول النحسيو يمثلون ببشره سودا وشعر مجعد، اذا نرجح ان هذا الاسم كان يطلق على كل من هو ببشره سوداء سواء كان زنجى او من الحاميه.
قام الملك سنوسرت الثالث بــ37 حمله على النوبه، واخضعها عسكريا، حيث بدا الزحف الزنجى على الشمال ابتداء من الدوله الوسطى، فكان لابد من رادع لهم، فقام سنوسرت ببناء القلاع بين الجندلين الاول والثانى، ووصلت مصر الى كرما، حيث اقاموا حصن هناك، وقام سنوسرت الثالث بتحريم عبور الجندل الثانى على الزنوج.
اختلاط النوبيين فى عهد الدوله الحديثه
اصطبغت النوبه بالصبغه الحضاريه المصريه فى عهد الدوله الحديثه، يرجع الفضل فى هذا الى فرار كهنه امون من ثوره اخناتون الى جبل البرقل ونباتا، وفرارهم للمره الثانيه من سرقه المقابر فى الاسرة 19، مما جعلهم يعودو بعد فتره ليبنو اسره جديده تحكمها النوبه وهى الاسره 25.