شهدت مصر فى اخريات ايام الملك “رمسيس الثالث” حوالى (1184 – 1153 ق.م) تمردا سياسيا تزعمه وزير الشمال ويدعى الوزير حوى ، والذى شق عصا الطاعة، وحاول فرض هيمنته على حساب سيده الفرعون فى مدينة “اتريب” بالدلتا، وحصل على معاونة اهلها، واحتل هو واتباعه معبد الاله “حور” وطردوا الموظفين الرسمين الذين عينهم الملك، وقاموا بادارة املاكه.
القضاء على تمرد الوزير حوى
ولكن هذا التمرد لم يدم طويلا فسرعان ما استطاع الملك القضاء عليه، فتحركت وحدات عسكرية باتجاه الدلتا، وتم القبض على الوزير المنشق “حوى” واتباعه، فنقرأ فى نصوص بردية “هاريس” الاولى رقم 10053، ما يلى: “خلعت الوزير الذى تدخل فى وسطهم، وقبضت على كل اتباعه الذين كانوا معه. وجعلته (المعبد) كالمعابد العظيمة فى هذه البلده محميا محفوظا الى ابد الابدين، واعدت كل موظفيه الذين كانوا قد توقفوا وطردوا منه فعين كل رجل وكل رئيس لينظموا املاكه المقدسة”.
وبعد ان تم القضاء على التمرد الذى حدث فى الدلتا، قبض على الوزير المنشق حوى، ثم اسندت مهام وزارة الشمال الى وزير الجنوب “تا”، ليصبح منذ ذلك الحين وزيرا للارضين، وهو امر مخالف لما كان معهودا من قبل، حيث انه منذ عهد الدولة القديمة حوالى (3100 – 2181 ق.م) قد تقلد وزير واحد كرسى الوزارة للبلاد كلها حتى عهد الملك “تحتمس الثالث” حوالى (1479 – 1425 ق.م)، اذ اصبح وزيران: احدهما للجنوب ومقره “طيبة” والاخر للشمال ومقره “عين شمس”، وقد هيمن الوزراء على كل اجهزة الدولة.