قيمة الأسرة والمرأة كبيرة جدا فى المجتمع المصرى القديم، إلا أنه في ظل تطورات التكنولوجيا الحديثة، والتي كان لها اثرا سلبيا في مجتمعاتنا الشرقيه حيث اننا قد استخدمنا سلبياتها اكثر من ايجابيتها فالان اصبح من النادر ان نجد تجمعاً للاسرة مثلما كان قديما، واذا وجد فاننا نجد كل فرد من افراد الاسره منفصلا عن الاخر بحجه اللعب بالفون او الشات عالفيس فالتكنولوجيا افيون المجتمع الشرقي.
وكان المجتمع المصري القديم يهتم اهتماما مقدسا بالاسره وقيمتها فالاسره هي قوام المجتمع في صلاحها صلاح للمجتمع وقوام الاسره هو الزوج والزوجه قد قال صلي الله عليه وسلم خير متاع الدنيا المرأه الصالحه.
فالاسره قديما كان لها القيمه البارزه وكان الحفاظ عليها من واجبات كل افراد الاسره فنجد بتاح حتب ينصح ابنه قائلا (اذا كنت رجلا حكيما فكون لنفسك اسره). وقد كان دور الام هو الدور الاساسي في الاسره كما هو الحال في كل زمان. وقد كانت الاسره قوامها في البدايه بسيط فهي اب وزوج وام زوجه والابناء يعيشون في كفنهم ثم امتدت الي العمات والخالات كما يقول نص اميرقوص من الاسره السادسه فصلا عن برديه اللاهون يشير فيها جندي يدعي سنفرو ان اسرته تكونت من امه وجدته لابيه وثلاثه من العمات.
الزواج فى مصر القديمة
اما الزواج فكان حكماء مصر القديمه يرون ان من مقومات نجاح الاسره اهليه الزوج والزواج المبكر وحسن القدوه من رب الاسره ورشاد الزوجه والالفه والمحبه بينهما (وجعل بينكم موده ورحمه) ووفره النسل واداء الالتزامات. فقد وعظ الحكيم اني ابنه فقال له (تخير لك زوجا وانت شاب وارشدها كيف تكون انسانه). وكان واجب الزوج هو القوامه علي البيت واداء ما عليه من التزامات (الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما انفقوا من آموالهم).
فيقول بتاح حتب في نصائحه لابنه (اشبع جوفها واستر ظهرها واسعد فؤادها طيله حياتها فهي حقل نافع لولي امرها (نساؤكم حرث لكم). ويقول الحكيم آني (وان شئت ان تسعد فاجعل يدك معها وعاونها).
ومن دلائل اخلاص الزوجين في المجتمع المصري القديم وثيقه عثر عليها كانت عتابا من زوج لروح زوجته المتوفاه فيقول لها فيما معناه (اتخذتك زوجا عند الشباب، واستقررت عندك، وتقلبت في شتي المناصب وبقيت معك، وما تخليت عنك وما الحقت هما بقلبك. وما اخفيت سرا عنك طيله حياتي، وما اسات اليك طيله حياتي، وعندما مرضت دعوت خير الاطباء لعلاجك ولما وافاك الاجل جئت في عطلتي وبكيت كثيرا علي مثواك وها انا قد عمرت بعدك ثلاث اعوام وحيدا ولم ادخل دارا غير دارك حتي من بيوت اخواتي) فهو يعاتب زوجته المتوفاه علي تركه وحيدا فاين هذا الاخلاص من المجتمع الحديث.
وكان الزواج يتم في المعبد يحضروا اقرباء الزوجين ولكن لم يتم العثور حتي الان علي عقد زواج يرجع لعصر ما قبل الدوله الحديثه. اما في العصور المتاخره فكان الزواج يتم بكتابه عقد وربما كانت تتم مراسيم الزواج بحضور الكاهن امون واقدم عقد زواج وصل الينا يرجع الي عام 590 ق.م. وكان ولي امر العروس ينوب عنها وذلك حتي القرن السابع قبل الميلاد (وهو الامر المتبع في الديانه الاسلاميه) ثم اباح المجتمع للعروس وخاصه للثيب ان تحضر عقدها وكان يحضر العقد شهود وكان يقسم الزوج باسماء الارباب والفرعون علي القيام بالتعهدات والالتزامات وكانت قيمه الصداق تحدد باوزان الفضه ومكاييل الغلال فضلا عن المؤخر.
قدسية و قيمة الأسرة والمرأة فى مصر القديمة
نظرا لقدسيه الأسره فى المجتمع المصري القديم فقد اعتبر الزنا من الفواحش التي تبرا منها المصري القديم امام الارباب فيقول (اني لم ارتكب الفاحشه مع امراه) وقد كان يكتب علي الزاني او الزانيه الموت غرقا او حرقا ففي برديه وستكار فان الشاب قد افترسه التمساح الذي صنعه الكاهن وان المراه قد احرقت في ساحه القصر ويقول بتاح حتب في جريمه الزنا (ان الزنا لجرم عظيم وان الزاني ليستحق الاعدام وان من يرتكب جريمه الزنا يسهل عليه ان يرتكب كل ذنب مهما كان عظيما).