قبل تناول الحديث عن زحف الجيش المصري إلى القدس ننوه بأنه في غضون عام 926 ق.م صعد حاكم مصر شيشنق (شاشانق/ شيشاق/ شوشنق 950 ـ 924 ق.م) مؤسس الأسرة 22 ذات الأصول الأمازيغية على رأس فيالق ضخمة من الجيش المصري، وغزا أورشليم/ القدس وحمل معه كنوز الهيكل ومقتنياته.
زحف الجيش المصري إلى القدس
ووفقا لما ورد في التوراة من سفر الملوك الأول (1مل 14: 25 – 26). فقد ذكرت التوراة أن شيشنق قد أخذ كنوز بيت الرب بمملكة يهوذا الجنوبية، وبيت الملك وآلاف الأتراس الذهبية المصنوعة في عهد سليمان عليه السلام، كما قام بحملات خاطفة دمر فيها عشرات المدن اليهودية والمستعمرات التى في سهل يزرعيل «مرج بن عامر» وشرقى وادى الاردن كما يبدو أنه هاجم المملكة الشمالية أيضاً.
أما في الآثار فقد قام شاشنق بتوثيق تلك الواقعة على جدران معبد الكرنك على لوحة ضخمة، وترك لنا وصفًا واضحًا لانتصاراته على بني إسرائيل، يظهر فيها صفٌ من الأسرى المقيدين بحبل واحد يجرهم من أعناقهم، بينما قيدت أذرعهم خلفهم.
وتدل ملامحهم على أنهم من بني إسرائيل القدامى، وأعلى الصورة رُسمت صور مائة وستة وخمسين من الأسرى، كل منهم يمثل حاكم مدينة من مدن العبرانيين التي استولى عليها الجيش المصري، وقد ذُكر من بينها أسماء اثنتي عشرة مدينة ورد اسمها في التوراة، الجدير بالذكر أن هذه الأحداث قد وقعت في عهد رحبعام بن سليمان حاكم مملكة يهوذا الجنوبية بأرض كنعان وهي فلسطين القديمة.
يقول شامبليون في رسالة بعث بها من مصر والنوبة سنة 1828م تُرجمت بعد ذلك إلى الفرنسية: “وجدت على جدارية الكرنك حين بلغت في قراءتي بالجدارية الحاكم المهزوم رقم تسع وعشرون مكتوبًا عليه “يهوتا ملك” أي ملك يهوذا، فهزني السرور لعلمي أن الملك المصري صاحب هذا الأثر إنما هو شيشنق الذي هزم ملك يهوذا، وتيقَّنت أن المُمثَل هناك مكتوبًا عليه ملك يهوذا إنما هو رحبعام”. أما في فلسطين فقد عثر على شقفة في تل مَجِدُّو تحمل اسم شُشِنْقْ، مما لا يدع مجالا للشك بأن حملته على المنطقة قد حدثت فعلا.
المراجع
- الأحجار تتكلم – د. جون إلدر – ترجمة د. عزت زكي – ص 99/ 100.
- تاريخ الشعوب المشرقية جـ 2 – ص 337/ 338.
- الحدث التوراتي والشرق الأدنى القديم.
- موسوعة مصر القديمة الجزء التاسع – سليم حسن
- الليبيون القدماء من خلال المصادر الأثرية والتاريخية القديمة – د. محمد علي عيسى
- موسوعة بريتانيكا – Britannica Encyclopedia v.7, p.733