قبل تناول شرح منظر للملك بطليموس الثانى عشر في معبد حورس بإدفو ننوه بأنه من أجمل المفاهيم اللي عبَّر عنها المصري القديم في ديانته مِن خلال إتقان تمثيل فن النقش، وهو قمع الأعداء أو إعدام الأسرىَ، والذي يمكن تسميته باللُغة المصرية القديمة (wˁf ḫȝswt) أي قاهِر أو مُدمر الأجانِب “الأعداء”.
ونستطيع ان نجده على كُل الصروح المُكتمِلة للمعابد المصرية القديمة، والمعبد المصري القديم (كان المصري القديم بينظر له على أنه بيُمثل مصر)، والسور المُحيط بالمعبد هو الذي يُحدد نِطاق أرض مصر وحدودها.
وحدود أرض مصر تحتاج للحماية من الأعداء وأخطارهُم وشرورهُم، والمسئول الأول والأخير عن هذه الوظيفة في نظر المصري القديم هو الملك “مُمثل المعبود حورس رب الملكية على الأرض”، فبالتالي نجده على أي بيلون خارجي، يصور الملك يقمع هؤلاء الأعداء كطقسة هامة مِن الطقوس الدفاعية، والتي تحفظ الأرض المصرية، وتضمن لها الأمان والحماية والسلامة بإستمرار من شرور الأعداء، أو من شرور الطبيعة كالأمراض والأوبئة وخِلافه.
شرح منظر للملك بطليموس الثانى عشر
هذا المنظر الموجود بالصورة مثال جيد على هذا الكلام من البيلون الأول لمعبد حورس في إدفو، فالشخص أمامنا هو الملك بطلميوس 12 (الزمَّار)، ونجده يقف في الوضع المُعتاد، وهو أن يكون ممسك بيديه مُقدمة رؤوس الأعداء، واليد الأُخرىَ ممسك لمقمعة، وهو على وشك توجيه ضربة قاضية ليهُم.
والنص المُصاحِب لهذا المنظر يذكر بعض الأعداء، منهم على سبيل المثال (الفِنِخو/ الشاي/ المنتو/ الرِتِنو/ التاكوا)، وحول الملك رموز الحماية مثل طائر الرُخمة (فوقه على اليسار)، لكن يوجد رمز لا ينظر له أحد، وهو القرد الجالس خلف رأس الملك وأمامه سكّينة “أحد الآلهة الحامية”، ونجد أمام الملك مُباشرةً خرطوشين أحدهم يُمثل إسم الميلاد الخاص به، والآخر يُمثِّل إسم التتويج الخاص به، وهُم كالتالي:
إسم الميلاد
sȝ rˁ nb ḫˁw ptwlmys ˁnḫ ḏt mry ptḥ ȝst
بمعنىَ إبن رع سيد التيجان بطلميوس الحي للأبد محبوب بِتاح وإيزيس.
إسم التتويج
nsw bỉty
ونجده هنا مُختلف عن الشكل القديم وهو نبات الغاب والنحلة، ونجده بشكل جديد عبارة عن قُرص الشمس، يخرج منه حيتين، وهذا أسلوب كتابته في العصر البطلمي، والذي يعني إصطلاحاً ملك الصعيد والدلتا.
nb pt
بمعنىَ سيد السماء
ỉwˁ n pȝ nṯr nty nḥm stp n ptḥ ỉry mȝˁt rˁ sḫm ˁnḫ n ỉmn
بمعنىَ وريث الأله المُنقِذ المُختار مِن بِتاح مُحقق ماعِت رع الصورة الحية لآمون مِن خلال إتقان تمثيل فن النقش.